صاحبة أول وجه مزروع بأمريكا: الآن أستمتع بالأكل مثل البشر
أعربت المواطنة الأمريكية كوني كالب (47 عاما أمريكية) التي أجريت لها أول عملية
زراعة وجه كامل بالولايات المتحدة قبل نحو عامين، عن شعورها الحالي بسعادة غامرة،
مشيرة إلى أنها تمارس حياتها الآن بشكل طبيعي مثل باقي البشر بعد الجراحة.
وقالت كوني -في مقابلة مع شبكة سي إن إن الأمريكية-: "يمكنني الآن أن أشم..
وأستطيع أن أتناول اللحم، ويمكنني أن آكل الأطعمة الصلبة، لذا فأوضاعي تتحسن باستمرار".
وكانت كوني قد أصيبت برصاصة في الوجه أثناء محاولة انتحارية قام بها الزوج
عام 2004، الأمر الذي تسبب في تمزيق وجه كوني تماماً، وفقدت أنفها وخديها
وفكها الأعلى، وتعرضت ملامحها للتشويه، كما فقدت القدرة على التذوق
والشم والكلام، جراء فقدان أنفها وشفتيها في الحادث، بينما كانت
تتنفس عبر فتحة جراحية في العنق.
ولكن في ديسمبر/كانون الأول من عام 2008، أجرى فريق من الجراحين،
بمستشفى كليفلاند، عملية زراعة وجه لكوني، من متبرع متوف، في جراحة
استغرقت 22 ساعة.
جراحة ماراثونية
وخلال الجراحة الماراثونية، أعاد فريق الجراحين تشكيل وجه المتبرع ليتلاءم
والمريضة، وقاموا بوصل الأنسجة، والعظام، والأوعية الدموية والخلايا العصبية،
وتركيب الأنف، والأجفان السفلية وأعلى الشفة، وملء الشواغر في وجه كوني.
وعقب الجراحة قالت د. ماريا سيمونو، التي قادت فريق الجراحين:
"كوني تستطيع الآن التمتع بوجباتها والتهام فطائر الهمبرجر والبيتزا،
واحتساء القهوة من كوب."
يشار إلى أن المريضة كانت تتغذى بالأطعمة السائلة طوال
السنوات الخمسة التي سبقت العملية الجراحية.
الخامسة عالميا
ومؤخرا اجتمعت كوني مع عائلة المتبرع، آنا كاسبر ليكوود بولاية أوهايو،
التي كانت تعمل في دار للرعاية، وتبرعت بأجزاء جسمها التي تلقاها نحو 50 شخص.
وعن هذا اللقاء تقول كوني: "كان اللقاء غريبا في البداية، ولكن كان لدينا وقت
جيد وشرحوا لي ما حدث للمانحة، وأنها كانت جميلة جدا."
وكان الأطباء قد أعلنوا في إبريل/نيسان الماضي عن إجراء ثاني عملية زراعة
وجه في البلاد، في جراحة استغرقت 17 ساعة.
وحتى الآن، تعتبر تلك الجراحة إلى جانب الأخيرة، العملية الخامسة من نوعها
في مجال زراعة الوجوه، حيث سبقتها عمليتان في فرنسا وثالثة في الصين.