الحمد لله الذى أذهب عنا الطاغوت... لقد ذهب فرعون.. الحمد لله على نعمته التي لا تحصى... نشكر فضله وتوفيقه وجوده وكرمه ورحمته واحسانه.. الحمد لله الذى خلصنا من هذه الفئة الظالمة الطاغية الباغية المجرمة . اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه يا كريم..وجنب بلادنا وبلاد المسلمين الفواحش والفتن ما ظهر منها ومابطن..وارضى عنا يا رب العالمين
من أسرار اللغة العربية وبلاغتها(5)
نقلا عن كتاب فقه اللغة وسر العربية وكتاب سحر البلاغة وسر البراعة تأليف الإمام اللغوى أبى منصور عبد الملك بن محمد الثعالبى رحمه الله ( 350- 430 هجرية )
وموضوعاتها :
1- جمع الجمع
- العرب تقول: أعراب وأعاريب، وأَعطِية وأَعطِيات، وأَسقية وأسقيات، وطُرُق وطُرُقات، و جِمال(بكسر الجيم) وجِِِمالات (بكسر الجيم)، وأَسوِرة وأساور، قال الله عزّ وجلّ" "إنها ترمي بِشَرَرٍ كَالقَصْرِ كَأنَّهُ جِِمالاتٌ صُفْرٌ ويلٌ يومئذٍ للمُكَذِّبين" وقال عزّوجَلّ: "يُحَلَّونَ فيها مِنْ أساوِرَ مِن ذَهّبٍ".
وليس كل جمع يجمع كما لا يجمع كل مصدر.
2- تابع موضوع "كل"
اقْتَمَّ ما على الخِوانِ إذا أكلَهُ كُلَّهُ
واشْتَفَّ ما في الإِناءِ إذا شَرِبَهُ كُلَّهً
وامتكَّ الفَصِيلُ ضَرْعَ امِّهِ إذا شَرِبَ كلَّ ما فيهِ
ونَهَكَ الناقةَ حَلْباً إذا حَلَبَ لَبَنَها كُلَّهُ
ونَزَفَ البئرَ إذا اسْتَخْرَجَ ماءَهَا كُلَّهُ
وسَحَفَ الشَّعَرَ عن الجلْدِ إذا كَشَطَه عنه كُلَّهُ
واحْتَفَ ما في القِدْرِ إذا أكلَهً كُلَهُ
وسمَّدَ شَعَرَهُ وسبَّدَهُ إذا أَخَذَهُ كُلَهُ.
وَلَدُ كلِّ سَبع جَرْو
وَلَد كلِّ طَائِرٍ فَرْخ
وَلَدُ كُلِّ وحشيّةٍ طِفْلٌ
وكلُّ ذاتِ حافرٍ نَتوجٌ وعَقوقٌ
وكل ذَكَر يَمْذي ، وكُلُّ انثى تَقذِي.
كلُّ ضارب بِمُؤخّرِهِ يَلسَعً كالعقربِ والزُّنبُورِ
وكلُّ ضاربٍ بِفَمِهِ يَلْدغُ كالحَيَّةِ وسامّ أبرصَ
وكلَ قابض بأسنانِهِ ينهشُ كالسَّباعِ.
غُرَّة كُلِّ شيءٍ أولُهُ
كَبِدُ كُلِّ شيءٍ وَسَطُهُ
خاتِمةُ كُلِّ أمرٍ آخرُهُ
غَرْبُ كُلِّ شيءٍ حدُّهُ
فَرْعُ كُلِّ شيءِ أَعْلاَهُ
سِنْخُ كُلِّ شيء أصْلُهُ
جِذْرُ كُلِّ شيءٍ أصلُهُ ومثلُه الجَذْمُ
تباشِيرُ كلِّ شيءٍ أوَّلُهُ ، ومنه تباشيرُ الصُّبْحِ
نُقاية كلِّ شيءٍ ضِدُّ نفايَتِهِ
غَوْرُ كلِّ شيءٍ قَعْرُهُ.
