للمرة الأولى علّقت قناة (إل بي سي) الفضائية اللبنانية أخيرا على قضية الشاب السعودي مازن عبد الجواد، الذي ظهر عبر تقرير مصور في برنامج «أحمر بالخط العريض»، مما أثار حفيظة الشارع المحلي، رغم تحفظ القناة على الرد حول الاتهامات التي وجهها الشاب ضدها. واستهل أحد المسؤولين في القناة حديثه لـ«الشرق الأوسط» بقوله «لا حول ولا قوة إلا بالله»، متمنيا أن تكون هذه القضية مجرد أزمة تمر بسلام.
وأشار المسؤول بالقناة إلى أن برنامج «أحمر بالخط العريض» لاقى شعبية كبيرة جعلته يستمر للموسم الثاني، الأمر الذي يؤكد عدم صحة ما تردد حول استهدافه للإساءة إلى المجتمع السعودي «على حد قوله».
وقال المسؤول (فضّل عدم ذكر اسمه)، إن مكاتب القناة في السعودية ليس لها علاقة بهذا البرنامج، إذ إنه لم يسبق أن تم استضافة أي شخصية في «أحمر بالخط العريض» عن طريق تلك المكاتب، مؤكدا أنها تختص بالأخبار وبرنامجي «أنت والحدث» و«عيشوا معنا».
وأوضح أنه عادة ما تقوم دعاوى متفرقة ضد قنوات فضائية قبيل شهر رمضان المبارك، ليأتي هذا الموسم بدعوى ضد برنامج «أحمر بالخط العريض».
وأضاف، نأمل أن يكون هذا القرار مؤقتا وليس دائما، ولعلها تكون آخر أزمة تمر بها القناة رغم أن القضية تعتبر معقدة بعض الشيء.
وكانت وزارة الثقافة والإعلام أعلنت صباح أول من أمس اغلاق مكتب قناة (إل بي سي) اللبنانية في جدة بالإضافة إلى باقي مكاتبها في مختلف المناطق السعودية، إلى جانب أن ذلك التوجيه موجّها لإمارات المناطق التي تقوم بالتنسيق معها الوزارة نفسها.
وأكد مصدر مسؤول في وزارة الثقافة والإعلام (فضّل عدم ذكر اسمه) خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن قرار إغلاق مكاتب قناة (إل بي سي) اللبنانية في كل من الرياض وجدة سيتم تطبيقه بشكل رسمي، وذلك على خلفية قضية مازن عبد الجواد الذي ظهر عبر تقرير مصوّر من خلال برنامج «أحمر بالخط العريض».
من جهته أشار عبد الرحمن الهزّاع وكيل الوزارة المساعد للإعلام الداخلي والمتحدث الرسمي باسم وزارة الثقافة والإعلام، إلى أنه لم يأت شيء حتى الآن بخصوص مكتب القناة في الرياض. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن مكتب القناة في جدة كان يعمل دون ترخيص رسمي من قبل الوزارة، غير أن قرار إغلاقه جاء نتيجة أكثر من مخالفة تأتي ضمن إطار قضية برنامج «أحمر بالخط العريض» إلى جانب العمل بشكل غير رسمي.
وأوضح أن وزارة الثقافة والإعلام لا تهتم بتخصص عمل المكتب، لا سيما أنه يحمل اسم القناة ويمثّلها في السعودية، لافتا إلى أنه لم يأت رد حتى الآن من إدارة قناة (إل بي سي) على هذا القرار.
وأضاف «تعد القضية عامة كونها تحمل إساءة للبلد، إذ إن أي قناة تسيء إلى السعودية لابد أن تحاسب وفق الأنظمة والقوانين، الخاصة بأنظمة المطبوعات والنشر»، مبيّنا أن قرار إغلاق مكتب القناة في الرياض عائد إلى الجهات المختصة.
بينما أكد حامد آل عثمان المشرف على مكتب فن الألوان الحديثة ووكيل قناة (إل بي سي) اللبنانية للبرامج السعودية أن برنامج «أحمر بالخط العريض» لا يتبع لإدارة البرامج السعودية التابعة للقناة، وإنما يعتبر برنامجا عربيا. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن إدارة البرامج السعودية تدير الأخبار وبرنامجي «أنت والحدث» و«عيشوا معنا»، غير أن «أحمر بالخط العريض» له معدون خارجيون يقومون بإرسال تقاريرهم مباشرة إلى بيروت دون اللجوء لمكاتب القناة في السعودية، موضحا أن منتجة تقارير هذا البرنامج تتم في لبنان. وأفاد بأنه تم إنتاج أكثر من 700 تقرير مصوّر خلال 3 سنوات لم تلق أي معارضة أو إشكالية من قبل الجهات المعنية باعتبارها وفق أنظمة البلد، والتي يتم إرسالها عن طريق مكتب القناة في جدة إلى إدارة البرامج السعودية المسؤولة عن تلك التقارير.
وأضاف، لا يزال مراسلو قناة (إل بي سي) اللبنانية في السعودية يمارسون عملهم على التقارير المعدّة في السابق إلى حين انتظار توجيه معين، خاصة أنه لم يتم التوجيه بإيقاف تقارير البرامج السعودية أو إيقاف بث القناة نفسها في البلد، لافتا إلى أنه لم يتلق أي أمر بذلك من وزارة الثقافة والإعلام.