البشرى الرابعة عشر بشرى حسبنا الله والحول بالله
ويتوالى الفضل وسحب التأييد والبشرى والعون فكم من مؤمن أراد به جبار بطشاً
أو خاف قهراً من ذى قوة أو حول وطول وقرح زناد الفكر فلم يجد له منقذا
وهو فى هذا الضيق واقعٌ ولكنه ينسى أن بشرى الفرج بين يدية
فى كلمات بشَّر بها الله تعالى وحبيبه كل من خاف بطش جبارٍ
ولـو كانوا أولى قوة وأولى بأس شديد فعليه بالامتثال لقول الحميد المجيد
فى بشرى كتابه الكريم إذ يقـول{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}فما عليه إلا أن يقول{حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}موقناً بها قلبه ومتحققا بنصر ربه وقد قال يطمئن كل مؤمن إلى نصر الله بهذه الكلمات القليلة العدد{لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم تدفع عن قائلها تسعة وتسعين بابا من الضر(وفى رواية من الداء وفى أخرى من الشر)أدناها الهم } فلو واظب الإنسان على قولها والتخلق بحقيقتها يدفع الله عنه ذلك ولذلك عندما قال له ابن عمه وزوج ابنته الإمام علي: يا رسول الله دلني على شئ أستمسك به قال له ولنا ولكل أهل الإيمان إلى يوم الإيقان{ألا أدلك على كلمة من كنوز الجنة؟ قلت: بلى يا رسول الله قال: قل لا حول ولا قوة إلا بالله }فهى كنز من كنوز الجنة فمن استمسك بها فتحت له كنوز الجنة من العون والفضل والمنحة والمنة
فلا يقدر عليه أحد ولا يبلغ ضره أحد ولله در الولى الحكيم أبى مسلم العمانى
شارحاَ ذلك الفضل ومبيناً ما يبلغ الأمر بمن يستغيث بحول الله وطوله وقوته
من قصيدة طويلة أخترنا من أبياتها:
اللّه بسم اللّه أمنك إنني يا مؤمن المذعور منك على وجل
اللّه بسم اللّه يا متكبر فلتمحق المتكبرين على عجل
اللّه بسم اللّه يا قهار خذ خصمي العنيد فأنت تعلم ما فعل
اللّه بسم اللّه حسبي أن علــمك يا رقيب بسوء حالي لم يحل
اللّه بسم اللّه كاشف سوء مضــطر دعاه مجيب دعوة من سأل
اللّه بسم اللّه دافع كل ضــر يا حكيم ادفع بحكمتك العلل
اللّه بسم اللّه كن لي في أموري يا وكيل ويا حسيب من اتكل
اللّه بسم اللّه يا صمد اكفني الــعسرى وصن وجهي بيسر منهمل
اللّه بسم اللّه حل شدائدي يا قادر امحقها فقد ضاق الكبل
اللّه بسم اللّه حسبي فاطر الـأشياء في سلطانه كنف وظل
اللّه بسم اللّه يا ذا العزة انــظرنا وأوجب في أعادينا الفشل
اللّه بسم اللّه يا ذا البطش أخــزهم ببطشك في أعاديك الأول
وقال أحد الحكماء رضى الله عنهم فى أبيات رائعة:
ويا مالكَ الأملاكِ لا حولَ عندنَا ولا قُوَّةً إلاّ بقُدْرَتِكَ العظمَى
سَلامٌ فسَلْمنَا منَ السُّوءِ كلّهِ بقَوْل لاحَوْلَ كَنْزٌ هُوَ الأغْلَى
