قد يُشكل الاستعداد لبذل الجهد في العمل خطراً على صحة الموظف. وأكد البروفيسور الألماني فولفغانغ زينف على هذا المعنى قائلاً :”التفاني في العمل ينطوي في الوقت الحالي على قدر من الخطورة”. لذا فهو ينصح الموظفين الذين يبذلون مجهوداً كبيراً في العمل بألا يكلفوا أنفسهم فوق طاقتها باستمرار، وذلك من أجل تجنب الإصابة بما يُعرف باسم الاحتراق النفسي (Burnout). وعلى هامش المؤتمر الألماني للطب النفسجسدي والعلاج النفسي بمدينة إيسن غربي ألمانيا، قال الطبيب زينف إن رب العمل لا يجوز أن يطلب المزيد من الموظف على الدوام إذا ما أنجز المهام المكلف بها على نحو سريع.
وعن خطورة تكليف النفس فوق طاقتها في العمل، يقول زينف :”الأمراض النفسجسدية تنشأ بسبب التوتر العصبي بالإضافة إلى أسباب أخرى”، مشيراً إلى أن هذه المشكلة الآخذة في التزايد تقلل من جودة الحياة لدى الموظفين الذين يجدون بالكاد وقتاً للنوم في كثير من الأحيان ومن ثم تخور قواهم. وأضاف زينف أن هذا الأمر يمثل مشكلة اقتصادية أيضاً، ويقول :”إننا نهدر أهم مصادرنا، ألا وهي: قدرة الموظفين على بذل الجهد باستمرار”. ومن أمثلة المتاعب النفسجسدية التي لا يكون لها سبب عضوي الدوار أو الآلام أو تهيج الأمعاء.