الحسني الموعود ودولة العدل الإلهي
رسم لنا الأئمة(عليهم السلام) صورة متكاملة لكيفية الظهور المقدس وما يسبقه من ملاحم وأحداث وعلامات مرتبطة ببعضها ومحفّزة للانتظار الواعي والاستعداد المؤثر عند قواعد الإمام الشعبية.
وحلقة من حلقات تلك الصور هي الروايات المخبرة عن ظهور شخصية قبل عملية الظهور تعرف بالحسني الموعود ودوره في القضية المهدوية والروايات تؤكد على أن الحسني الموعود أقرب شيء على الظهور وهو المرحلة الأخيرة من التمهيد بل هو الذي يسلّم الراية للإمام(عليه السلام). هذا يعني أنه لا يوجد ممهدين آخرين بين الإمام والحسني الموعود لأنه الفهم من الدلالة التصديقية الثانية(كما هو في علم الأصول) لعبارة يسلّم الراية هو أنه بعملية التسليم سينتهي التمهيد أصلاً لأن الظهور يكون قد حصل وبذلك يبدأ دور الإمام بنفسه فلا وجود لوسيط بعد ذلك.
وقد يرد إشكال بأن هناك النفس الزكية تكون هي الأقرب للإمام لأنه ما بينها وبين الظهور (15 ليلة) حسب ما مذكور في الروايات فلا طهور حتى يتحقق مقتل النفس الزكية؟ ونرّد على هذا الإشكال بأنه تسليم الراية يكون هو الأقرب للظهور لأنه لا يحتاج إلى فترة(15 ليلة) وإنما هي فعل لا يستغرق سوى لحظات يتبعها الظهور بينما مقتل النفس الزكية احتاجت إلى فترة (15 ليلة) ليتحقق الظهور.
ومن جهة أخرى إن عملية تسليم الراية قد يعني تسليم القيادة أو المستوى الفكري والتكاملي الذي يتحقق عند الأنصار(الثلاثمائة والثلاثة عشر) بجهود حركة الحسني الموعود أو إن المقصود بالراية هي الولاية المجعولة لأصحاب الأعلمية في عصر الغيبة، وانتقالها وتكاملها وتسليمها للإمام(عليه السلام) وعلى هذا الاحتمال(أي أن الراية هي الولاية) وأن الراية هي ثابتة للحسني فأن الولاية هي ثابتة له ومتحققة لديه وبما أن الولاية تدور مدار الأعلمية فبالضرورة يكون متصفا بالأعلمية.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فأن العبارات الواردة في الروايات مثل الحسني الموعود الثائر، وتحرك الحسني الموعود في العراق، ويأتي الحسني الموعود فيبتدره أهل الخير، وملاقاة الحسني الموعود بجيشه مع جيش الإمام، وطلب الحسني الموعود من الإمام الإثبات مع العلم أنه يعرفه بأنه الإمام،
وأخيراً قول الحسني الموعود لأتباعه هذا إمامكم فأتبعوه، إلى غيرها كلها تدل على أن الحسني الموعود هو الممهد الأخير لظهور الإمام وهذه المهمة لا يقوم بها إلا من كان الأعلم بها.
أما ثورة الحسني الموعود أو حركته فهي حركة فكرية وعلمية وأخلاقية تستهدف ظهور مستوى في المجتمع قادر على التمييز الفكري فتصبح الأمور المستعصية والخافية عليه حاضرة عنده وحكمها واضح وأقرب ما يكون إلى اليقين.
العراق
رسم لنا الأئمة(عليهم السلام) صورة متكاملة لكيفية الظهور المقدس وما يسبقه من ملاحم وأحداث وعلامات مرتبطة ببعضها ومحفّزة للانتظار الواعي والاستعداد المؤثر عند قواعد الإمام الشعبية.
وحلقة من حلقات تلك الصور هي الروايات المخبرة عن ظهور شخصية قبل عملية الظهور تعرف بالحسني الموعود ودوره في القضية المهدوية والروايات تؤكد على أن الحسني الموعود أقرب شيء على الظهور وهو المرحلة الأخيرة من التمهيد بل هو الذي يسلّم الراية للإمام(عليه السلام). هذا يعني أنه لا يوجد ممهدين آخرين بين الإمام والحسني الموعود لأنه الفهم من الدلالة التصديقية الثانية(كما هو في علم الأصول) لعبارة يسلّم الراية هو أنه بعملية التسليم سينتهي التمهيد أصلاً لأن الظهور يكون قد حصل وبذلك يبدأ دور الإمام بنفسه فلا وجود لوسيط بعد ذلك.
وقد يرد إشكال بأن هناك النفس الزكية تكون هي الأقرب للإمام لأنه ما بينها وبين الظهور (15 ليلة) حسب ما مذكور في الروايات فلا طهور حتى يتحقق مقتل النفس الزكية؟ ونرّد على هذا الإشكال بأنه تسليم الراية يكون هو الأقرب للظهور لأنه لا يحتاج إلى فترة(15 ليلة) وإنما هي فعل لا يستغرق سوى لحظات يتبعها الظهور بينما مقتل النفس الزكية احتاجت إلى فترة (15 ليلة) ليتحقق الظهور.
ومن جهة أخرى إن عملية تسليم الراية قد يعني تسليم القيادة أو المستوى الفكري والتكاملي الذي يتحقق عند الأنصار(الثلاثمائة والثلاثة عشر) بجهود حركة الحسني الموعود أو إن المقصود بالراية هي الولاية المجعولة لأصحاب الأعلمية في عصر الغيبة، وانتقالها وتكاملها وتسليمها للإمام(عليه السلام) وعلى هذا الاحتمال(أي أن الراية هي الولاية) وأن الراية هي ثابتة للحسني فأن الولاية هي ثابتة له ومتحققة لديه وبما أن الولاية تدور مدار الأعلمية فبالضرورة يكون متصفا بالأعلمية.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فأن العبارات الواردة في الروايات مثل الحسني الموعود الثائر، وتحرك الحسني الموعود في العراق، ويأتي الحسني الموعود فيبتدره أهل الخير، وملاقاة الحسني الموعود بجيشه مع جيش الإمام، وطلب الحسني الموعود من الإمام الإثبات مع العلم أنه يعرفه بأنه الإمام،
وأخيراً قول الحسني الموعود لأتباعه هذا إمامكم فأتبعوه، إلى غيرها كلها تدل على أن الحسني الموعود هو الممهد الأخير لظهور الإمام وهذه المهمة لا يقوم بها إلا من كان الأعلم بها.
أما ثورة الحسني الموعود أو حركته فهي حركة فكرية وعلمية وأخلاقية تستهدف ظهور مستوى في المجتمع قادر على التمييز الفكري فتصبح الأمور المستعصية والخافية عليه حاضرة عنده وحكمها واضح وأقرب ما يكون إلى اليقين.
العراق