زغرودة الطلاق ـ إيمان القدوسي
أطلقت سيدة أردنية في الخمسين من عمرها زغرودة فرح طويلة حين قام زوجها بطلاقها أمام ألف مدعو في فرح ابنتهما ، هل كان زوجا مفتريا إلي هذا الحد ؟ وهل عاشت معه عمرا طويلا حتي صارت ابنتهما عروسا وكأنها تقوم بمهمة فدائية حماية لأولادها ؟ ربما
عموما هي ليست وحدها فهناك بدعة جديدة وهي إقامة حفل طلاق تدعو فيه الزوجة صديقاتها وتحتفل بهذه المناسبة التي تعتبرها سعيدة .
مهما كان سبب الطلاق إلا أنه ظل زمنا طويلا يعد حادثا أليما بالنسبة للزوجة بالذات ، تستقبله بالبكاء علي الشباب المهدر والعشرة الضائعة والبيت الذي عاشت فيه أجمل و أندر لحظات العمر وأكثرها خصوبة وثراء ، والرجل الذي اقترب منها وامتزج دمه بدمها واختلطت أنسابهما وتشكلت في صور الأبناء والبنات ، ثم إنها تتقبل المواساة ممن حولها من الأهل والصديقات ، وتظل فترة تعاني من آثار الصدمة حتي تتمكن من استعادة نفسها وبدء صفحة جديدة.
فهل انقلب هرم الأنوثة فعلا رأسا علي عقب ؟
هذا ما تؤكده دراسة مصرية حديثة تقول أن أولويات المرأة حاليا عكس ما كانت عليه حتي بداية السبعينات ، فقد كانت الأمومة تأتي أولا ثم الأسرة و الزوج ثم العمل ثم الأنوثة والآن انقلب الهرم ، فقد صارت أنوثتها فوق كل اعتبار ـ ربما يفسر ذلك سرعة طلاق الفتيات الصغيرات لمجرد كلمة من الزوج تعتبرها تمس كرامتها ؟ ـ ثم يأتي بعد ذلك عملها ، نلاحظ تلكؤ كثير من الفتيات العاملات في الزواج فهي تؤجل حتي تستقر وترفض كل من أحست أن ظروفه أو شخصيته تحول بينها وبين العمل ، وتقول صراحة عملي يمثل ضمانة حقيقية للمستقبل ولن أضحي به من أجل زواج قد يجلب لي التعاسة أو لايدوم ، أما الأمومة فصارت تمثل عبئا بسبب عدم إعداد الفتاة لتكاليف الزواج .
نحن في مجتمع مأزوم وتسود ثقافتنا حالة من التخبط والارتباك وفي ظل الأزمات تبرز الروح الأنانية الفردية ( أنا ومن بعدي الطوفان ) كما أن قيم الحداثة و أفكارها تسللت إلينا وتغلغلت في النفوس عبر الإعلام و السفر والسموات المفتوحة ، ويخطئ من يظن أن انتشار الحجاب مثلا يعني البعد عن الحداثة ، الأفكار تمر من تحت عقب الباب وتستقر في اللاوعي وتجد صاحبتها مبررات شرعية لسلوكها ، فهناك فرق بين من تصمم علي تحقيق النجاح والفوز لأسرتها مهما ضحت وتحملت ومن تبدو متأففة تنتظر حصولها علي حقوقها الفورية كاملة وإلا أعلنت انسحابها .
المرأة دائما هي ضحية هذا المجتمع المنهك لأنها مازالت الحلقة الأضعف فيه وليس سهلا عليها ذلك التطور في شخصيتها ، الفتاة العاملة مطحونة ولكنها لا تريد التضحية بفرصة عمل لن تستطيع تعويضها وتتردد في الزواج رغم حاجتها الشديدة له ، والزوجة الصغيرة لا تريد الفشل بل تريد الاستقرار والسعادة ولكنها وضعت في موقف لم تستعد ولم تعد له ، تقول سوف أكون ربة بيت وهي لا تعرف أن هذه مهنة ومهنة شاقة للغاية هي تتصور أنها سوف تمكث في المنزل تنعم بالراحة والتدليل مثل أيام العطلات في بيت أبيها ولا تعرف أنها ستمارس سبع صنايع وتعامل طباع وظروف مختلفة ثم تحمل هم الأطفال ومسئوليات رعايتهم وهي مهمة أكثر من صعبة .
