ان تكون طيباً لا يعنى أن تكون ضعيفاً
استيقظ ضمير الثعبان فجأة وأراد أن يكفر عن ذنوبه السابقة ويكف عن إيذاء الاخرين.
فسعى إلى راهب هندي يستفتيه في أمره فنصحه الراهب
بأن ينتحي من الأرض مكانا معزولا، وأن يكتفي
بالنزر اليسير من القوت تكفيرا عن جرائمه.
ففعل ذلك لكنه لم يسترح لأن مجموعة من الصبيان جاؤوا اليه
فقذفوه بالأحجارفلم يرد عليهم
فشجعهم ذلك على أن يذهبوا اليه في كل يوم ويقذفوه حتى كادوا يقتلوه .
فعاد الثعبان مرة أخرى إلى الراهب يسأله فقال الراهب :
إنفث في الهواء نفثة كل إسبوع ليعلم هؤلاء الصبية أنك تستطيع رد العدوان إذا أردت .
فعمل الثعبان بنصيحة الراهب فأبتعد الصبية عنه .
الدرس من هذه القصة
لا تكن مفرطاً فى استخدامك للطيبة والتسامح حتى لايعتبرها الآخرون ضعفا و مهانة.
و ان تكون طيباً لا يعنى أن تكون ضعيفا.
هنا يأتي دور الثعبان ونفثته التي تخبر من غره حلم الحليم
أن اليد التي لا تبطش قد ألجمها الأدب لا الضعف .
واللسان العف استمد عفته من حسن الخلق لا من ضعف المنطق وقلة الحيلة .
وأن مهانة المسيء هي التي منعتنا من مجاراته لا الرهبة منه أو خشيته .
ان اظهار العصا بين الحين والآخر كفيل بإعلام الجهلاء
أن أصحاب الضمائر الحية ، أقويا ، أشداء
قادرين على الحفاظ على حقوقهم وخصوصياتهم .
نعم قد نعفو عمن أخطأ فينا مرة أو أكثر ، وقد نتغاضى عن الإساءة فترة
لكن أن يكون هذا مطية لتضييع كرامتنا ومهابتنا
فهذا ما لا يرضاه عقل أو منطق أو دين .
و في أدب العرب أن من أمن العقوبة أساء الأدب .
بــتـــصــرف