نجوم مصرية
منتديات نجوم مصرية المنتدى العام منتدى الحوار العام



تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل




قصة أعجبتني - في حدود علمنا

 

في حدود علمنا (1) ـ إيمان القدوسي

خرج الفتي من قريته في جوف الليل دون أن يعرف لنفسه وجهه ، هو ليس ابن القرية تماما فقد قضي الشطر الأكبر من وقته في المدينة حيث درس حتي أنهي الجامعة ، كان معروفا باهتماماته الأدبية والفكرية حتي حصل علي لقب ( شاعر كلية الآداب ) واليوم وهو يحتفل بحصوله علي الليسانس مع أسرته وفي عز فرحته فاجأه أباه بهدية النجاح كما قال ، شبكة ذهبية يقدمها لفاطمة ابنة عمه وتنازل من قبل الأب له عن إدارة أملاكه وأرضه الزراعية .
تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل



أثار رفض الفتي لتلك العروض السخية وحديثه عن طموحه الأدبي بعيدا عن الأرض والفلاحة ، غضب الأب وحسرة الأم وتحول الاحتفال إلي غم ونكد عندما انفعل الأب وطرد ابنه الذي خرج عن طوعه ، وما كان من الفتي إلا أن انطلق في الطريق بين الحقول والمزارع حتي هاجمه الليل واختلطت عليه السبل فلم يعد يعرف أين هو ولا ماذا يفعل .

توقف يلهث يتلفت يمينا ويسارا حتي لاح له من بعيد ضوء سيارة قادمة فأراد أن يستوقفها ليسأل كيف يصل لأقرب مدينة ليبيت عند صديقه وزميله ليلته والصباح رباح كما يقولون ، توقفت السيارة بمحاذاته وحدق فيه رجلا مهيبا ومخيفا بعض الشئ وبادره بقوله ( تعالي ، اطلع ، ونظر للسائق الذي فتح باب السيارة الخلفي أمامه ) غمغم الفتي شاكرا ولكن الرجل أشاح بوجهه عنه فلم يعطه فرصة للكلام .

فوجئ الفتي أنه جلس في السيارة بجوار سيدتين ، إحداهما في منتصف العمر وتجلس بجوار الباب الآخر أما التي بجانبه فكانت ( ست الحسن والجمال ) التي وصفتها الحواديت ، رغم الظلمة الحالكة وارتدائها السواد وجو الكآبة الذي يخيم علي السيارة ومن فيها ، إلا أن أنوار جمالها كانت تشع مخترقة كل شئ ، لم يكن من الذين ينبهرون بجمال الشكل سريعا وكان يؤمن بحوار وتفاهم الأرواح كمعبر للتوافق ولكن مع هذه الأميرة الأسطورية شعر أن كل الكلام قد قيل بالفعل ولم يعد هناك مجالا سوي للصمت المشحون بالفرحة.

لم يتكلم الفتي كان غارقا في خيال ساحر ولم يعد حتي متأكدا هل هو في حلم أم حقيقة ، كان للفتاة وقارا وثباتا يشي بعمق داخلي وطمأنينة آسرة ، فلم تلتفت يمينا أو يسارا حتي توقفت السيارة أمام بيت عريق تحيطه حديقة موالح صغيرة وسور حديدي يحمل بقايا عز قديم ،نزل الرجل المهيب من السيارة ، ونزلت الحسناء وتابعتها ليدخلا سريعا ، أفاق الفتي من حلمه وأراد أن يقدم الشكر وينصرف ولكن الرجل المهيب بادره بقوله ( أنت ضيفي علي العشاء ) تذكر الفتي وقتها أنه يشعر بالجوع فعلا وقبل الدعوة منساقا ومؤملا في فتح باب للحوار يعرف منه شيئا عن تلك الأسرة الغامضة وإذا وجد فرصة يطلب يد الفتاة لنفسه ويقنع أباه بأن هذه هي بالضبط التي يتمناها وليست فاطمة أبدا .

بعد تناول الطعام استدعي الرجل الفتاة قائلا ( تعالي يا أمل ) جاءت الفتاة تغطيها عباءتها السوداء ، فكشف الرجل عنها العباءة لتبدو عروسا بكامل زينتها ، توجه بحديثه للفتي سائلا إياه : ما رأيك يا … مااسمك ؟
قال الفتي ذاهلا ( أسامة .. اسمي … أسامة عبد الغفور)
قال الرجل وقد تغير وجهه وبدا عليه شيئا من الجنون ، ما رأيك يا أسامة هل تقبل أن تتزوج هذه الفتاة الآن ؟؟
دارت رأس الفتي وانعقد لسانه ولم يحر جوابا .
للقصة بقية .






