عوامل الوراثة والاختلال الهرموني تلعب دورا في حدوثه
جدة: د.عبد الحفيظ يحيى خوجة
السليوليت مشكلة يعاني منها ما يقارب من خمسين في المائة من النساء، حتى النحيفات منهن، وتجعل
جلد المرأة أشبه بقشرة البرتقالة في ملمسها. والسليوليت هو التهاب في النسيج الخلوي نتيجة تلف الأنسجة الدهنية وفسادها، وسوء جريان الدورة الدموية في النسيج الضام، مما يؤدي في النهاية إلى استسقاء موضعي Oedema أي انحباس الماء والسموم في مواضع معينة من الجسم وتجمع الدهون المعقدة في النسيج الضام، فيبدو الجلد مثل قشرة البرتقالة في ملمسه. ويؤدي ضغط السليوليت هذا في حد ذاته على الأوعية الدموية إلى نقص الغذاء الذي يصل للجلد كما يضغط السليوليت على الألياف العصبية فيؤدي إلى الألم والتهيج. أما ضغط السليوليت على الخلايا الدهنية الأخرى، فذلك يؤدي إلى حدوث اضطراب في حرق وتبادل الدهون مما يؤدي في النهاية إلى تفاقم المشكلة وزيادة السليوليت.
* أسباب السليوليت
* تحدث إلى «الشرق الأوسط» الدكتور هشام خلف: رئيس قسم الجلدية والعناية بالبشرة بمركز د.ضياء وعضو الأكاديمية الأميركية للجلدية والليزر، فأوضح أن السليوليت لا يظهر للعين، أحيانا، إلا عندما نضغط على الطبقة المصابة أو نقرصها بالأصابع.
وأوضح أن لظهور السليوليت أسبابا وعوامل محددة، منها:
> العامل الوراثي: فغالبا ما ينتشر السليوليت بين سيدات الأسرة الواحدة بسبب العامل الوراثي أو الاستعداد الوراثي الجيني بالمعنى الأدق.
> الهرمونات الجنسية الأنثوية: خاصة هرمونا البروجستيرون Progesterone والاستروجين Oestrogene وهذه الهرمونات تفرز عن طريق المبيضين وتقوم بدور مهم في تحديد مواضع الكتل الدهنية عند المرأة، حيث إن الخلايا الدهنية في الإنسان تحمل على سطحها نوعين مختلفين من المستقبلات هما المستقبلات (ألفا وبيتا). ووظيفة المستقبلات ألفا، هي تكوين الخلايا والتكتلات الدهنية ولكن بعد أن تنشط بفعل الهرمونات الأنثوية. أما وظيفة المستقبلات بيتا، فهي تكسير وهدم هذه التجمعات الدهنية إذا ما تم تنشيطها بفعل بعض المنشطات التي سوف نشرحها بالتفصيل في أثناء عرضنا للعلاج بالميزوثيرابي.
وبالنسبة للمستقبلات ألفا التي تنشط بفعل هرمونات الأنوثة، أفاد د.خلف بأنها تحول الخلايا إلى خلايا دهنية متكتلة، وأن المشكلة تكمن في الفائض من هذه الهرمونات الذي يؤدي إلى احتباس الماء، خاصة هرمون الاستروجين.
وأضاف أن سبب الاختلال الهرموني هذا هو الاختلال الهرموني الذي يحدث في سن البلوغ، وكذلك العلاج غير الملائم الذي يحدث قرب سن اليأس، وكثرة استعمال حبوب منع الحمل والتي تحتوي في الأصل على نسبة عالية من الاستروجين، أيضا الحمل في حد ذاته يعد سببا للمشكلة مما يحدثه من اختلال هرموني في جسم الأنثى فيؤدي في النهاية إلى حدوث السليوليت.
* عادات سيئة
* العادات السيئة وعلاقتها بظهور السليوليت: فهناك بعض العادات السيئة التي قد تساعد على ظهور السليوليت، منها على سبيل المثال لا الحصر:
- الإكثار من شرب الشاي، القهوة، الكولا، فمادة الكافيين من أكثر المواد التي تؤدي إلى إعاقة مرور الأكسجين والمواد الغذائية إلى الدورة الدموية، كذلك تؤدي إلى تراكم السموم في النسيج الضام، وهذا يؤدي في النهاية إلى ظهور السليوليت. - كثرة الاستحمام بالماء الساخن، يؤدي إلى فقدان الجلد لحيويته ونضارته ونعومته.
- كثرة استخدام المسكنات من دون داع، تؤدي إلى تراكم السموم في الجسم ويصعب التخلص منها أو هضمها فتتراكم مسببة السليوليت.
