نجوم مصرية
منتديات نجوم مصرية منتدى المواهب منتدى موهوبين الادب والشعر منتدى القصص والروايات



تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل




زغرودة الموت ..قصة

 

زغرودة المــــــــوت

تأليف : رضا الهجرسى

كما للموت أحزانه وعويله....للموت أيضا . أفراحه وزغاريده.
الموت هذه الكلمة؟؟ التي يرتج لها أركان الزمان والمكان.
كذب من أدعى ..انه لا يهاب الموت .
والموت لاصعوبه فيه للأحياء .إلا ما يحدثه الموت من تغييرفى عادات المقربين من الأهل والأصدقاء وحتى الأعداء .وذلك بسبب ما يتركه الموت من فراغ في الزمان والمكان بحياتهم .
محمود : في السادسة من عمره.ولد ونشأ في أحدى الحواري ذات المدخل الواحد بحي شعبي بالقاهرة القديمة .كان منزل محمود يتوسط الحارة .مكون من طابقين تقيم أسرة محمود في الطابق العلوي وتؤجر البدروم بالأرضى.
المرة الأولى التي يتقابل فيهامحمود وطه كانت عندما حضرت أم طـه لمنزلهم لتأجير البدروم .
طـــــــه: طفل في عمر محمود هادئ الطباع ...شديد الخجل. ملتصق بأمه كتوأمين ملتصقين . لا تحاول أم طـه أن تبعده عنها . بل تضع يديها عليه لتشده لجسدها.
محمود طفل نشيط.. ذكى بالفطرة ...شقاوة الأطفال لديه توازى عشرة أطفال في عمرة.. دائم اللعب تارة بالبلى الزجاجي ...وأخرى بلعب الكرة الشراب التي يصنعها بنفسه . كان يشعر بكامل حريته . وان هذه الحارة مملكته ...وهو الملك المتوج على كامل أطفال الحارة . لا ينغص عليه حياته السعيدة تلك.. إلا شيئين؟؟
الأولى.... عندما ترسل أمه أباة . ليرفعه رفعا بين يديه ويسلمه لأمه ..ليستحم ويأكل وينام مثل باقي الأطفال في عمره . في هذه اللحظات كان يكره أباة الذي ينتزع منه مملكته وسطوته وجبروته على أترابه من أطفال الحارة.
والثانية ....عم عبده العلاف ...صاحب محل ألعلافه المواجه لمنزلهم...
عم عبده العلاف....كما أطلق عليه جميع ساكني الحارة . رجل من صعيد مصر .فارع الطويل عريض المنكبين .هباة الله وفرة في الصحة والعافية .مع ملامح رجولية على وجهه جعلت أهالى الحارة من كبيرهم لصغيرهم يهابونه ويحترمونه . أما أطفال الحارة وعلى رأسهم محمود ....كان يمثل لهم الأشكيف أو عفريت الحواديت وهو يعادل عندهم أمنا الغوله في حكايات أمهاتهم أو الرجل أبو قدم معيزى أو مسلوخة. ولذلك كانت المنطقه المحيطة بمحل العلافه . منطقه محرمه عليهم اللعب بها أو الأقتراب منها . ليس بسبب منع عم عبده العلاف لهم للعب إمام المحل ولكن خوفا ومهابة من هذا الأشكيف المرعب الذي زرع الخوف في قلوبهم الندية..
وكان قرار دخول المنزل قرار يقترب من المستحيل ...كان يشجع نفسه ليتغلب على خوفه ثم فجأة يجرى مهرولا ولا يتوقف إلا في أحضان أمه. حتى لا يطوله الاشكيف.
كان محمود لا يرى طـه إلا عندما تخرج أمه لشراء أحتياجاتهم الضروريه وطه ممسكا بيدها . كانت نظراتهم تتلاقى ..ويظل كل منهما يحدق في الأخر حتى يغادر طـه وأمه مدخل الحارة. ويقف محمود مترقبا رجوعهم ويشيعهم بنظراته حتى دخولهم المنزل . ويتكرر هذا الموقف يوما بعد يوم ولم يجرؤا محمود أو طـه الاقتراب أو التحدث إلى بعضهما . لقد كانت النظرات المتبادلة بينهم كافيه ...لهم ..في هذه المرحلة . إلى أن جاء اليوم الموعود والذي رتبه القدر للقاء . في هذا اليوم الذي حفر داخل الطفلين أحساس بالتوأمة..
