الفصول الأربعة
الشاعر عصري مفارجة
وعـاد الصبح مبتسما ضحوكا
يعانقه الربيـع الطلق جهـرا
تكـون الأرض عاريـة قفارا
فتلبس ثوبك المفتـون زهـرا
ووجهك في الصباح يبثّ سحرا
وفوك يفوح بين النـاس عطرا
كأنّ الكون صورتـه كتـاب
و أنت تخطّ فوق الأرض سطرا
جميـلٌ أنت في كلّ النواحي
أنيـق دافـئ حتّـى تمـرّا
و ضيفٌ مؤنسٌ في كلّ عام
وفصلٌ ممتـعٌ لو دمتَ دهـرا
أرى في مقلتيكَ الخضرِ نفسي
وأجملَ ذكريات العمر ذكرى
الصيف:
فإن مرّ النسيم على جفـوني
تنفّستُ الهوى إذْ قلـتُ شعرا
أحنُّ إلى سكون الليل فيـك
لألقى العاشقـاتِ وهنّ سكرا
وأدخل في سبات النوم ظهرا
إذا اشتدت خدود الشمس حمرا
و أطرب للهوى و الشعر لمّا
أفيق على أصيل الشمس عصرا
الشتاء
:
عجيب ليس يغني عنك شيء
فلولا المـاء كان العيش مـرّا
أرى الأمطار تسعف كالدواء
أديمَ الأرض من جرحٍ تعـرّا
ومن فمها السّما تسقي الترابا
فتحيي الأرض بـرّا ثمّ بحـرا
وتروي مهجة الصحراء حتى
تحوّل باطن الجـرداء نهـرا
الخريف:
أما و اللـه تخجل يا خريفُ
لأنّـك لا تُفائـلُ أو تسـرّا
مجيئك لا يفيد النـاس شيئـا
ولا تجني المنافـع بل تضـرّا
لئيـمٌ تُسقطُ الأوراق موتـى
وتجعلُ صفحة الأثمـار صفرا
قبيـح أنت يا شـؤم الحيـاة
وأقبح منك قولي فيك" عذرا"