هناك فتيات بدأن الحياة الزوجية بخبرات قليلة وواجهن بشجاعة ظروفا صعبة ونجحن نجاحا باهرا والسبب كامن في خصائصهن الشخصية ، فتيات يمثلن نموذجا رائعا للمرأة المسلمة كما يجب أن تكون في كل الظروف ، فتيات مضمونة مثل الجنيه الذهب ، ولأننا لم نعد نتعامل إلا بالجنيه الورق فقد أضافوا له علامة مائية خفية وغير مرئية تميزه عن العملات الزائفة .
هناك ثلاث علامات أيضا تميز الفتاة الأصيلة وهي علامات غير مظهرية ولكن سلوكية ، كما أنها بسيطة جدا رغم تأثيرها الكبير ، هي لا تنشغل بالقيل والقال ولا تهدر طاقتها وعمرها في كلام لا نفع منه وتوفر جهدها لمهامها ، ثم إنها لا تنشغل كثيرا بالجمال الخارجي وحده بل تستكمله بصفات الأنوثة الحقة من حياء وهدوء ورقة وعطاء والعلامة المميزة والتي هي نتيجة لما سبق هي أن لها أهدافا عليا ومنظومة قيم سامية تحيا في ظلها ، تبدو آمنة مطمئنة بشوشة الوجه تشع جمالا وجاذبية ملائكية في سياج من التدين الحقيقي .
هذه الفتاة تتزوج عازمة علي الاستقرار والنجاح مهما كانت الصعاب ، تحمل بين جنبيها روحا لا تعرف المستحيل ولديها يقين في توفيق الله لها ، و هي تعرف قدر زوجها وتحسن إدارة بيتها فتنجح فيما يخفق فيه غيرها ولذلك فهي لا تفكر في الطلاق ولا تهدد به لأنه علي كل حال شهادة فشل اجتماعي و حدث مؤلم المفروض أن يثير الحزن والألم ويدفع الدمع للعين وليس منطقيا أبدا أن نستقبله بالاحتفال والفرح أو أن نطلق الزغاريد تحية له .
أطلقت سيدة أردنية في الخمسين من عمرها زغرودة فرح طويلة حين قام زوجها بطلاقها أمام ألف مدعو في فرح ابنتهما ، هل كان زوجا مفتريا إلي هذا الحد ؟ وهل عاشت معه عمرا طويلا حتي صارت ابنتهما عروسا وكأنها تقوم بمهمة فدائية حماية لأولادها ؟ ربما
عموما هي ليست وحدها فهناك بدعة جديدة وهي إقامة حفل طلاق تدعو فيه الزوجة صديقاتها وتحتفل بهذه المناسبة التي تعتبرها سعيدة .
مهما كان سبب الطلاق إلا أنه ظل زمنا طويلا يعد حادثا أليما بالنسبة للزوجة بالذات ، تستقبله بالبكاء علي الشباب المهدر والعشرة الضائعة والبيت الذي عاشت فيه أجمل و أندر لحظات العمر وأكثرها خصوبة وثراء ، والرجل الذي اقترب منها وامتزج دمه بدمها واختلطت أنسابهما وتشكلت في صور الأبناء والبنات ، ثم إنها تتقبل المواساة ممن حولها من الأهل والصديقات ، وتظل فترة تعاني من آثار الصدمة حتي تتمكن من استعادة نفسها وبدء صفحة جديدة.
فهل انقلب هرم الأنوثة فعلا رأسا علي عقب ؟
هذا ما تؤكده دراسة مصرية حديثة تقول أن أولويات المرأة حاليا عكس ما كانت عليه حتي بداية السبعينات ، فقد كانت الأمومة تأتي أولا ثم الأسرة و الزوج ثم العمل ثم الأنوثة والآن انقلب الهرم ، فقد صارت أنوثتها فوق كل اعتبار ـ ربما يفسر ذلك سرعة طلاق الفتيات الصغيرات لمجرد كلمة من الزوج تعتبرها تمس كرامتها ؟ ـ ثم يأتي بعد ذلك عملها ، نلاحظ تلكؤ كثير من الفتيات العاملات في الزواج فهي تؤجل حتي تستقر وترفض كل من أحست أن ظروفه أو شخصيته تحول بينها وبين العمل ، وتقول صراحة عملي يمثل ضمانة حقيقية للمستقبل ولن أضحي به من أجل زواج قد يجلب لي التعاسة أو لايدوم ، أما الأمومة فصارت تمثل عبئا بسبب عدم إعداد الفتاة لتكاليف الزواج .