تُفِيضُ لنَا بِهِ مِنْ فَيْضِ حَسْبِكَ قُوَّةً فيهلِكُ أعْدَانَا ويَقِينَا حمىً الموْلَى
فَلاَ نَخْتَشِي الأسوَا وأنتَ مُهَيْمِنٌ علَيْنَا عَزيزٌ لَمْ يُسَمْ حِزْبُهُ هضمَا
لكَ الطِّولُ يَا جَبَّارُ فاجْبُرْ قُلُوبَنَا فقدْ صُدِعَتْ بالـهمِّ وانفعَلَتْ غما
وَحَسْبُنَا قَولُ لاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ تدفعُ من الشرٍّ مائة الهَمَّ فَمَا أعْلَى
البشرى الخامسة عشر قوة الصابرين من عند ربِّ العالمين
وهذه البشرى يا إخوانى بشرى يحتاجها كل المسلمون وبالذات هذه الأيام
التى تكالبت فيها قوى الشر على الإسلام وأهله وهى البشرى العظيمة التى قال فيها الله
{إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ}قال عشرون صابرون وليس آكلون وقد كان سيدنا على يضرب بسيفين فى الحرب باليمين وباليسار وكان مع قلة الأكل قويا قوة من عند القوى فقد ورد أنه كان عندما يمسك معصم رجل يمنع تنفسه ومرة رفع باب حصن وتدرع به فجاء بعد المعركة ثلاثون رجلاً فما استطاعوا أن يحركوا الباب ليعيدوه وكانوا يؤمرون ألا يفرَّ واحدُ من عشرة أمامه أما نحن جمعياً فنقول: القوة من القوت وهذا هو الظاهر ولكن البشرى الباطنة فى الآية هى أن القوت من المقيت والقوة من القوى فمن استمد البشرى من القوى فهو بعشرة ولو لم يكن قويا كما أشار الله فالمؤمن الصابر
لا يضعف عن أن يساوى إثنين ممن سواه فيا هنا من أدرك البشرى فهل هذا يخاف أو يجبن؟
حاشا لله أن يضعف من قوَّاه وحاشا لله أن يذلَّ من هو فى حماه فافرحوا بالبشرى وادخلوا فى حمى الله وتقووا بالله وبقوة الله تنصروا على من استقوى بغيرالله وأبين لكم المزيد نحن نأكل اللحوم من أجل القوة فأين القوة بيننا مقارنة بمن سبقونا؟ وماذا أكل آبائنا؟
وكيف كانت قوتهم بالنسبة لطعامهم؟فنحن الآن نأكل الكثيروكان آباؤنا وأجدادنا يأكلون الفتات ومع ذلك كانوا فى منتهى القوة والثبات وكنت أعرف محفظاً كفيفا ًللقرآن كان يمسك السيارة من الخلف ثم تدور فلا تستطيع أن تنطلق فالقوة من القوى أما الآن فنحن نأكل ونأخذ مع الأكل أدوية وعقاقير للقوة ومع ذلك لا نقوى على شئ وذلك لأننا لجأنا بالكلية إلى الأسباب ودخلنا فى هذا الحجاب فعاملنا الله من هذا الباب وأغلق أمامنا كنوز حضرة الوهاب وأولها كنوز القوى الصبور فقوة الصبر من حضرة الصبور ولكي تنالها لابد أن تتصل بحبل الإيمان والنور فيمددك القوى بقوته ويلبسك الصبور حلته ويسبل عليك سرَّ رعايته فيظهر عليك نور اسمه الصبور ويحتار فيك أهل القوى والشرور ولذا قال كاشفاً سرَّ الصبر ومبشراً أهله بسعة الأرزاق فى جميع الآفاق بل وموسعاً بشراه لأهل التصبَّر فياهنانا ببشراه{وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ الله وَمَا أُعْطِيَ أحَدٌ شَيْئَاً هُوَ خَيْرٌ وأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْرِ}