- التعود على استخدام الأغذية المحفوظة والابتعاد عن الطازج منها، ذلك لأن الأغذية المحفوظة غنية بالدهون والأملاح والمواد الحافظة التي يصعب على الجسم التخلص منها، فتتراكم مع مرور الزمن في النسيج الضام مسببة السليوليت.
- التعود على لبس الملابس الضيقة التي تعيق الدورة الدموية في الجلد، وتؤدي إلى ظهور السليوليت نتيجة نقص الأكسجين واحتباس السوائل.
- قلة شرب الماء، فالجسم يحتاج يوميا من 8 - 10 أكواب ماء تؤخذ على فترات وليس دفعة واحدة، وذلك للمساعدة على التخلص من السموم المتراكمة ولمنع ظهور السليوليت، مع ملاحظة أن أي سوائل أو عصائر أخرى لا تغني عن الماء.
- السكريات، ليس لأنها سبب رئيسي في السمنة، لكن خطورتها تكمن في تعطل عمل مضادات الأكسدة، خاصة فيتامين C وفيتامين E وهما من أهم الفيتامينات التي تعمل على المحافظة على معدل الايلاستين والكولاجين المهمين لسلامة البشرة. وأيضا لأن الفيتامينات المضادة للأكسدة هذه لها دور رئيسي في المحافظة على نضارة البشرة. لذلك يجب التقليل من السكر تجنبا للسمنة وتجنبا لتعطيل مضادات الأكسدة.
وعلى ذكر مضادات الأكسدة يجب أن نذكر أنه يجب زيادة استخدام الأطمعة الغنية بمضادات الأكسدة مثل الشمام والعنب والكرفس.
ومن الحقائق المهمة التي يجب أن تعرفها كل سيدة أو فتاة تعاني من السليوليت، أن الحمية الغذائية وحدها غير كافية لعلاج السليوليت، لكن العلاج يجب أن يكون تحت إشراف طبيب متخصص لهذه الحالات.
* طرق حديثة لعلاج السليوليت
* حقن الميزوثيرابي Mesotherapy تتكون هذه الحقن من الفيتامينات والإنزيمات ومادة الفوسفاتيديل كولين - وهي مادة طبيعية مستخلصة من الصويا - وتوجد في جسم الإنسان خلال التفاعلات الطبيعية لحرق الدهون. لذلك فلا مخاطر من هذه المادة على الإطلاق، كما تحتوي أيضا المواد التي يتم حقنها على موسعات للأوعية الدموية والليمفاوية مما يسهل التخلص من الدهون بعد تكسيرها.
وفكرة حقن إذابة الدهون المعروفة بالميزوثيرابي أن مادة الفوسفاتيديل كولين تقوم بإثارة مستقبلات بيتا على سطح هذه الخلايا، وبذلك تتكسر الدهون في المنطقة التي يتم حقنها.
ويمنع استخدام هذه الحقن للحوامل أو الرضع أو الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة أو تزيد على 70 سنة أو مرضى السكري المرتبط بالأنسولين، كذلك مرضى القلب أو من لديهم تاريخ مرضي لهذا المرض. كما يمنع استخدام هذا النوع من العلاج لمن لديهم تاريخ مرضي للجلطات الدموية والسرطان والسكتة الدماغية.
> جهاز LPG – Endermologie يعمل هذا الجهاز على تكسير ترسبات الدهون التي تعطي الجلد ملمس وشكل قشرة البرتقالة (السليوليت) ويعيد للجسم مرونته وملمسه الطبيعي - ويستخدم بعد حقن الميزوثيرابي فيضاعف من نتيجتها ويؤدي إلى التحسن السريع الملحوظ. > جهاز «تراي أكتف» (Tri-Active) وهو من أحدث الأجهزة التي تعالج السليوليت وتعتمد على الليزر - والعلاج بهذا الجهاز الحديث يتم على ثلاثة محاور رئيسية في وقت واحد (التنشيط - التبريد - التدليك).
وتحتاج جلسة (Tri-Active) إلى ما بين 20-30 دقيقة، وعادة تكون جلسة واحدة كل أسبوع أو عشرة أيام حسب الحالة ولمدة خمس جلسات فقط.
العلاج بالرياضةوتحتاج مريضة السليوليت إلى نظام رياضي معين تحت إشراف خاص، وينقسم إلى جلسات خاصة من مرتين إلى ثلاث مرات في حالات الجسم لممارسةالرياضةعلى الأجهزة الخاصة، التي يحددها المشرفون على ذلك وجلسات يومية تقوم بها السيدة في المنزل لدقائق قليلة برياضة تعلمها لها المدربة، أهمها القفز بالحبل وغيرها من الرياضات الخفيفة التي تساعد على تنشيط الدورة الدموية الطرفية وكذلك الدورة الليمفاوية مما يؤدي في النهاية إلى صرف المخزون المتخلف من الماء والفضلات والدهون المسببة للسليوليت.