الحوار ما بين أهل النار
• وهناك نوع من الحوار ما بين الضعفاء والذين استكبروا وكلهم في النار فيقول الضعفاء للقادة الذين اتبعوهم إنا أطعناكم عندما دعوتمونا فهيا ارفعوا عنا قسطا من النار تتحملونه عنا فيردون عليهم كفى بنا ما عندنا فلقد قضى الله علينا كل بما يستحقه ثم قالوا جميعا لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب فيردون عليهم ألم تأتكم رسل من عند ربكم قالوا نعم فيقولون لهم إذن فادعوا انتم ربكم إنه سوف لا يجيبكم وذلك لقوله تعالى"وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ النَّارِ , قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ , وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ الْعَذَابِ , قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ". (غافر 47: 48).
• تأكيدا لهذا الحوار يقول الحق تبارك وتعالى "إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ , لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ , وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ , وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ , لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ , أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ , أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ". (الزخرف 74: 80).
• ويعني هذا أن المجرمين يخلدون في النار لا يرفع عنهم العذاب ساعة واحدة ويصابون باليأس من كل رحمة بهم فهم الذين ظلموا أنفسهم ثم يحاورون خازن النار فيقولون له ادعوا ربك ليميتنا فيريحنا مما نحن فيه فيقول لهم لا بل أنكم ستظلون هكذا لكفركم بما أنزل الله لكم من الحق فهكذا قضى عليكم الله هذا العذاب , فإن كنتم في الدنيا تكيدون وتتآمرون فإن الله يعلم تآمركم سرا وجهرا وكيف لا وملائكته يكتبون فهكذا كادكم الله ورد وبال ذلك عليكم فهذه هي النار التي كنتم تكذبون أحقا هي أمامكم أم لا ؟ وهذا السؤال تبكيتي وتهكمي إليهم لقوله تعالى " فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ , الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ , يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً , هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ , أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنتُمْ لَا تُبْصِرُونَ , اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاء عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" ( الطور 11: 16).