د. عبد الهادي مصباح
الجهاز المناعي لديه قدرة عجيبة يستطيع من خلالها أن يفرق بين العدو والحبيب, ففي الوقت الذي لايهاجم أي عضو من أعضاء الجسم, نجده يهاجم أي جسم غريب مهما كان حجمه أو تكوينه اذا تجرأ ودخل الي حصن الجهاز المناعي العتيد, والسر في ذلك يكمن في كلمة سر الليل أو البصمة الجينية الموجودة في تكوين كل خلية من خلايا الجسمHLA, والتي يطلب الجهاز المناعي إبرازها في حالة نشاطه وهجومه.
الشيخوخة عبارة عن تطور طبيعي وبيولوجي يحدث في أجهزة الجسم المختلفة مع تقدم السن, ويعتبر الإنسان أطول الثدييات عمرا علي الإطلاق, والشيخوخة في بقية الأجناس الأخري دلالة علي تقدم السن, وقرب الكائن الحي من الموت, لأن البقاء لهذه الأجناس للأقوي, حيث خلق الله لهم مقومات البقاء والحماية في البيئة التي يعيشون فيها, أما في الإنسان فإلي وقت قريب كان الناس بمن فيهم من العلماء ينظرون إلي الشيخوخة علي أنها حدث لا يمكن تجنبه أو تأخير حدوثه ومضاعفاته, علي اعتبار أنها مصاحبة لتدهور عقلي وجسدي وأيضا اجتماعي, فالمسن ينظر الناس له نظرة خاطئة وظالمة علي اعتبار أنه إنسان عديم الفائدة للمجتمع, فلم يعد له دور يلعبه, وأكثر من ذلك فهو يحتاج لمن يرعاه ويأخذه بيده, فيكون بذلك عالة علي الآخرين, وكان الكثيرون من علماء الشيخوخة وطب المسنين إلي وقت قريب يعتقدون أن الإنسان بعد سن الخامسة والثمانين يحدث له تدهور بيولوجي حاد يزيد مع تقدم السن ومرور الزمن, إلا إن الدراسات والأبحاث التي وردت بعد ذلك أكدت أن هناك أشخاصا بلغوا سن المائة وأكثر, وهم في حالة صحية جيدة