الجَمُّ الكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شيءٍ
العِلقُ النفيسُ مِن كُلِّ شيءٍ
الصَرِيحُ الخالِصُ من كلِّ شيءٍ
الرَّحْبُ الواسِعُ من كلِّ شيءٍ
المُطَهَّمُ الحسنً التَّامُّ منْ كلِّ شيءٍ
الصدْعُ الشَّقُّ في كلِّ شيءٍ
الزِّرْيابً الأصْفرُ من كلِّ شيءٍ
3-واليكم موضوع كتبه المؤلف فى كتابه الثانى سحر البلاغة وسر البراعة
ذكر اليسر والعسر والإنتعاش من صرعة الدهر
تجلت عنه غمة الخطوب، ودارت له العواقب بالمحبوب. انقشعت ضبابة محنته، وتجلت غمرة كربته، وطلعت نجوم سعادته، وهطلت سحائب إرادته. صلح له الدهر الطالح، وملكه عنانه البخت الجامع، طلع سعده بعد الأفول، وبعد صيته بعد الخمول، صار كمن أحيي وهو رميم، وأنبت وهو هشيم. أنعم الله بإعادته، إلى أحسن عادته. أقبلت عقد أموره تتحلل، ومطالبه تتسهل، ووجوه مناجحه تتهلل. أخرجه من الضيق إلى السعة، ومن الانزعاج إلى الدعة. تماسكت حاله التي تخللها الخلل، وثبتت قدمه التي ملكها الزلل. صلحت حاله واستقلت، وثبتت قدمه واستقرت.
والى اللقاء الحلقة القادمة بإذن الله
من وحى الثورة
موضوع آخر كتبه المؤلف فى كتابه الثانى سحر البلاغة وسر البراعة
في العمى عن الرشاد والصمم عن المواعظ والإصرار على الضلالة
قد نكب عن وجه الرشَّاد على عين بصيرته بالأَسداد. صمّ عن النذير، وقد أَسمعه ووعظه، وأتى على النَّصيح وقد حذَّره وذكَّره، أبي له ضُعْف العقل والنَّحيزة، ولؤْمُ الطَّبع والغريزة إلا إصراراً على طيشه وسفهه، واستمراراً في غَيه وعمهه حتى كأن الوعظ أغراه، والرشاد أغواه. فلانٌ جامح لا يَرْجع، ومُضِب لا يَنزع، ومُضر لا يُقلع، أخذَت العِزَّةُ بسمعه وبَصَره، واقتطعته الحيرة عن تَدَبّره وتبصّره. يلقى الوَصِّيَة بالاطراح، ويدفع الطاعة بالرَّاح. توقظه العِبَر فلا يستيقظ وتعظه الآيات والنذر فلا يتعظ. هو من لا تكُفُّ الموعظةَ غربَ جهالته، ولا تفلّ النَّصيحة حَدَّ ضلالته. يُصغي إلى الرشاد بمسمع أصم، ويعطُس في العناد بأنف أشم. قد غطى الخِذلان على سمعه وعينه، وحال بين قلبه وصدره، وملك عليه الشيطان مسَارب عزمه، ومسَاري فكره. قد تحوّلته بالموعظة هادياً من حيْرته، ومُسْتَشِلْياً من غمرته، فنادغاه الخِذْلانُ بأن صِمم فأصرّ، قال له الشيطان تمّم فاستمرّ. كأني أغريته، فناداه حين نهيته، وأغويته حين هَديته، وأعميته حين بصّرته، وخذلته حين نصرته. أولئك قوم قد أخذ الله بأسماعهم وأنصارهم وقرن الخِذْلانَ بأعوانهم وأبصارهم. جهالة عَمُوا بها عمياء، وغِشاوة مدت على دهمائهم دَهماء.