نحن في مجتمع مأزوم وتسود ثقافتنا حالة من التخبط والارتباك وفي ظل الأزمات تبرز الروح الأنانية الفردية ( أنا ومن بعدي الطوفان ) كما أن قيم الحداثة و أفكارها تسللت إلينا وتغلغلت في النفوس عبر الإعلام و السفر والسموات المفتوحة ، ويخطئ من يظن أن انتشار الحجاب مثلا يعني البعد عن الحداثة ، الأفكار تمر من تحت عقب الباب وتستقر في اللاوعي وتجد صاحبتها مبررات شرعية لسلوكها ، فهناك فرق بين من تصمم علي تحقيق النجاح والفوز لأسرتها مهما ضحت وتحملت ومن تبدو متأففة تنتظر حصولها علي حقوقها الفورية كاملة وإلا أعلنت انسحابها .
المرأة دائما هي ضحية هذا المجتمع المنهك لأنها مازالت الحلقة الأضعف فيه وليس سهلا عليها ذلك التطور في شخصيتها ، الفتاة العاملة مطحونة ولكنها لا تريد التضحية بفرصة عمل لن تستطيع تعويضها وتتردد في الزواج رغم حاجتها الشديدة له ، والزوجة الصغيرة لا تريد الفشل بل تريد الاستقرار والسعادة ولكنها وضعت في موقف لم تستعد ولم تعد له ، تقول سوف أكون ربة بيت وهي لا تعرف أن هذه مهنة ومهنة شاقة للغاية هي تتصور أنها سوف تمكث في المنزل تنعم بالراحة والتدليل مثل أيام العطلات في بيت أبيها ولا تعرف أنها ستمارس سبع صنايع وتعامل طباع وظروف مختلفة ثم تحمل هم الأطفال ومسئوليات رعايتهم وهي مهمة أكثر من صعبة .
هناك فتيات بدأن الحياة الزوجية بخبرات قليلة وواجهن بشجاعة ظروفا صعبة ونجحن نجاحا باهرا والسبب كامن في خصائصهن الشخصية ، فتيات يمثلن نموذجا رائعا للمرأة المسلمة كما يجب أن تكون في كل الظروف ، فتيات مضمونة مثل الجنيه الذهب ، ولأننا لم نعد نتعامل إلا بالجنيه الورق فقد أضافوا له علامة مائية خفية وغير مرئية تميزه عن العملات الزائفة .
هناك ثلاث علامات أيضا تميز الفتاة الأصيلة وهي علامات غير مظهرية ولكن سلوكية ، كما أنها بسيطة جدا رغم تأثيرها الكبير ، هي لا تنشغل بالقيل والقال ولا تهدر طاقتها وعمرها في كلام لا نفع منه وتوفر جهدها لمهامها ، ثم إنها لا تنشغل كثيرا بالجمال الخارجي وحده بل تستكمله بصفات الأنوثة الحقة من حياء وهدوء ورقة وعطاء والعلامة المميزة والتي هي نتيجة لما سبق هي أن لها أهدافا عليا ومنظومة قيم سامية تحيا في ظلها ، تبدو آمنة مطمئنة بشوشة الوجه تشع جمالا وجاذبية ملائكية في سياج من التدين الحقيقي .
هذه الفتاة تتزوج عازمة علي الاستقرار والنجاح مهما كانت الصعاب ، تحمل بين جنبيها روحا لا تعرف المستحيل ولديها يقين في توفيق الله لها ، و هي تعرف قدر زوجها وتحسن إدارة بيتها فتنجح فيما يخفق فيه غيرها ولذلك فهي لا تفكر في الطلاق ولا تهدد به لأنه علي كل حال شهادة فشل اجتماعي و حدث مؤلم المفروض أن يثير الحزن والألم ويدفع الدمع للعين وليس منطقيا أبدا أن نستقبله بالاحتفال والفرح أو أن نطلق الزغاريد تحية له .