محتجون سوريون يرددون هتافات مناهضة للحكومة أثناء جنازة محتج لاقى حتفه في درعا في صورة التقطت الأحد من تصوير فيديو
انتشرت الاضطرابات في سوريا يوم الاثنين لليوم الرابع على التوالي، وقال نشطاء إن مئات المحتجين تظاهروا ضد الحكومة في بلدة جاسم لكن السلطات لم تستخدم القوة لقمع أحدث الاحتجاجات.
وقتلت قوات الأمن أربعة مدنيين في مظاهرات اندلعت الأسبوع الماضي في بلدة درعا في أكبر تحد يواجهه الرئيس بشار الأسد منذ أن خلف والده في رئاسة البلاد قبل 11 عاما.
وقد شهدت مدينة درعا في جنوب سوريا تظاهرة الاثنين استخدمت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع لتفريقها واعتقلت عددا من المشاركين فيها مع ارتفاع حصيلة القتلى إلى ستة منذ الجمعة.
ونددت فرنسا والبيت الأبيض باستخدام العنف ضد المتظاهرين في سوريا.
وأفاد أحد سكان درعا أن المشيعين ساروا بعد دفن رائد الكراد الذي قتل أثناء تظاهرة الأحد باتجاه المسجد العمري وهم يهتفون "ثورة، ثورة" و"الله، سوريا، حرية وبس".
ونقلت مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية في المكان أن المتظاهرين هتفوا "بالروح بالدم نفديك يا شهيد".
وأعلن ناشط حقوقي فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية أن الطفل منذر مؤمن المسالمة (11 عاما) توفي الاثنين في المشفى الميداني الموجود في المسجد العمري الذي نقل إليه بعد إصابته في مظاهرة الأحد.
وأضاف المصدر أنه "تم دفن المسالمة بأمر من الأمن بدون إقامة جنازة أو أي مظاهر دينية".
استخدام القنابل المسيلة للدموع ضد المتظاهرين
وبعد ظهر الاثنين، انطلقت مسيرة ضمت بضع مئات من الأشخاص من الحي القديم في درعا متجهة إلى منزل المحافظ في المدينة. وحاولت قوات الأمن التي انتشرت بكثافة في المدينة تفريق التظاهرة عبر استخدام القنابل المسيلة للدموع وإطلاق النار في الهواء إلا أنها لم تتمكن من ذلك.
وقال شاهد آخر لوكالة الصحافة الفرنسية بينما كان إلى جوار المسجد العمري أثناء تظاهرة الاثنين في درعا "سجلت حالات اختناق عدة بسبب الغازات المسيلة للدموع كما أن قوات الأمن المنتشرة بكثافة اعتقلت العديد من الأشخاص".
وأضاف "حاولت قوات الأمن الحؤول دون مشاركة حشود كبيرة في الجنازة إلا أن آلاف الأشخاص شاركوا فيها مع ذلك" مضيفا أن "قوات الأمن انتشرت أيضا بكثافة عند مداخل المدينة".
وقال أحد المشاركين في التظاهرة للوكالة: "سنبقى في الشارع معتصمين حتى تحقيق كافة مطالبنا بالحرية".
"حوالي 800 مفقود في درعا"
وأكد الناشط الحقوقي اعتقال عدة أشخاص في درعا وذكر منهم "المحامي عيسى المسالمة ورئيس فرع اتحاد الكتاب العرب سابقا في درعا يوسف عويد الصيافة ومحمد جابر المسالمة وشكري المحاميد وعصام المحاميد"
وأشار المصدر إلى وجود أكثر من 800 مفقود في درعا" منذ اندلاع الأحداث فيها الجمعة.
وكان الجيش السوري أقام حاجزا عند مدخل درعا قبل ظهر الاثنين كان عناصره يسمحون بدخول المدينة بعد التدقيق في هويات الوافدين.
وفي نوى، قال الناشط إن تظاهرة جديدة انطلقت في المدينة على بعد 35 كلم شمال غرب درعا.
وأضاف أن أكثر من 600 شخص تواجدوا عند الساعة السابعة بالتوقيت المحلي في ساحة المسجد القديم وهم يهتفون هتافات مناهضة للفساد و"الله سوريا حرية وبس".