المقال "قصة أعجبتني - في حدود علمنا" نشر بواسطة: بتاريخ:
riri cat
موضوع متميز كالعاده
قصه فى منتهى الروعه
الاسلوب يمتاز بالسلاسه وانسيابيه الحوار
كما أستوقفتنى هذه الجمله كثيرا


لم يكن من الذين ينبهرون بجمال الشكل سريعا وكان يؤمن بحوار وتفاهم الأرواح كمعبر للتوافق ولكن مع هذه الأميرة الأسطورية شعر أن كل الكلام قد قيل بالفعل ولم يعد هناك مجالا سوي للصمت المشحون بالفرحة.


ان الكاتبه حقا لمتمكنه من الأسلوب
بهذه الجمله البسيطه هيأت لنا الكاتبه جو رومانسى خيالى
كما جعلتنى أشعر بدى جمال هذه الفتاه


اتمنى الا تتاخر علينا يامحمد وتنزل بالباقى
لانها حقا قصه مميزه
lionhmada
موضوع متميز كالعاده
قصه فى منتهى الروعه
الاسلوب يمتاز بالسلاسه وانسيابيه الحوار
كما أستوقفتنى هذه الجمله كثيرا


لم يكن من الذين ينبهرون بجمال الشكل سريعا وكان يؤمن بحوار وتفاهم الأرواح كمعبر للتوافق ولكن مع هذه الأميرة الأسطورية شعر أن كل الكلام قد قيل بالفعل ولم يعد هناك مجالا سوي للصمت المشحون بالفرحة.


ان الكاتبه حقا لمتمكنه من الأسلوب
بهذه الجمله البسيطه هيأت لنا الكاتبه جو رومانسى خيالى
كما جعلتنى أشعر بدى جمال هذه الفتاه


اتمنى الا تتاخر علينا يامحمد وتنزل بالباقى
لانها حقا قصه مميزه
يا مرحبا يا مرحبا
ما شاء الله عليكي متميزة حتي في القرأة

فعلا القصة شدتني لاستخدامها اللغة ببساطة ووضوح
تصدقي انا من الناس دي اللي مش من السهل انبهر بالجمال ممكن اعجب بجمال انسانه
لكن فعلا ما يشدني لاي شخصية كانت فتى اوفتاة الذكاء والقدرة على التفكير واسلوب الحوار
المحترم والذوق في التعامل

متقلقيش هما ثلاث حلقات فقط

شرفني وادخل الي نفسي السعادة مرورك الكريم
استمتعت بردك وتحليلك للقصة

تمنياتي لكي بالتوفيق الدائم
تقبلي تحياتي
riri cat
يا مرحبا يا مرحبا
ما شاء الله عليكي متميزة حتي في القرأة

فعلا القصة شدتني لاستخدامها اللغة ببساطة ووضوح
تصدقي انا من الناس دي اللي مش من السهل انبهر بالجمال ممكن اعجب بجمال انسانه
لكن فعلا ما يشدني لاي شخصية كانت فتى اوفتاة الذكاء والقدرة على التفكير واسلوب الحوار
المحترم والذوق في التعامل

متقلقيش هما ثلاث حلقات فقط

شرفني وادخل الي نفسي السعادة مرورك الكريم
استمتعت بردك وتحليلك للقصة

تمنياتي لكي بالتوفيق الدائم
تقبلي تحياتي

على فكره انامعرفكش شخصيا
بس من ردودك عرفت احلل شخصيتك كويس
وعرفت انك مش من الناس اللى بتنبهر بالمظهر
اد مابتحب الجوهر والمضمون
وطبيعى ان انسان محترم زيك وفائق الفكر يكون بيفكر بالاسلوب ده
واناعن نفسى عمرى ماافكر فى شخص عشان هو جميل
طبعا الله جميل يحب الجمال
بس اناعمرى ماافكر فى جمال الشكل
الاهم الشخصيه والروح
اناهعيش مع راجل يقدر فى وقت الشده يتصرف
نقدر اناوهو نواجه الحياه
لكن لوكان راجل جميل وشخصيته ضعيفه
ساعتها هندم على اختيارى