خرجت أم طـه كعادتها ممسكه بيد طـه لشراء بعض الخضرة . وكانت هناك امرأة تجلس وأمامها أقفاص الخضروات على رأس الحارة . وكانت المرأة معروفه بسوء أخلاقها وسلاطة لسانها وكانت نساء الحارة يتفادون التعامل معها ويطلقون عليها أنها أمرأة تتعارك مع ذباب وجهها ..وكان يدعمها زوجها البلطجي المشهور بشراسته ووحشيته في الاعتداء على أهالى الحارة ولم تكن أم طـه تعلم شيئا من هذا فهي منذ أن سكنت الحارة لم تختلط بأحد.. أخذت أم طـه تعبث بالخضروات فوجدتها غير صالحه . فأرجعتها لمكانها بالقفص واستدارت مبتعدة دون أن تشترى شيئا .ففاجأتها المرأة بتوجيه السباب لها وأخذت تطلق الشتائم البذيئة بأحط الألفاظ . وتناولت حزمه الخضرة وصممت أن تضعها في فمها وتأكلها . وسوف تسدد ثمنها .
تجمدت أم طـه في مكانها وعلامات الفزع والخوف على وجهها وأخذ طـه يبكى فزعا وهو يحتضن قدم أمه . ومحمود كان مجمدا في مكانه محدقا في طـه . خرجت النساء إلى الشرفات وأختفى الرجال . فجأة يظهر زوجها البلطجي ممسكا سكينا بيده اليمنى وهو يشتم ويتوعد كل من يتدخل . وواصلت المرأة وقد أطمأنت لحماية زوجها لها . في جذب أم طـه من شعرها ووضع حزمه الخضرة في فمها أنشقت الأرض عن عم عبده العلاف ....أمسك بيد المرأة ورفعها عن شعر أم طـه ودفعها دفعه قويه أخذت تتكور على الأرض وصرختها لا تنقطع ثم وقفت مرعوبة وهرولت مذعورة من أمامه . أستدار عم عبده وواجه زوجها البلطجي واتجه إليه بخطوات ثابتة واثقة ونظرات غاضبه حاول البلطجي أن يهدده بالسكين. ولكن هيهات أن يوقف هذه الخطوة التي زرعت في قلبه الفزع و الرعب.. فأخذ يتراجع بظهره للخلف . إلى أن سقط على الأرض رفعه عم عبده وأخذ السكين من يده . ثم كور قبضته ولطمه لطمه قويه على وجهه لململ بعدها ما بقى من قوته وكرامته المبعثرة وهرب مبتعدا عن الاشكيف إلى أن أختفى عن الأنظار...نظر عم عبده إلى طه المذعور ومد يديه ورفعه في حنان مع أبتسامه مطمئنه وهو يعانقه . بادله طه الأبتسامة ولف يديه حول رقبته ليبادله العناق . وهو يرمى ببصرة في أتجاه محمود الذي ما زال واقفا متجمدا في مكانه لم يرفع عينيه عن طـه. نظر عم عبده في الأتجاه الذي ينظر إليه طـه فلمح محمود . فأشار إليه بالأقتراب . لبى محمود النداء مسرعا ليس تنفيذا لأوامر الاشكيف أو خوفا منه ولكن شوقا ولهفه لصداقه طـه التي بدأت قبل لقاءهم بنظراتهم المتبادلة . من هذا اليوم دخل طـه وأمه تحت عباءة وحماية عم عبده العلاف ..ودخل معهم محمود تحت العباءة . وأصبح مسموحا لمحمود وطـه ...دون أطفال الحارة جمعيا اللعب أمام دكان ألعلافه بالمنطقة المحرمة .
أصبح الصديقان لا يفترقان .وصبغ كل منهما شخصيته على الأخر
صار طــه أكثر جرأة وشجاعة في مواجهه من يعتدي عليه من الأطفال الآخرين .
ومحمود ظهرت عليه علامات الأتزان والهدوء والتفكير العقلاني المتأنى ....
سعدت أم طـه وأم محمود بصداقتهما وما صنعته هذه الصداقه من معجزات.. دخلا المدرسة الأبتدائية سويا . جلسا متلاصقين لا يفصلهما شي . يذاكران دروسهما معا . ينامان معا . آما فى البدروم أو غرفه محمود ويفتحون الشرفة ويلقون بتحيتهم إلى ملاكهم الحارس عم عبده العلاف وكان يرد التحية ...بأبتسامه عريضة.
تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل


لاشئ في هذا الكون يمكن أن يفرق بينهما.ولكن القدر كان لهما بالمرصاد...
لم يفرق بينهما ألا بليه زجاجيه وكانت المأساة ؟؟؟ .
كانت لعبه رمى البلى منتشرة بين أطفال وأولاد الأحياء الشعبية بمصر
وهى عبارة عن مثلث يرسم على الأرض ثم يخط خطا على بعد متر من المثلث وخط آخر على مسافة مترين من المثلث يضع كلا من المتبارين عدد متساوي من البلى موزع على أطراف المثلث وداخله ثم يبدأ الرامي الأول برمي بليه في يده على البلى الموجود بالمثلث والبلى الذي ينجح في إخراجه من المثلث يصبح ملكا له . وفى حاله فشله يبدأ المتباري الثاني في الرمي . بدأ طـه بالرمي فضرب أحدي البليات بالمثلث ولكنها لم تخرج بكاملها من المثلث . وأختلف الصديقان . طـه مصمما أنها خارج المثلث ومحمود يؤكد أنها لم تخرج . تصاعد الخلاف وكلا منهما على رأية فى أصرار وعناد...
في غضب أخذ محمود بلياته وترك طـه وحيدا في حيرةوذهول . جمع طـه بلياته وقدشعر أن صديقه أهانه وطعنه في كرامته طعنة بالغة . . وفى غضب وكرامه صبيانية صمم مخاصمته وألا يكلمه أبدا .
ضخمت و باعدت الكرامة الصبيانية الشقة بينهما. فعندما يتقابلان يدير كل منهما رأسه للاخر ويواصل طريقه . أصبحا لا يجلسان متلاصقين في الصف الدراسي . وتمر الأيام عليهم ثقيلة . والصديقان اللدودان في عذاب الفراق الغبي ويقرر كل منهما أن يرد تحيه الأخر إذا بدأ بتحيته ولا يحدث ومر أكثر من شهر على هذا الحال ولم يلاحظ أحد ذلك .
ويقرر محمود إنهاء الخصام وأخذ يشجع قلبه وينزل السلالم ببطئ متجها إلى باب البدروم ويرفع يده ليدق على الباب . فيوسوس له شيطانة لماذا تبدأ أنت بالتصالح . ولماذا لا يكون هو البادئ . فيتراجع ويصعد السلم مهرولا حتى لا يراه أحد .
في نفس الوقت يشعر طـه بفراغ قاتل وشوق وحنين الى صديقه ويتغلب على صبيانيته ويقررالصعود إليه . وإنهاء المقاطعه . ويصعد درج المنزل في تباطئ وتكاسل وعندما يصل للدرج الأخير يقف كالتمثال وهو يحدق في باب شقه صديقه . لا يستطيع الحركة في اتجاه باب الشقة وكأن في قدميه ربطت حجارة ثقيلة تمنعه من التقدم ولكن تسمح له بالتراجع للخلف ونزول السلم . ترامت إلى أذنيه أصوات تقترب من الداخل فاستدار مسرعا يقفز السلالم كفأرأ مذعور و يدخل البدروم محملا بالأسى والإحباط .
مر شهر آخر كأنه الدهر على الصديقين .
وأرسل الله رحمته ألى الصديقان المعذبان حيث قررت أم محمود زيارة أم طه وطلبت من محمود مرافقتها . فرفض رفضا قاطعا .. تعجبت له أم محمود . وأخذت تسأله حتى عرفت القضية ولم تتمالك نفسها من الإغراق في ضحك هيستيرى وهى تردد لعب عيال . والله لعب عيال . ونزلت لأم طـه وقصت عليها القصة..
وطلبت أم طـه من طة أن يصعد وينهى هذا الخصام.. فرفض طـه فى أصرار أن يصعد هو إليه ....وصمم على أن يهبط هو لمصالحته .
تداولت أم محمود مع أم طـه لحل هذه المشكلة العويصة.
انتهت المجادلات بحل وسط وهو لقاءهم في منتصف الدرج ....
قررا أن يكونا حمامة السلام في إنهاء هذا الخصام الصبياني العنيد صعدت أم محمود وأمسكت بيد محمود وأخذت تجذبة لتسحبه خارج الشقة فتشبث بيده بباب الشقة فى استماتة رافضا الخروج وأمة تجذبة بقوة .
وكانت أم طه تفعل نفس الشئ وطه متشبثا أيضا بباب البدروم رافضا الخروج وظلت الأمهات في صراع قوة مع أطفالهم إلى أن تخدرت ذراعيهما وتقطعت أنفاسهما.. فحررت أم محمود يد محمود من التعب فهرول إلى غرفتة وتكور علي سريرة في غضب داخلي علي أمه لفشلها في محاولتها جذبة وشدة إلى صديقة لمصالحته وتكرر نفس السيناريو مع طه وأمه ..
