تحول شهر رمضان من موسم للعبادة إلى موسم للمنافسة بين الدراما المصرية والعربية ، حيث تتنافس كل منها فى إظهار العنف والبلطجة فى المجتمع والتمييز ضد المرأة ، الذى ظهر جليا بوضوح فى عدد من المسلسلات.
انتقدت ناهد أبو القمصان مدير المركز المصرى لحقوق المرأة ، فى الندوة التى نظمها المركز أمس بعنوان "المرأة بين الدراما المصرية كثير من الإنجاز قليل من الموضوعية" ،وتحدثت فيها عن الدراما المصرية ووصفتها بالسطحية ، وقالت إنه للأسف حتى الأعمال ذات القيمة والرسالة لم تحظى بنسبة مشاهدة نظرا لتوقيتها غير المناسب .
وأثنت أبو القمصان على مسلسل قصة حب ، مؤكدة أنه يتضمن رسالة وفكرة ومضمون جيدا ، بداية من أغنية التتر مرورا بقصة المسلسل وأداء الممثلين، أضافت: "لأول مرة يطرح مسلسل مشاكل المرأة المصرية المنقبة بشكل مصرى غير مفتعل".
كما أثنت أبو القمصان على مسلسل حكايات بنعيشها " الكابتن عفت " للفنانة ليلى علوى ، والذى تحدث عن خروج المرأة للعمل بعد وفاة زوجها ، وما تعانيه من مضايقات ، بينما انتقدت مسلسل زهرة وأزواجها الخمسة ، والذى أساء لصورة الممرضة فى المجتمع المصرى ، ولكنه للأسف حظى بنفس الجدل الذى حققه مسلسل عائلة الحاج متولى.
كما انتقدت أبو القمصان مستوى البرامج الرمضانية والألفاظ والإيحاءات التى استخدمت فيها ، وطالبت بوضع سقف للحوار ورقابة للألفاظ المستخدمة، مؤكدة أن الإعلام يقدم رسالة خطيرة فى تنمية وتشكيل وعى الإنسان المصرى .
وأشارت الدكتورة ناهد رمزى أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والحنائية إلى أن صورة المرأة فى الدراما المصرية لم تتغير منذ 40 عاما ، فهناك غياب للقصة والمضمون الجيد ، وانتقدت رمزى مسلسل عايزة أتجوز ، مندهشة كيف تظهر الفتاة الجامعية المثقفة فى الدراما المصرية بهذا الشكل ، وتصبح قضية الزواج هى محور حياتها واهتماماتها .
وأضافت أن آخر الدراسات النفسية أكدت أن أغلب مسلسلات الكبار يشاهدها ويتابعها الأطفال بشغف، الأمر الذى يجب أن نتنبه له، ونعلمهم من خلال هذه المسلسلات المبادئ والأخلاق التى نتمنى وجودها فى المجتمع.