يقول الدكتور عصام عبد السلام جودة الأستاذ بقسم التخطيط العمرانى كلية الهندسة جامعة الأزهر فى دراسته حول "المنظور الإقليمى فى تطوير المناطق العشوائية" إن هناك تضاربا كبيرا فى عدد المناطق العشوائية، حسب الجهة التى يصدر عنها البيان، ويرجع ذلك إلى عدم وجود محددات ومعايير واضحة يتم على أساسها تصنيف المناطق العشوائية.
ولكن بصفة عامة تحتل عشوائيات محافظة القاهرة المرتبة الأولى فى عدد السكان المقيمين بالمناطق العشوائية بها، حيث يبلغ عددهم نحو 3.13 مليون نسمة بنسبة 25,7% من إجمالى سكان العشوائيات بمصر، أى أن ربع سكان العشوائيات يعيشون بمحافظة القاهرة.
ويؤكد عبد السلام أن المناطق العشوائية لم تعد مناطق إسكان المهمشين وذوى الدخول المحدودة فقط، ولكن أضيف إلى ذلك شريحة الطبقه المتوسطة، والتى تضم الأطباء والمهندسين والعاملين فى الجهاز الإدارى بالدولة.
وتبلغ قيمة الوحدات السكنية فى بعض المناطق العشوائيه ما يتجاوز المائتى ألف جنيه مثل منطقة عزبة الهجانه بمدينة نصر، بينما تصل فى بعض مناطق شبرا ودار السلام والوراق إلى حوالى المائة ألف جنيه وهى مبالغ ليست بالقليلة.
وأضاف: "من الصعب جدا أن تساعد من لا يقدر أن يساعد نفسه"، فالمشكلة الرئيسية التى تعانى منها التجمعات العشوائية ليست الحصول على سكن، لكن المشكلة تكمن فى البناء الاقتصادى للأفراد، خاصة فى ظل تدنى الأجور، وعدم قدرة السكان على التطور الاجتماعى والاقتصادى، فنجد مدى التدهور الذى يصيب المساكن التى يقطنونها وعدم قدرتهم على تحمل تكاليف المرافق والصيانة.
ويرى عبد السلام أن مشكلة العشوائيات مرتبطة ارتباطا قويا بالقدرة الاقتصادية للدولة، وبالتالى بالقدرة الاقتصادية للأفراد، فمتى كانت الدولة قادرة على المنافسة والإنتاج فى شتى المجالات، فإنها تكون بذلك قادرة على الاستفادة من طاقة أبنائها، ورفع مستواهم الاقتصادى.
ويضيف أن تأهيل السكان ورفع كفاءتهم الاقتصادية، لا يقضى على الإسكان العشوائى فحسب، ولكن يمنع ظهور العديد من المساكن العشوائية فى المستقبل، فكلما زاد الوعى التثقيفى والعملى والمستوى الاجتماعى، كانت الأسرة أكبر وعيا بأهمية تنشئة أجيالها الجديدة على مستوى أعلى اجتماعيا واقتصاديا.
ويقترح عبد السلام رسم حدود المناطق العشوائية وحصر أعدادها ومساحاتها وعدد سكانها فى إطار مشروع قومى، كخطوة أولى لحل أزمة العشوائيات، يليها التعامل بكل حزم مع أى إضافات أو تعديات جديدة.
