بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه وتولاه ، واهتدى بهداه . أما بعد :
فإن الكثير من إخواننا وأخواتنا قد من الله عليهم بالهداية ، ووفقهم إلى الالتزام
بالدين وتطبيق أحكامه ، والقيام بشعائره حبا لله تعالى وابتغاء وجهه الكريم جل
وعلا . وإن من أعظم وأهم ما وفقهم الله تعالى إليه القيام بأداء الصلوات التي هي
أهم أركان الدين بعد توحيد الله سبحانه وتعالى ، ولكنهم عند قيامهم بأداء تلك
الشعيرة العظيمة قد يقعون في بعض الأخطاء : إما عن جهل ، وإما عن غير قصد
. فأحببت أن أنبه إخواني وأخواتي إلى بعض هذه الأخطاء ابتغاء وجه الله تعالى
ورجاء الثواب لي ولهم . ومن هذه الأخطاء :
الصلاة في الثياب الضيقة جدا والتي تحدد العورة وتظهرها وتبرزها مما يؤثر
على صحة الصلاة ، أو على الأقل على كمالها .
والثياب الضيقة الضاغطة على الجسد والمفصلة لأعضائه مكروهة طبا وشرعا :
أما كراهتها من جهة الطب والصحة ، فلأنها تؤثر سلبا على البدن وتلحق به
الأضرار وبيان ذلك في كتب الطب وكتب الرياضة البدنية سيبجده من يريد
البحث عنه ، وليس هنا موضع بيانه وتفصيله.
وأما كراهتها من جهة الشرع : فلأنها قد يتعذر معها الركوع والسجود ، أو قد
تنحسر وتنكشف عن بعض البدن فتظهر العورة وتبطل الصلاة .
ومن هنا يجب أن نقول إن كثيرا من إخواننا المصلّين في أيامنا هذه ، يصلّون
وهم يرتدون ثياباًَ تصف السّوأَتيْن : إحداهما أو كلتيهما ، وتحددهما وتبين تفاصيلهما!!
ولقد حكى الحافظ ابن حجر عن أشهب ، فيمن اقتصر على السّراويل [أي:
البنطلونات] في الصّلاة مع القدرة على لبس القميص فوقه فقال : يعيد في الوقت ،
أي يلبس القميص فوق السروال ويعيد الصلاة إذا كان وقتها لا يزال باقيا . [انظر:
فتح الباري 1/476] .
هذا عن سراويلهم الواسعة جداً ، فما بالك في ((البنطلون)) الضّيق جدّاً ، والذي
يكون ملتصقا تماما بأعضاء البدن فيبرز العورة ويفصلها؟؟!!
وعورة الرجل ــ كما هو معروف ومتفق عليه بين أهل العلم ــ من السرّة إلى
الرّكبة . والمصلي يفترض عليه : أن يكون أبعد ما يكون عن أن يعصي الله ،
وهو له ساجد ، ولكن الواقع أنك ترى إِِليتيه مجسمتين بسبب ضيق البنطلون، بل
وترى ما بينهما مجسماً !! فكيف يصلي هذا الإنسان ، ويقف بين يدي ربّ العالمين؟؟
ولا فرق ــ بالطبع ــ بين المرأة التي تلبس اللباس الضيّق ، الذي يصف جسمها ،
وبين الشاب الذي يلبس (( البنطلون )) ، وهو أيضاً يصف إِليتيه ، فإلية الرجل
وإلية المرأة من حيث إنهما عورة ، كلاهما سواء ، فيجب على الشباب أن ينتبهوا
لهذه المصيبة التي عمّتهم إلا مَنْ شاء الله ، وقليل ما هم .
أما إذا كان ((البنطلون)) واسعاً غير ضيق ، صحت فيه الصلاة مع الكراهة كما
سبق ، والأفضل أن يكون فوقه قميص أو إزار يستر ما بين السرة والركبة ،
وينزل عن ذلك إلى نصف الساق ، أو إلى الكعب ، لأن ذلك أكمل في الستر .
وفي الفتاوى : (1/69) للشيخ عبد العزيز بن باز نص على ذلك . وبهذا أجابت
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء على سؤال مقيد بإدارة البحوث برقم
(2003) عن حكم الإسلام في الصّلاة في البنطلون ، ونص جوابها : إن كان ذلك
اللباس لا يحدد العورة لسعته ، ولا يشف عما وراءه ، لكونه صفيقاً ، جازت
الصّلاة فيه ، وإن كان يشف عما وراءه بأن ترى العورة من ورائه بطلت
الصّلاة فيه ، وإن كان يحدد العورة فقط ، كرهت الصلاة فيه ، إلاَّ أن لا يجد
غيره ، و بالله التوفيق .
وإلى لقاء في تنبيه آخر ، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين ، والحمد لله رب العالمين .
الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه وتولاه ، واهتدى بهداه . أما بعد :
فإن الكثير من إخواننا وأخواتنا قد من الله عليهم بالهداية ، ووفقهم إلى الالتزام
بالدين وتطبيق أحكامه ، والقيام بشعائره حبا لله تعالى وابتغاء وجهه الكريم جل
وعلا . وإن من أعظم وأهم ما وفقهم الله تعالى إليه القيام بأداء الصلوات التي هي
أهم أركان الدين بعد توحيد الله سبحانه وتعالى ، ولكنهم عند قيامهم بأداء تلك
الشعيرة العظيمة قد يقعون في بعض الأخطاء : إما عن جهل ، وإما عن غير قصد
. فأحببت أن أنبه إخواني وأخواتي إلى بعض هذه الأخطاء ابتغاء وجه الله تعالى
ورجاء الثواب لي ولهم . ومن هذه الأخطاء :
الصلاة في الثياب الضيقة جدا والتي تحدد العورة وتظهرها وتبرزها مما يؤثر
على صحة الصلاة ، أو على الأقل على كمالها .
والثياب الضيقة الضاغطة على الجسد والمفصلة لأعضائه مكروهة طبا وشرعا :
أما كراهتها من جهة الطب والصحة ، فلأنها تؤثر سلبا على البدن وتلحق به
الأضرار وبيان ذلك في كتب الطب وكتب الرياضة البدنية سيبجده من يريد
البحث عنه ، وليس هنا موضع بيانه وتفصيله.
وأما كراهتها من جهة الشرع : فلأنها قد يتعذر معها الركوع والسجود ، أو قد
تنحسر وتنكشف عن بعض البدن فتظهر العورة وتبطل الصلاة .
ومن هنا يجب أن نقول إن كثيرا من إخواننا المصلّين في أيامنا هذه ، يصلّون
وهم يرتدون ثياباًَ تصف السّوأَتيْن : إحداهما أو كلتيهما ، وتحددهما وتبين تفاصيلهما!!
ولقد حكى الحافظ ابن حجر عن أشهب ، فيمن اقتصر على السّراويل [أي:
البنطلونات] في الصّلاة مع القدرة على لبس القميص فوقه فقال : يعيد في الوقت ،
أي يلبس القميص فوق السروال ويعيد الصلاة إذا كان وقتها لا يزال باقيا . [انظر:
فتح الباري 1/476] .
هذا عن سراويلهم الواسعة جداً ، فما بالك في ((البنطلون)) الضّيق جدّاً ، والذي
يكون ملتصقا تماما بأعضاء البدن فيبرز العورة ويفصلها؟؟!!
وعورة الرجل ــ كما هو معروف ومتفق عليه بين أهل العلم ــ من السرّة إلى
الرّكبة . والمصلي يفترض عليه : أن يكون أبعد ما يكون عن أن يعصي الله ،
وهو له ساجد ، ولكن الواقع أنك ترى إِِليتيه مجسمتين بسبب ضيق البنطلون، بل
وترى ما بينهما مجسماً !! فكيف يصلي هذا الإنسان ، ويقف بين يدي ربّ العالمين؟؟
ولا فرق ــ بالطبع ــ بين المرأة التي تلبس اللباس الضيّق ، الذي يصف جسمها ،
وبين الشاب الذي يلبس (( البنطلون )) ، وهو أيضاً يصف إِليتيه ، فإلية الرجل
وإلية المرأة من حيث إنهما عورة ، كلاهما سواء ، فيجب على الشباب أن ينتبهوا
لهذه المصيبة التي عمّتهم إلا مَنْ شاء الله ، وقليل ما هم .
أما إذا كان ((البنطلون)) واسعاً غير ضيق ، صحت فيه الصلاة مع الكراهة كما
سبق ، والأفضل أن يكون فوقه قميص أو إزار يستر ما بين السرة والركبة ،
وينزل عن ذلك إلى نصف الساق ، أو إلى الكعب ، لأن ذلك أكمل في الستر .
وفي الفتاوى : (1/69) للشيخ عبد العزيز بن باز نص على ذلك . وبهذا أجابت
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء على سؤال مقيد بإدارة البحوث برقم
(2003) عن حكم الإسلام في الصّلاة في البنطلون ، ونص جوابها : إن كان ذلك
اللباس لا يحدد العورة لسعته ، ولا يشف عما وراءه ، لكونه صفيقاً ، جازت
الصّلاة فيه ، وإن كان يشف عما وراءه بأن ترى العورة من ورائه بطلت
الصّلاة فيه ، وإن كان يحدد العورة فقط ، كرهت الصلاة فيه ، إلاَّ أن لا يجد
غيره ، و بالله التوفيق .
وإلى لقاء في تنبيه آخر ، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين ، والحمد لله رب العالمين .