فلا يقولنَّ أحدٌ بعد اليوم إن صبرى قليلٌ أو صدرى ضيق لأن من تصبَّر كافأه الله فصبَّره
وجعله صابراً فلو تصبَّرت ساعة لصبَّرك الله دهراً فاعزم وتحرَّك وأرِ الله من نفسك خيراً
يفتح لك باب الرزق الأوسع الواسع من بحر الصبر الشاسع فيا هنا من أبحر فيه
وسافر وعلى الله توَّكل وبمولاه لاذ وصابر قال الإمام على :
أَلاَ فَاصْبِرْ على الحَدَثِ الجَلِيْلِ وَدَاوِ جِوَاكَ بالصَّبْرِ الجَميلِ
وَلاَ تَجْزَعْ وإِنْ أَعْسَرْتَ يوما فَقَدْ أَيْسَرْتَ في الزَّمَنِ الطَّوْيِل
ولا تَيْأَسْ فإِنَّ اليَأْسَ كُفْرٌ لَعَلَّ اللَه يُغنِي مِنْ قليلِ
ولا تَظْنُنْ بِرَبِّكَ غير خَيْرٍ فَإِنَّ اللَه أُوْلَى بالجميل
وإِنَّ العُسْرَ يتبعه يَسارٌ وقولُ اللِه أَصْدَقُ كُلِّ قِيلِ
واخترت لكم أبيات قلة ولكنها رائعة فى الصبر والتصبِّر قال محمد بن بشر:
إن الأمور إذا اشتدت مسالكها فالصبر يفتح منها كل ما رتجا
لا تيأسن وإن طالت مطالبه إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا
وقال أحد الكرام رضى الله عنهم على الدوام:
ما أحسن الصبر في مواطنه فإن عزَّ فالتصبُّر أصلٌ ما له ثمنُ
ما رُزِقَ أحدٌ خيراً منهما حسنا عواقب الصبر جلَّت ما لـها ثمن
وقال الشاعر الآخر مشجعاً على الصبر:
إذا كنت في ضرٌ ولم تر حيلة فصبرٌ أو تصبُّر مدركُ الأمر
كذاك عيون الماء تكدر مرّة وتصفو مراراً فهى عادة الدهر
وحبيبنا الهادى أنبأ حكمةً ألا عطا أبداً أوسع من الصبر
وقد أمر فى المنقول آل ياسر صبراً جميلاً فهو مربط النصر
وقال آخر قولاً يعده البعض من أجمل ما نظم فى الصبر:
وإذا مسَّك الزمان بضرٍّ عظمت دونه الخطوب وجلت
وأتت بعده نوائب أخرى سئمت نفسك الحياة وملَّت
فاصطبر وانتظر بلوغ الأماني فالرزايا إذا توالت تولَّت
وإذا أوهنت قواك وجلت كشفت عنك جملة وتخلَّت
وما قيل فى الصبر والتصبر أكثر من أن يحصى وفيما سبق عبرة كافية.
البشرى السادسة عشر بشريات أسرار وأنوار الدعاء
وهنا تأتى بشرى كلِّ لحظة من لحظات حياة المؤمن حتى يلقى الله ألا وهى بشرى الدعاء فالمسلم أمام تصاريف القضاء والقدر فى كل وقت يقف مفكِّراً وكثيراً يقف متحيِّراً
فيتلقَّاه بهذه الهدية التى كلها أملٌ وفتحٌ وفرج فيبشِّره بعبارة كلها أسرارٌ وأنوار فيقول
{لاَ يَرُدُّ القَدَرِ إلاَّ الدُّعَاءُ }وفى رواية{لاَ يَرُدُّ القَضَاءَ إلاَّ الدُّعَاءُ} فلكى يحظى المؤمن بالبشرى الباطنة فى تلك الكلمات العظيمة فلابد أن يلزم باب التقوى ويرضى عن مولاه