وفقك اللى يامحمد
واكيد فى انتظار الباقى
وحتى لو ألف حلقه اكيد هتابعها
lionhmada
على فكره انامعرفكش شخصيا
بس من ردودك عرفت احلل شخصيتك كويس
وعرفت انك مش من الناس اللى بتنبهر بالمظهر
اد مابتحب الجوهر والمضمون
وطبيعى ان انسان محترم زيك وفائق الفكر يكون بيفكر بالاسلوب ده
واناعن نفسى عمرى ماافكر فى شخص عشان هو جميل
طبعا الله جميل يحب الجمال
بس اناعمرى ماافكر فى جمال الشكل
الاهم الشخصيه والروح
اناهعيش مع راجل يقدر فى وقت الشده يتصرف
نقدر اناوهو نواجه الحياه
لكن لوكان راجل جميل وشخصيته ضعيفه
ساعتها هندم على اختيارى

وفقك اللى يامحمد
واكيد فى انتظار الباقى
وحتى لو ألف حلقه اكيد هتابعها
شكرا على الإطراء الجامد ده اللي بيدني اكتر من حقي بكتير

وبالنسبه لرأيك هو ده الصح كل شيء ممكن يروح الجمال الفلوس المناصب
وتبقى الدين والاخلاق والشخصية
لو راحوا دول من الانسان ياخدو العزاء فيه احسن

ربنا يكرمك براجل بجد
يعرف ربنا ويتقيه فيك
يقدر يعني ايه مسئولية
يقدر يعني ايه حياة مشتركة
يعرف قيمة الست انها شريكة حياة مش خدامة عند جنابه
يكون يستحق بالفعل كلمة راجل

هههههههههه مش حيكون الف حلقة
مش زي اخر البنات المحترمين بتاعك 200 حلقة يا مفترية ليه ناوية تحوليه مسلسل مكسيكي
بس تصدقي كان نفسي احضرهم حلقة حلقة واعلق واتناقش معاكي على كل حلقة
وانهل من تفكيرك العميق وإطلاعك الواسع

وفقك الله
وكل سنة وانتي بالف خير
عيد ميلاد سعيد
riri cat
شكرا على الإطراء الجامد ده اللي بيدني اكتر من حقي بكتير

وبالنسبه لرأيك هو ده الصح كل شيء ممكن يروح الجمال الفلوس المناصب
وتبقى الدين والاخلاق والشخصية
لو راحوا دول من الانسان ياخدو العزاء فيه احسن

ربنا يكرمك براجل بجد
يعرف ربنا ويتقيه فيك
يقدر يعني ايه مسئولية
يقدر يعني ايه حياة مشتركة
يعرف قيمة الست انها شريكة حياة مش خدامة عند جنابه
يكون يستحق بالفعل كلمة راجل

هههههههههه مش حيكون الف حلقة
مش زي اخر البنات المحترمين بتاعك 200 حلقة يا مفترية ليه ناوية تحوليه مسلسل مكسيكي
بس تصدقي كان نفسي احضرهم حلقة حلقة واعلق واتناقش معاكي على كل حلقة
وانهل من تفكيرك العميق وإطلاعك الواسع

وفقك الله
وكل سنة وانتي بالف خير
عيد ميلاد سعيد

شكرا على الدعوات الجميله دى
انابس عاوزاك تدعيلى الاقى الراجل المتدين ده
لولقيته اكيد هستريح
انابستغرب والله على شباب الايام دى
كل اللى ييجى يتقدم تلاقيه مبيصليش
انابجد بستغرب
عارف لو الزوج متدين
هيراعى ربنافى زوجته فى كل حاجه
وخصوصا لوكان فاهم الدين كويس
اكيد هيعرف يطبقه صح
لان من نعمه الاسلام علينا انه جاء شاملا جميع نواحى الحياه
يعنى لوعرف دينه كويس هيعرف ازاى يبقى نضيف ف بيته
ازاى يصون مراته
ازاى يربى اولاده
وحاجات تانيه كتير
هى دى فعلا الحاجه اللى بتمناها
بس الظاهر كده انى مش لقياها وشكلى هعنس
بس عادى والله
لوملقتش الشخص ده مش هتجوز ابدا
اصل انامخى جزمه على فكره جدا
معلش لوطولت عليك فى النقطه دى