تظاهرات في جاسم وانخيل
وفي مدينة جاسم التي تبعد نحو 50 كلم شمال درعا أفاد أحد الشهود أن المدينة شهدت تظاهرة شارك فيها المئات رفعوا صورة القتيل الذي سقط في درعا وأطلقوا هتافات مثل "ما في خوف ما في خوف" و"سلمية سلمية" في إشارة إلى أن تظاهرتهم سلمية، و"بالروح بالدم نفديك يا شهيد".
كما تجمع بضع مئات من الأشخاص في مدينة انخيل الواقعة على بعد 40 كلم من درعا حيث هاجموا مقر الشرطة وخربوه وهم يطلقون هتافات.
وكان مئات المتظاهرين أحرقوا الأحد القصر العدلي في درعا ومقرين لشركتي هاتف خلوي إضافة إلى سيارات اثر مواجهات مع قوات الأمن أوقعت قتيلا ونحو مئة جريح.
وانطلقت حركة الاحتجاج في سوريا انطلقت في الخامس عشر من الشهر الحالي من دمشق بناء على دعوة على موقع الفيسبوك حملت عنوان "الثورة السورية ضد بشار الأسد".
ويمنع قانون الطوارئ المعتمد منذ عام 1963 التظاهر.
واشنطن تدين أعمال العنف
وأعلن البيت الأبيض في بيان الاثنين أن "الولايات المتحدة تدين أعمال العنف التي جرت في سوريا خلال الأيام القليلة الماضية. هناك معلومات تشير إلى أن الحكومة السورية استخدمت القوة بشكل مفرط ضد المدنيين خصوصا صد المتظاهرين في درعا".
وأضاف البيان "على المسؤولين عن أعمال العنف هذه أن يخضعوا للمحاسبة" مضيفا "ندعو الحكومة السورية إلى أن تتصرف بشكل يتيح قيام التظاهرات بشكل سلمي".
تنديد فرنسي
ونددت فرنسا الاثنين باستخدام العنف ضد المتظاهرين في سوريا وطالبت بإطلاق سراح كل الأشخاص الذين اعتقلوا لمشاركتهم في التظاهر.
ويرى محللون أن سوريا "ليست استثناء" في المنطقة العربية وان موجات الاحتجاج مرشحة لأن تصل إليها كما هو حاصل في العديد من الدول العربية الأخرى.
ويطالب المتظاهرون بمزيد من الحرية والديموقراطية في بلد يشكل الفقراء فيه نحو 14 بالمئة من السكان البالغين 22 مليونا.
المؤسسات الحقوقية تندد بالعنف
وندد المرصد السوري للدفاع عن حقوق الإنسان بـ"مواصلة سياسة الاعتقالات الاعتباطية" ودعا الحكومة السورية إلى "إطلاق سراح كل محتجزي الرأي على الفور".
كما دانت منظمة هيومن رايتس ووتش بـ"الاستخدام المفرط للقوة" من قبل قوات الأمن في سوريا حيث سجل وقوع "خمسة قتلى على الأقل" منذ الجمعة بحسب هذه المنظمة.
وأكد مصدر رسمي أن عناصر الأمن تدخلت بعد أن ألحق "مندسون أضرارا بالممتلكات العامة والخاصة".
ربال الأسد: النظام بين خياري الإصلاح أو السقوط
على صعيد آخر، اعتبر ربال الأسد ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد المقيم في المنفى في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية الاثنين أن النظام السوري أمام خيارين إما القيام بإصلاحات في المدى القريب أو أن تطيح به حركة الاحتجاجات المتنامية في البلاد.
ورأى ربال الأسد ابن رفعت الأسد المعارض للنظام السوري والذي يرأس المنظمة من أجل الديموقراطية والحرية في سوريا أن على السلطات في دمشق التحرك بسرعة كبيرة" قائلا إنها لا تملك سوى "نافذة فرص ضيقة" للقيام بذلك.
وأضاف ربال الأسد البالغ من العمر 36 عاما محذرا "وإلا فإن الأمور ستسير كما في الدول المجاورة" وتؤدي إلى الإطاحة بالنظام كما حصل في تونس ومصر.