وتلاقت أم طه وأم محمود في منتصف الدرج وهم يلهثون و يضحكون في أنفاس متقطعة .. عندما هدأت أنفاسهما.. قررا.. طلب النجدة من عم عبده أستجاب عم عبده العلاف على الفور.. عند سماعة بالقصة من الأمهات الضاحكات ...
وقف عم عبده في منتصف الدرج ونادى عليهم بصوت جهورى....هرول محمود مسرعا نازلا الدرج وأسرع طه بأقصى سرعة لدية صاعدا الدرج وتقابلا في منتصف الدرج ولم ينتظرا عم عبده أرتمي كل منهما في أحضان صديقة وقررا من يومها ألغاء لعبة البلي من حياتهم دون رجعة ..
دارت الأيام وسارت علي هوى الصديقين .. أكتشف كل منهما مواطن الإبداع في صديقة أتحدت ميولهما الأدبية وحبهم للمعرفة والأطلاع والمعرفة أجتازوا المرحلة الأعدادية بتفوق وتطورت قراءاتهما إلى.. أمهات الكتب وكبار الأدباء والكتاب و القصص العالمية المترجمة وكانت مناقشاتهم لقضايا الحياة عميقة وذات بصيرة وكانت أسعد لحظاتهما عندما يطرح أحداهما أطروحة آو لغزا من الغاز الحياة ويتحاورون ويدلى كل منهما بدلوة وأسانيدة العلمية وأختاروا القسم الأدبى لأتفاقه مع ميولهما الأدبية.. اكتشف محمود في طه شاعر رقيق المشاعر مرهف الحس يقرض الشعر بأبداع راقي ينم عن روح شفافة ونفس صافية تتحلي بالجمال وحب الحياة وأكتشف طه فى محمود كاتب مبدع ذات خيال واسع تتميز رواياته بالرومانسية الجميلة التي تدعو إلى حب الحياة والجمال.. وتطورت محاوراتهما وتعمقت بعد دراسة الفلسفة والمنطق ويحاول كل منهما أن يكسب جولة المحاورة متباهيا بمعرفته ببواطن الأمور إلى أن وصلوا علي أعتاب امتحان السنة النهائية للمرحلة الثانوية وتعاهد الصديقان علي دخول كلية الآداب لدراسة الفلسفة ومحاوله حل ألغاز الحياة وفهمها ومواصلة محاوراتهم علي غرار محاورات سقراط وأفلاطون وغيرهم من فطاحل الفلاسفة في نشوة صداقتهم تعاهدا علي ألا يفرقهما سوى الموت.. متناسيان أن للقدر كلمته الأخيرة والحاسمة الموت نعم الموت هو الوحيد القادر علي التفريق بينهما.. نطقها طه وهو يبتسم ابتسامة مريرة أنقبض لها قلب محمود... . خرج طه من الأمتحان يتلفت في لهفة بحثا عن صديقة أسرع ألية فاتحا ذراعية مبتسما ألقي بجسده بين أحضانة.. تعجب محمود؟؟ فهو لم يتعود من طه أن يعبر عن مشاعره ويطلق لها العنان فهو دائما متحفظ رزين أبتسم طه و طالب صديقة أن يكملا محاوراتهما عن الموت؟؟ . فزع محمود وتغيرت ملامح وجهة .سألة فى تعجب؟؟. ..الأن .
رد طه.. نعم الآن وسأكون أنا البادئ بالمحاورة أستمع ياصديقى إلى أطروحتي.. وفي صوت عميق رخيم هادئ مع تغير في قسمات وجهة فزع لها محمود وهو يستمع لاطروحتة عن الموت .
حدق طه في عين محمود وهو يردد
أتمني أن أموت اليوم قبل غدا !!!
رد محمود لمحاورتة...... لماذا؟؟
لأن غدا سيضيف لخطايايا.الخطيئة الكبرى فيزيد ميزان ذنوبي يوم الحساب العظيم ....
يرد محمود محاورا ....
وما أدراك ياصديقي ألا يكون الغد يوم توبة نصوحة يغفر لك الله فيها كل خطاياك وذنوبك فيخف ميزان ذنوبك ويزيد ميزان حسناتك............ يبتسم طه أبتسامه مريرة.. لم تستطع هذه الابتسامة أن تحرر وجهه من الكآبة التى أحتلت وجهه بالكامل ونظر في وجه محمود نظرة ملأها كل الحب .. وأحتضنه في قوة أرتجف قلب محمود عندما سمع طه يردد ........... إن غدا لناظرة قريب وسنرى ياصديقي الحبيب من منا سيكسب هذه المحاورة نظر محمود الية ولاحظ شحوب وجهه وظهور الهالات السوداء حول عينية وأرتعاش يدية.. سأله في فزع.؟؟.. ما بك ياصديقى ؟؟ هل أنت مريض؟؟.......... في ابتسامه مطمئنة.. لا تفزع ياصديقي أنا لن أموت وتأبط ذراعه وسارا عائدين للحارة
.................................

