القاهرة- دنيا الوطن
كتب علام عبد الغفار ـ تصوير ماهر إسكندر:
"هجوم يا رجاله بنت حلوة".. كلمات تكررت أكثر من 10 مرات خلال ساعة زمنية فقط لتعبر عن مأساة حقيقة تعرضت لها زائرات الحدائق العامة، خاصة حديقة الفسطاط بمحافظة القاهرة وحديقة الحيوان بمحافظة الجيزة والتى شهدت تحرشات واشتباكات جماعية من قبل الشباب حتى وصل الأمر لإصابة بعض الفتيات بحالات إغماء.
كارثة بكل المقاييس رصدتها عدسة اليوم السابع بحديقة الفسطاط اليوم بعد صلاة الجمعة تمثلت فى حالات التحرش الجماعى بالفتيات حتى وصل الأمر إلى محاصرة حوالى 20 شاباً لفتاتين وسط حالة من الصراخ والعويل منهما والاستغاثة بأفراد شرطة الحديقة لنجدتهما، الغريب فى الأمر أن وقائع التحرش داخل الفسطاط لم تكن تحرشات فردية ولم تكن تحرشات لمرة واحدة بكل لأكثر من 10 مرات خلال ساعة زمنية واحدة بصور جماعية.
ولم يقتصر تأثير حالات التحرش على الفتيات وأسرهن فقط، بل امتد الأمر ليطول الباعة الجائلين ورسامى الوجوه، لما وصفوه بحالة ركود أصابتهم من قلة تردد الزبائن عليهم بسبب حالات التحرش المتزايدة.
حالات الانفلات لم تظهر فى جرائم التحرش فقط، بل امتد الأمر لتعاطى المخدرات داخل حديقة الفسطاط فى ظل غياب لافت للأمن، حيث أفترش الصبية الذين لم يتعدوا أعمارهم خمسة عشر عام حديقة الفسطاط دون وجود رقابة عليهم من مسئولى الحديقة ليدخنون السجائر وسط فرحة عامرة تسيطر عليهم، مبررين ذلك بغياب الرقابة وفرحة العيد وذلك تزامنا مع بدء تطبيق القانون 145 لسنة 2007 الخاص بحظر التدخين فى الأماكن العامة من اليوم الجمعة الموافق 10 سبتمبر الحالى، فى كل من المستشفيات والمدارس والجامعات والمواصلات العامة، والمصالح الحكومية، ومراكز الشباب والأندية الرياضية، فى جميع محافظات الجمهورية.
اتهامات متبادلة بين البائعين وزائرى وموظفى الحدائق، فالأول والثانى يحمل موظفى وشرطة الحدائق مسئوليتهم عن تعرض الفتيات وبناتهن للتحرش الجماعى دون تقديم الحماية الأمنية الكافية لهن فيما أكد بعض أفراد شرطة الحديقة أن عددهم 60 فردا ولكن الشكل العشوائى والنوايا غير السليمة للزائرين هو ما يدفعهم للتحرش.
وفى نهاية الجولة بالحدائق استغاث الزائرون والباعة الجائلين بالدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة بضرورة بمحاسبة المسئولين عن حديقة الفسطاط واتخاذ إجراءات قانونية ضدهم على تقصيرهم فى تقديم الحماية الأمنية الكافية لهن.