زوج مثالي : يسير على مبدأ كلام الله تعالى فى القرآن الكريم "ولا تنسوا الفضل بينكم"
فهو يتشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يرفق بالنساء ويقول : [ استوصوا بالنساء خيرًا ، فإن المرأة خُلقت من ضِلعٍ ، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه : فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء ] فيرحم ضعفها ، ويكرمها فإن في إكرامها إكرام لنفسه ، ويصبر على أذاها [وإن كره منها خُلقًا رضي منها آخر] " رواه مسلم، ويعاملها بالإيثار .
-ويقول صلى الله عليه وسلم [ أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا ، وخياركم خيارك لنسائهم ] "رواه الترمذي" ، وهو يعلم أن الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة فيعينها على طاعة الله ويطلب قبل ذلك التزوج من المؤمنة الصادقة فإذا تزوجها وظفر بها عاملها بما يليق بها ، وهو مع ذلك يوجه ويرشد ، يأمر وينهى ، يربي ويعلم كمثل حال النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو صاحب القوامة التي اكتسبها عن جدارة من استناده للشرع ، كما أنه صاحب الغيرة المحمودة الذي يبعد الفتنة وأسبابها من غير تخوين ولا اساءة ظن .
2. زوج واقعي : يعطي زوجة حقها ويطلب حقه ولهذا لا لوم عليه لكن الأول أفضل وأكرم وعن معاوية ابن حيده رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله : ما حق زوجة احدانا عليه ؟ قال : أن تطعمها إذا طعمت ، وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت .
فهذا قد يضرب مثلا - بضوابط الشرع ولكنه لا يضرب الوجه ، والأول يصبر ويستوحي خيرًا ويظهر الفرق في الحديث عن إياس بن عبد الله بن أبي ذياب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ] لا تضربون إماء الله فجاء عمر رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ذئرنَ النساءُ على أزواجهن ، فرخص في ضربهن ، فأطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكون أزواجهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ولقد أطاف بآل بيت محمدٍ نساءٌ يشكون أزواجهن ليس أولئك بخياركم ، رواه أبو داود باسناد صحيح وذئرن : اجترئن . وفرق النبي صلى الله عليه وسلم بين خيار الناس وغيرهم في هذا الأمر .
3. زوج ذو ريبة : ولا نقصد بها الغيرة المحمودة المنضبطة بضابط الشرع وانما نشير إلى ذلك الزوج الذي يخونن من غير بأس ويضيق على أهله من غير سبب حتى صار اسمه كذلك فيلهب جو المنزل بما لا ينبغي فالغيور الذي نذمه هو ذلك الأناني الذي لا يريد من المرأة أن تهتم إلا به فهو يغار حتى من أبنائه ، إذا دخل بيته فليسكت الجميع ولتتوجه الأنظار إليه .
- وهو لا يتورع عن تتبع عورة امرأته وإساءة الظن بها وتجسس بواطنها وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تتبع عورات النساء في رواية أن تبغت النساء ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفره قبل دخول المدينة قال : لا تطرقوا النساء ليلاً .
- وفي رواية حتى تستمد المغيبة وتمتشط الشعثة - مخالفة رجلان مسبقًا فرأى كل واحد في منزله ما يكره .
- وضابط الأمر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من الغيرة غيرةً يبغضها الله عز وجل وهي غيرة الرجل على أهله من غير ريبة] "رواه مسلم" .
- أما الغيرة المحمودة ، فتكون في البعد عن مواطن الريبة وتكون في عدم رضا الزوج عن التبرج والاختلاط والتكشف ومنع أهله من ذلك وتكون في حراسة بيته من المنكرات التي تعج بها وسائل الاعلام .
4. زوج ديوث ، ذلك الذي لا يغار مطلقًا فهو ترك الغيرة المذمومة والمحمودة أيضًا ، لا يبالي بمن دخل على أهله ، ولا من خالطهم ، يسمح في بيته بدخول الرجال الأجانب في غيبته ، ويترك زوجه تكشف ما حرم الله عليها أمام الرجال فتخرج من بيتها متبرجة أو متعطرة من غير أن يمنعها .
والديوث الذي يرضى السوء على أهله لا يرى الجنة ولا يشم ريحها ، كما أنه يخون الأمانة التي خولها الله إياه فإن الرجل في بيته راعٍ ومسؤول عن رعيته ، على ذلك فإن ما نراه من الحفلات المختلطة والاستقبالات المنفردة للرجال ومن غير المحارم وغير ذلك وأشباهه من الدياثة المحرمة .
5. زوج مهمل : تلك نوعية من الأزواج انتشرت في تلك الأيام يهمل رعيته يترك صغاره وزوجه لا يعبأ بهم ، إما لإنشغاله بشهواته ولذاته وإما بظنه أنه ينشغل بأعمال يعود نفعها عليهم ، ويظن أنه لكونه قد هيأ لهم سكنًا واسعًا ومركبًا طيبًا وطعامًا هانئًا أنه قد أدى ما عليه وللإنصاف فإن تلك النعم التي أشرنا إليها هي بلا شك من أسباب السعادة بيد أن أهم أسباب السعادة الأسرية هي رعاية الزوج النفسية لزوجه وأبنائه فماذا تفيد تلك المظاهر الفارغة إذا أحس الأبناء بالفراغ العاطفي وعدم توجيه آبائهم وماذا تجدي تلك المساكن الجميلة عن زوجة وحيدة لا ترى زوجها إلى لُماما وقد قال تعالى : (قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة ) ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : [ كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته] .
فأي رعاية يوفرها ذلك المهمل لزوجه وأبنائه وأي توجيه ووقاية من النار سيمنحهم إياها وهو لا يراهم ولا يجالسهم