تناولت الفنانة يسرا العشاء وسط الظلام الحالك بأحد الفنادق الفخمة المطلة على نيل القاهرة أمس. ولم يكن ذلك نوعاً من الرومانسية المعروفة بها. و لم تكن مضطرة لتحسس طعامها في الظلام، بسبب إنقطاع الكهرباء. و لم يكن الأمر مشهداً من أحد أعمالها الفنية، بل كان عملاً إنسانياً رائعاً، حيث شاركت بعض الأطفال فاقدي البصر حياتهم وسط الظلام لمدة ساعتين، تناولت خلالهما العشاء معهم، لتشعر بما هم فيه من معاناة، وما هي عليه و كل المبصرين من نعمة.
جاءت مشاركة يسرا تلبية لدعوة من الجمعية المصرية لدارسي العلوم الصحية في إطار برنامج تتبناه الجمعية لنشر ثقافة الشعور بالمكفوفين والتوعية بحقوقهم، ومشاركتهم بعض الوقت في الظلام الذي يعيشون فيه طوال حياتهم. ونظمت الجمعية حفل العشاء في الظلام الدامس، وتولى العمل في قاعة العشاء مجموعة من الأطفال المكفوفين، حيث استقبل أحدهم يسرا على باب القاعة، واصطحبها إلي المكان المخصص لها، لكنها لم تستطع تحديد الطعام الذي تريد تناوله، لأن قائمة الطعام كانت مكتوبة بطريقة "برايل" للمكفوفين، فتولى الطفل المرافق لها، مهمة ترجمة القائمة لها، وأحضر لها ما طلبته.
وفي نهاية الحفل، ألقت يسرا كلمة، أعربت فيها عن سعادتها بمشاركة الأطفال المكفوفين حياتهم لمدة ساعتين، مشيرة إلي أنها كانت تجربة فريدة، استفادت منها على المستوي الشخصي، حيث شعرت بالكثير من معاناة هؤلاء الأطفال، وفي الوقت نفسه شعرت أنها في نعمة كبيرة، ألا وهي نعمة البصر.