بما قسم له فى دنياه من حال حسن يرضاه فى وجوده أو أخراه أو بأن يدفع الشر عن نفسه وما ومن ولاه عليه الله إن كان فى دنياه أو دينه وأخراه بالمشى فى الأسباب بشرع كتاب الله وسنة حبيبه ومصطفاه ثم يلزم باب الدعاء بما ورد من كتاب الله عن أنبيائه ورسله أو أوليائه وأحبابه مما ذكر الله أو أورده حبيبه ومصطفاه من الأدعية التي أمر بها الأصحاب وسنَّها للأحباب أو يدعو بما فتح به الله عليه فكلها مجابة بشرط صدق الإضطرار إلى جناب الله
ونفض اليد من سواه{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}وللإمام الشوكانى يقول :
لا أَتْركُ الإلْحاحا مَسائِيَ والصَّباحا
وأَوْضَحَ النّهارِ وظُلْمَةَ الأسْحارِ
حَتَّى أَرَى الإجابَه تأتي بلا اسْتِرابَهْ
أَرْجوكَ يا رَبَّ السَّما بأنْ تُجيبَ كُلَّ ما
أَدْعو بِهِ مِنْ حَاجَهْ طالَتْ بِها اللّجاجهْ
وَمَا أَرَى لِي مَنْهَجاً إِليْكَ إلاّ بالرَّجا
ولَمْ يكُنْ لي عَمْلٌ يُرْجَى بِهِ الْتّوَسُّلُ
فإِنَّني مُخَلِّطُ مُقَصِّرٌ مُفَرِّطُ
ولأبى العتاهية من أرجوزة خماسية له بلغت أربعة ألاف بيت :
أدعوك يا ربي بما دعوت به وكل ما تحب أن تسأل به
وكل ما تجيب من دعاك به معتقداً لكل ما أمرت به
ذخيرتي أنت ونعم المدخـــر ملأت قلبي منك خوفاً ورجا
جعلت حسن الظن فيك معرجا فاجعل لنا من كل أمر مخرجا
وحاجتي ربي النجا فيمن نجا وأنت يا رب عليها مقتـــدر
وقال القائل الحكيم فيمن استهون فعل الدعاء أو أثر الرجاء وهذا القول لكل من انتقص من شأن الدعاء سواءاً كان ذلك تقليلاً لشأنه أو استبطاءاً لأثره فقال:
أتهزأ بالدعاء وتزدريه وماتدري بما صنع الدعاء
سهام الليل نافذة ولكن لـها أمد وللأمد انقضاء
فيمسكها إذا ما شاء ربي ويرسلـها إذا نفذ القضاء
وللدعاء يا إخوانى أسرار جمة وبشريات لا تعد ولا تحصى ولوجلسنا نفصِّل بشريات الدعاء
ما انتهينا لأن الله ما ترك داءاَ إلا وأنزله بأحد من الرسل أو الأنبياء ثمَّ بيَّن لنا فيه النموذج القرآني الذى اتبعه النبى فحصل له الشفاء ففى كل قصة من قصص الأنبياء بشرى من بشريات الدعاء وسأسوق لكم بعض الأمثلة فقط للدلالة على بشريات الدعاء
من أدعية الرسل والأنبياء وفى هذا كفاية للعقلاء وسأختار نموذجين من النماذج
التى تحدث لكثير منا وقد تظلم الدنيا فى أعينهم ويظنون بالله الظنونَ
وفرج الله وبشراه أقربُ مما يظنون فإذا كان أحدنا مغاضباً استولى عليه الإحباط
وأصيب ببعض قنوط أو يأس أو ضيق فى الصدر أو شك فى النفس فعليه بهذا الدعاء يكرره بصدق كما جاء فى قرآنه{وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ}وقد قال الشاعر المعروف أسامه الشيرازى فى ذلك:
إذا ما عَرا مالا أَطيقُ دفاعَهُ وأرْمَضَني الفكرُ المُسَهِّدُ والـهَمُّ
دعوتُ الذي ناداهُ موسى لدفعِ ما يحاذِرُ من فِرعونَ فانفرَقَ اليَمُّ
وناديتُ مَن ناداه ذو النُّونِ واثِقاً به في ظلامِ البَحرِ فانكشَفَ الغَمُّ
وقال الحكيم فى سر الكنز الذى يذهب مع المؤمن حيث ذهب ولا يستطيع أحد أن
يسرقه وكلما أنفقت منه ربا وزاد وعليك بالخير عاد ألا وهو الدعاء:
وَكَنزاً لا تَخافُ عَلَيهِ لِصّاً خَفيفَ الحَملِ يوجَدُ حَيثُ كُنتا
يَزيدُ بِكَثرَةِ الإِنفاقِ مِنهُ وَيربو أَن بِهِ ربَّا وثقتا
فادع ُالله فى الظلمات وأجأر وَأَخلِص في السُؤالِ إِذا سَأَلتا
وَنادِ إِذا سَجَدتَ لَهُ اِعتِرافا بِما ناداهُ ذو النونِ بنُ مَتّى
وَلازِم بابَهُ قَرعاً عَساهُ سَيفتَحُ بابَهُ لَكَ إِن قَرَعتا
ونموذج آخر من بشريات الدعاء وبشرى عظيمة من بشريات استجابة الرجاء فإذا كان الرجل محروماً من نعمة الولد فالكل يعرف الطريق بالذهاب لطبيب وبذل البعيد والقريب ولكن الناس تنسى الإخلاص فى الدعاء والإلحاح مع الرجاء وتعتقد أن الطبيب لديه الشفاء والطبيب لديه الدواء أما الشفاء فمن خلق الأرض والسماء وجعل الشفاء فى أشياء وهدى إليها الأطباء وأعمى عنها من شاء فعلينا مع الذهاب للأطباء وأخذ الدواء أن ندعو بدعوة أبى يحي زكريا فيستجيب الله للدعاء مع الدواء وإخلاص الرجاء ويهب من الأبناء ما يشاء لمن يشاء حيث قال فى كتاب الشفاء{ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }
طالَعُ السَّعدِ بِالمَيَامِنِ حَيا وَاضِح البِشرِ مُستَنير المُحيَا
حِينَ قَالَتْ لَدَى الوِلادَة يَا بُشرَايَ هَذا غُلامٌ قلنَا رَضِيا
فَجَرى الفَالُ بِابنِ يَعقُوبَ بَدءاً وَتَنَاهَى بِابنِ النَّبِي زَكَرِيَّا
ذَاكَ رجاء كلِّ مُؤمِنٍ مَقْطُوعٍ إذاَ مَا قَالَ رَبّ هَبْ لِي وَليَّا
يَا أبَا يحيى بشراك فُز بولدٍ لَمْ تَكُنْ بِالدُّعَاءِ فِيهِ شَقيَّا
ومن يقدر أن يمنع فضل ربى وَوَهَبنَا لَهُ غُلاماً زكِيا
وقال أحد الحكماء فى أسرار وأنوار وبشريات الدعاء:
لي تنزل بقابل التوب معط أقبلن بي إليك طال صدودي
واجهني بوجه رب غفور أكرمني بالفضل لا بالجهود
أسعدني بما تحب أقمني في شهود الأنوار سر الوجود
مذنب فاقبلن إلهي متابي وارض عني لأدخلن في العبيد
[1] للطبراني في الأوسط عن جابر، ابن عساكر عن ابن عباس
[2] أخرجه البخاري ومسلم عن أبى ذر وعن عن عبد الله بن قيس وفيها روايات عديدة بطرق مختلفة
[3] عن أبى سعيد، سنن الترمذي، قال أبو عِيسَى : وفي البابِ عن أَنَسٍ هذا حديث حسن صحيح
[4] حديث القدر رواه الحاكمُ في المستدرك وابنُ حِبَّانَ في صحيحه ورواية القضاء أخرجها ابن المبارك في رقائقه والكل عن ثوبان