امابقى القصه بتاعتى كنت هحولها مسلسل تركى
ههههههههههههههههه
ياريت والله كنت موجود ايام ماكنت بكتب الحلقات وانزل حلقتين بس فى الاسبوع
بس كنت هتتخنق
ده الاعضاء تعبوا معايا
بس بجد كان نفسى تكون حاضرها معانا من الاول واشوف تعليقاتك وردودك
كنت بكتب جمل معينه وبستنى حد ياخد باله منها
بس للاسف مش بلاقى
الكل كان بيتابع الحلقات عشان يضحك حبتين
وده كان بيضايقنى

وفى النهايه شكرا ليك
وانت طيب وبصحه وسعاده
lionhmada
شكرا على الدعوات الجميله دى
انابس عاوزاك تدعيلى الاقى الراجل المتدين ده
لولقيته اكيد هستريح
انابستغرب والله على شباب الايام دى
كل اللى ييجى يتقدم تلاقيه مبيصليش
انابجد بستغرب
عارف لو الزوج متدين
هيراعى ربنافى زوجته فى كل حاجه
وخصوصا لوكان فاهم الدين كويس
اكيد هيعرف يطبقه صح
لان من نعمه الاسلام علينا انه جاء شاملا جميع نواحى الحياه
يعنى لوعرف دينه كويس هيعرف ازاى يبقى نضيف ف بيته
ازاى يصون مراته
ازاى يربى اولاده
وحاجات تانيه كتير
هى دى فعلا الحاجه اللى بتمناها
بس الظاهر كده انى مش لقياها وشكلى هعنس
بس عادى والله
لوملقتش الشخص ده مش هتجوز ابدا
اصل انامخى جزمه على فكره جدا
معلش لوطولت عليك فى النقطه دى


امابقى القصه بتاعتى كنت هحولها مسلسل تركى
ههههههههههههههههه
ياريت والله كنت موجود ايام ماكنت بكتب الحلقات وانزل حلقتين بس فى الاسبوع
بس كنت هتتخنق
ده الاعضاء تعبوا معايا
بس بجد كان نفسى تكون حاضرها معانا من الاول واشوف تعليقاتك وردودك
كنت بكتب جمل معينه وبستنى حد ياخد باله منها
بس للاسف مش بلاقى
الكل كان بيتابع الحلقات عشان يضحك حبتين
وده كان بيضايقنى

وفى النهايه شكرا ليك
وانت طيب وبصحه وسعاده
إن شاء الله ربنا حيرزقك بالانسان اللي تتمنيه واحسن
ربنا كرمه واسع ورحيم بينا جدا

فعلا انا كنت بستعجب بعد ما قرأ كل حلقة واقرأ الردود
فعلا كان فيه إطراء وشكر وإعجاب بكتاباتك ودي شيء تستحقيه واكثر
لكن القصة فعلا كان خصبه للنقاش
خصوصا انها واقعيه بتدور حوالين سن معظم اعضاء المنتدى بيدور حواليه
وفي موضوع منتشر بكثرة رهيبة
يعني كان المفروض كمية نقاش وشد وجذب غير عادية من الاعضاء اللي مع واللي ضد
وتتكتب تجارب حياتية وقصص شافوها او بيتعاشوها في الردود

بس اللي متاكد منه في النهاية ان الهدف الاساسي الاول والمباشر للقصة وصل للاعضاء
وقدمتي ليهم تجربة حياتية واقعية ومفيدة وعبرة وخاصة للجنس اللطيف

تقبلي تحياتي
lionhmada
في حدود علمنا (2 )ـ إيمان القدوسي

قال الرجل المهيب : ( أعذرك في ترددك بسبب المفاجأة ، ولكني رجل عملي لا أضيع وقتا ، هذه الفتاة من أسرة عريقة إنها ابنة أخي ( علي بك أنور ) وقد تربت وتعلمت في أرقي المدارس كما أن لديها ميراثا طيبا ، ثم وضع يده علي كتفه قائلا بابتسامة ذات مغزي ( ولعلك لاحظت كم هي جميلة ثم بصوت مدغم مثل أمها )
أما لماذا أعرض جوهرة نادرة مثلها علي صعلوك التقطته من الطريق مثلك فهذا شأني وحدي ، والآن لديك خياران إما أن توافق فأحضر المأذون فورا ، أو ترفض فتتجه إلي الباب وتنطلق منه بأقصي سرعتك وتحرص علي ألا أراك بعد ذلك أبدا )