جلس محمود علي سريرة وهو مشوش الفكر ما الذى حدث لصديقة؟؟؟ أهي الثانوية مافعلت بة هذا؟؟ . أقنع نفسه بذلك. أرتمى على سريره.... وأستغرق فى نوم عميق.. أيقظة منة. صوت دقات عالية متتالية يعرفها من صغره وهي صوت أرتطام الكرة بالباب الحديدى لمحل العلافة.. حاول العودة لأكمال نومه لكنه لم يستطع من صوت الدقات العالية قام متكاسلا ليسب هؤلاء الأطفال لاعبي الكرة فتح الشرفة وتوجه بعينية ناحية دكان عم عبده العلاف... تجمد الدم في عروقه من هول ما وقعت عليه عيناه؟؟ شل تفكيره تماما بل شلت جميع أعضاء جسده عدا رأسه وعينية وهو يتلفت يمينا ويسارا في محاوله لاستيعاب ماتراة عينية... عم عبده العلاف جاثيا علي ركبتية مستندا بظهرة علي باب المحل الصاج وهو مغلق يحيط به أكثر من عشرة رجال يقفون في نصف دائرة مركزها عم عبده يرفعون هرواتهم الغليظة ويهوون بها علي جسده في ترتيب منظم مذهل وكأنهم مدربون علي ذلك بعضهم يوجه هراوته علي رأسة فيحاول عبده وضع يدية علي رأسة ليخفف من حدة الضربات فيرفعها أحداهم ويعود ليواصل الضرب.. وآخر يضربه علي كوع يديه ورجليه ورأسة.. أحدثت الهراوات دوائر متناثرة وعميقة في رأس عبده.. غطت الدماء وجهة بغزارة ..و في أستسلام.. مد عبده قدمية وأسند رأسة علي باب المحل.. فجأة.. توقفوا وفتح الرجال نصف الدائرة.. ووقفوا في صفين متقابلين حول عبده.. تعجب محمود؟ فما زال عم عبده حيا لم يمت؟؟ ولكن لم يطل تعجبه.. ظهرت أم طه وهي ممسكه بيد طه وهو يسير خلفها بإستسلام وأتجهت ناحية عبده الممدد ووضعت طه أمامة.. نظر عبده في عيني طه وأبتسم أبتسامة مشجعة وأومأ لة برأسة أن يفعلها.. مدت أم طه يدها لأحد الرجال وتناولت الهرا وة منه ومدت يدها بالهراوة إلى طه... أستدار طه ورفع بصرة ناحية محمود.. وتلاقت أعينهما واخذ كل منهما يحدق في عين صديقة أنهمرت دموعهما بغزارة كانت نظرات محمود تتوسل الية ألا يفعلها.. فترد عليه نظرات طه...هذا قدري ياصديقى.... أرتد بظهره مسرعا ناحية باب غرفتة ليلحق بصديقة قبل ان يفعلها وجد باب غرفته موصدا وأمة تصرخ عليه.. لن افتح لك فهذا حق طه في ثأر أبيه لن افتح لك.. فىهذة اللحظة أخترقت أذنه وقلبه وكيانه.... زغرودة ام طه المجلجله.. أسرع إلى الشرفة ومازالت زغرودتها تمزق أحشاءة.. وجد طه ممسكا بالهراوة وقد تهشمت رأس عبده تماما وأم طه تواصل زغرودتها في سعادة وفرحه وهي تتمايل راقصة حول طه.. لم تكن تدرى أنها قتلت بزغرودتهاالملعونة تلك ... الإبداع والجمال والأمل داخل الصديقين.... أعلنت تلك الزغرودة الرهيبة التى أقشعر لها بدن محمود.. عن موت طه داخل محمود... لقد كانت بحق...... .
زغرودة الموت


( النهاية )






المقال "زغرودة الموت ..قصة" نشر بواسطة: بتاريخ:



اسم العضو:
سؤال عشوائي يجب الاجابة عليه

الرسالة:


رابط دائم

مواضيع مشابهة:
زغرودة إعلامية علي الهواء.. شاهد السبب
مقال أعجبني - زغرودة الطلاق
لم اتذوق طعم الموت..لكني تذوقت طعم غيابك......فمارست الموت في الغياب كما يمارسون الغياب في الموت

Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة © fmisr.com منتديات نجوم مصرية