يقول نيتشه الفيلسوف الألماني ( كن على حذر أيها الإنسان ماذا يقول الليل؟ لقد نمت ثم أفقت من حلم عميق وكذلك العالم هو عميق جداً بأحزانه و أفراحه، تقول الأحزان للعالم امضي وانقضىٍ ولكن الأفراح تطلب دوماً الدوام والأبدية والخلود) . أما نحن فهل يمكننا تصور الزمن على أنه متصل ومستمر من(∞-) إلى (∞+) أي من الماضي إلى المستقبل ولحظة الصفر بينهما هي الآن أي الزمن الحاضر؟.
وماذا كان هناك قبل الانفجار الأعظم لا أحد يعلم ولا يمكننا تصور ذلك لأنه يوجد لكل زمانه ومكانه الخاص به وإن كانت المادة غير موجودة قبل الانفجار الأعظم فليس للمكان وجود. كذلك الزمن ليس له وجود وحيث توجد المادة يوجد المكان ويوجد الزمان.
وإذا كان الكون يتسع في كل الاتجاهات ويفترض بتمدده أن تصل المجرات إلى مسافات أبعد وأبعد وهكذا باتساع الكون يتولد المكان وربما وراء أبعد المجرات المرئية هناك مجرات أخرى وأكوان أخرى لم يصل ضوء نجومها إلينا حتى الآن. لذلك لا يوجد مكان مطلق وزمان مطلق حسب الاعتقاد السائد منذ نيوتن وحتى اينشتاين الذي جاء بنظرية النسبية في مطلع القرن العشرين ويربط المكان مع الزمان في الكون محدداً له أربعة أبعاد هي (الطول والعرض والارتفاع ) أما البعد الرابع فهو الزمن. وبعد اينشتاين جاء العلامة الفيزيائي البلجيكي الحائز على جائزة نوبل (ايليا بريكوجين) جاء بفكرة مفادها أن الزمن يسير باتجاه واحد إلى الأمام ما دامت الحوادث طبيعية غير قابلة للانعكاس وهذا يستند إلى القوانين الثلاثة لعلم الترموديناميك وهي
1- تنتقل الحرارة من الجسم الساخن إلى الجسم البارد بصورة طبيعية
2- لا يمكن انتقال الحرارة من الجسم البارد إلى الجسم الساخن إلا باستعمال مضخة حرارية (تدخل خارجي)
3- يسير الكون إلى حالته النهائية وهي الموت الحراري بسبب زيادة الانتروبي في الكون حتى يتحقق التعادل في درجات الحرارة بين مختلف العناصر الكيميائية التي تشكل هذا الكون.
وهكذا لا تعود النجوم تضيء ولا شمسنا أيضاً وتصبح الكرة الأرضية جثة هامدة لا حرارة تنتقل من منطقة إلى أخرى فيها ولا رياح ولا أمطار ولا نور بل ظلام مدقع.