اتجه الفتي بنظره إلي الفتاة فوجدها ترمقه بنظرة ضارعة نبيلة جعلته يقف وقد مد يده لعمها قائلا بثقة ( يشرفني نسبك يا سيدي) ولكن الرجل تجاهل يده الممدودة وخرج صارخا ( سويلم احضر الشيخ عبد الصمد حالا ، أخبره أن مصطفي بك أنور يريده وأيقظه من نومه لوكان نائما كعادته ، لا تعد من غيره إلا لو كان قد سكن قبره )

خيم الصمت للحظات علي الحجرة ، اقتربت الفتاة منه قائلة ( أشكرك علي شهامتك وتبرعك بإنقاذي رغم أنك لا تعرفني ، وأنت في حل من أمري لو كنت لا تريدني )
قال الفتي ( أنت أفضل من أحلامي ولكني لا أفهم )
قالت ( كان جدي رجلا شديد الثراء ، وكان لديه ولدان أبي العاقل البار وعمي مصطفي المتمرد جالب المشاكل ، تزوج أبي من أمي فغار منه عمي وبعد وفاة أبي وأنا طفلة تقدم يطلب أمي لنفسه فرفضته مرارا ، وشاءت الأقدار أن تموت هي أيضا في حادث سيارة ، ويصبح عمي هو ولي أمري ، وقد رباني تربية جافة متشددة ولولا حنان ( دادة زكية ) التي رأيتها معي ما كنت قد احتملت الحياة في كنفه .
فاجأني اليوم بأني مدعوة لحفل زفاف وأمر ( دادة زكية ) بالاهتمام بزينتي ، ذهبنا معه وجلست في وسط النساء ولكن ( دادة زكية ) علمت حقيقة ما يدبره كان هذا الحفل هو حفل زفافي علي صديقه المخيف ( أدهم المرزوقي ) الذي يكبرني بأكثر من ثلاثين عاما وتحفل سيرته بكل السيئات والموبقات ، اقتحمت مجلس الرجال وأخبرت المأذون أنني لم أوكل عمي وأنني أرفض هذه الزيجة ، أغلق الشيخ الطيب دفتره وانصرف وهو يحوقل ، واستشاط عمي غضبا فصفعني وبصق في وجهي ، وبعد أن ركبنا السيارة أقسم ليجعلني أتزوج أول عابر سبيل يلقاه ، قابلنا فتي يسرق كيزان الذرة من الحقول فناداه عمي ولكنه فر هاربا خائفا ، ثم قابلنا ( عم بدر المتسول الأبله ) فاستدعاه عمي ولكنه هرب منه ، حتي قابلناك )
دخل مصطفي بك والشيخ عبد الصمد والشهود وبينما كانت الساعة تقترب من الثالثة صباحا كان أسامة وأمل قد صارا زوجين ، كان واضحا من كلام الشيخ عبد الصمد أنه اعتاد ذلك من مصطفي بك الذي سبق أن استدعاه في أوقات غريبة ليطلق إحدي الزوجات العديدات التي اقترن بهن لفترات قصيرة .
قاد مصطفي بك أسامة وأمل للطابق الثاني وهو يقول ضاحكا ساخرا مزمجرا (ألف مبروك يا عروسة يا بنت الأصول يا بنت درية هانم ، تزوجت عريسا لقطة وجدناه هائما ضائعا بين الحقول) .
للقصة بقية
lionhmada
في حدود علمنا (3) ـ إيمان القدوسي

مرت ثلاث سنوات علي زواج أسامة و أمل ، رزقهما الله خلال تلك الفترة ولدان رائعان ، هاهما يدرجان بجوارهما في شرفة البيت وهما يجلسان وقت المغربية في ليلة صيف يستنشقان عبير زهر البرتقال الذي يعطر الجو بأريجه الجميل .

