ودع أمس، الآلاف من المصريين ميدان التحرير، بعد ما حققوا نصرهم، فيما تردد البعض الآخر فى ترك المكان، وكأنهم لم يعودوا قادرين على مفارقته، وهم الذين مكثوا فيه أزيد من 18 يوما، أسسوا فيها لمرحلة سياسية جديدة، وشنوا خلالها ثورة أسقطت الرئيس مبارك وأتباعه، لكن حضورهم أمس، كان للابتهاج والفرح، ولتنظيف المكان، استكمالا لتنظيف هرم السلطة، رافعين أعلام مصر وتونس، وحتى الجزائر التى يريدون من وراء رفع علمها ترميم العلاقة التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين.
إحدى الناشطات فى ميدان التحرير، وهى نوارة نجم، ابنة الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، والصحفية المعروفة، صافيناز كاظم، كانتا من بين الداعين لإعادة ما أفسده النظام المصرى المخلوع، من علاقات بين المصريين وغيرهم، وتحديدا، الشعب الجزائرى البطل، كما كانت من بين الذين رفعوا العلم الجزائرى تحية للشعب المناضل الذى خرج سعيدا بسقوط مبارك، ولتحرر المصريين "الغلابة" من قبضته الحديدية، علما أن والدها ، الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، يعد من بين الرموز الثقافية المستنيرة التى رفضت الانضمام لجوقة المستعدين والشاتمين لرموز الجزائر، بل واستبق الفتنة، بزيارة للعاصمة وهران، تحدث فيها عن محبة الجزائريين وطيبتهم، كما دافع عنهم فى الكثير من المنابر الإعلامية.
أحد ناشطى ثورة 25 يناير، كتب على صفحته فى الفايس بوك، أن إخواننا الجزائريين، ساهموا معنا فى مناصرة هذه الثورة، على غرار كثير من الأشقاء العرب، وأن ذلك ليس بغريب على الجزائريين الذين اختلطت دماؤهم، بالدم المصرى فى حرب أكتوبر 73، ولا يزال المصريون حتى الآن، يعشقون رجلا قوميا، اسمه أحمد بن بلة، وثائرا اسمه هوارى بومدين وقف مناصرا لمصر، ووضع تحت تصرف قيادتها كل خيرات الجزائر خلال حربها مع إسرائيل فى حرب أكتوبر المجيدة.