قال أسامة : سوف يكون محصول الجنينة هذا العام وفيرا بمشيئة الله .
قالت أمل : أصبحت فلاحا وهجرت الشعر أرجو ألا أكون قد أحبطت أحلامك .
قال أسامة : لم أعد أكتب الشعر ولكني صرت أعيشه ، وهذه المعاني تتردد في نفسي كثيرا ، نحن نفكر ونخطط فقط في حدود علمنا ، أما ما يحدث فعلا فهو ما في علم الله ، كثيرا ما نكتشف أخطاء بالغة في تصوراتنا ونجد اختيار الله لنا هو أفضل ما يناسبنا ، عندما وقفت أمام أبي أرفض العمل في الزراعة وأتحدث عن مواهبي الأدبية كنت أفكر في حدود علمي وبما أثارته انفعالاتي اللحظية ولكن ما قدره الله لي كان هو الأفضل .
قالت أمل : هل تقول الحقيقة أم تريد أن تخفي أنك ضحيت من أجلي ؟
قال أسامة : بل هي الحقيقة المجردة ، لقد اكتشفت أنني خلقت لأكون فلاحا ، وحب الأرض يتغلغل في نفسي حتي النخاع ، وقد كنت هكذا دائما كما تربيت علي يد والدي ، ولكن يحدث كثيرا أن يرفض الشاب المهنة السائدة في بيئته وينزع للاختلاف ، كما أن صفة الشاعر والأديب كانت تبدو لي أكثر جاذبية من الفلاح .
قالت أمل : أنا أيضا في تلك الليلة التي قرر فيها عمي تزويجي كنت أتصور أنها أسوأ ليلة في عمري ولكن رحمة الله بي ساقتك إلي طريقي ، لنصبح أسعد الأزواج .
قال أسامة : هل أخبرك بتصريح خطير للوالد الحاج عبد الغفور ، لقد اعترف أن اختياره لفاطمة لم يكن موفقا وأنك أفضل مما تمني لابنه يا بنت الأصول .
دخل مصطفي بك كالعاصفة وهو يقول ( ما شاء الله ، يذكرني هذا المشهد بمجلس أبيك وأمك يا بنت أخي )
قالت أمل : ( أهلا يا عمي تفضل ، لابد أنك لم تتناول قهوتك بعد )
قال مصطفي بك : ( دعيني أعدها اليوم بنفسي ) واتجه للمطبخ .
ـ ـ ـ
جلس مصطفي وأسامة يحتسيان القهوة بينما انشغلت أمل بطفليها في الجنينة وفجأة ناداها مصطفي بك: أمل ، ما هو شعورك حين تعلمين أنك ستربين أطفالك أيتاما مثلما تربيت ؟
صرخت أمل صرخة فزع وجاءت مهرولة تنتزع فنجان القهوة من يد زوجها ولكنها وجدته فارغا ، أمسكت في رقبة عمها وهي تهذي : ماذا فعلت أيها الشيطان ؟ هل دسست له السم في القهوة ؟ هل سبق أن فعلت ذلك مع أبي أيضا ؟ وهل كان موت أمي مدبرا ؟
تخلص منها مصطفي بك بصعوبة وهو يقول : لا تكوني قاسية ، لم أقصد ذلك ولكن شيئا مختلفا تماما ، أنت وزوجك وأطفالك ما زلتم عيالا أبرياء ، لم تروا ذلك الجانب المفزع من الحياة الذي خبرته أنا ، والذي كنت أحميكم من شروره ، لأنني وحدي الذي أعرف كيف أتعامل معه ، كنت قاسيا عليك لتنشأي صلبة قوية ، وأردت أن أزوجك صديقي الثري القادر ليعرف كيف يحميك ، وجن جنوني عندما تحديت إرادتي فأردت معاقبتك ولكن يبدو أن تقديراتي كانت خائبة مثلي .
ارتمي الرجل علي الأرض وهويعاني آلاما وتقلصات حادة ويقول ( سامحني يا أبي ، سامح ابنك العاق ، لقد كنت خائفا مرعوبا دائما من أخطائي وعقابك ، كنت أرتدي كساء القوة لأخفي ضعفي ، وأهدد الآخرين لأن نظرة الرعب في عيونهم كانت تجعلني أشعر بالانتصار ، أبي أنا قادم إليك )
حاول أسامة وأمل إسعافه ، فقال لهم بصوت واهن : ( لا فائدة ، سوف تصبحون من بعدي أيتاما ) ولفظ أنفاسه الأخيرة .
قال تقرير الطبيب أن الوفاة طبيعية وأضاف حاشية بسيطة ( في حدود علمنا )



اسم العضو:
سؤال عشوائي يجب الاجابة عليه

الرسالة:


رابط دائم

مواضيع مشابهة:
حكمه أعجبتني
قصة أعجبتني - نصف جسد

Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة © fmisr.com منتديات نجوم مصرية