رغم عدم اعتياد المصريين على الزلازل، ورغم الهلع الذي تخلقه الكلمة داخل نفس كل مصري عاش مأساة زلزال 1992، استقبل المصريون على مواقع التواصل الاجتماعي زلزالا ضرب بلادهم الجمعة الماضية بالكثير من السخرية واطلاق النكات، وحرص كثير منهم على استغلال الشعارات الثورية المنتشرة في مصر عقب ثورة 25 يناير للحديث عن الزلزال.
فعلى موقع "فيس بوك" أنشأ المصريون نحو ثلاثين صفحة، أغلبها كان يدور حول عدم الشعور بالزلزال لتركيز الشعب يومها على مظاهرات "جمعة إنقاذ الثورة" والتي كانت أول دعوة لمظاهرات مليونية عقب تعيين حكومة عصام شرف، وكانت أكبر المجموعات جذبا للأعضاء بعنوان "الزلزال اللي محستش بيه" والتي ظهرت بعد حدوث الزلزال الذي قدرت قوته بـ5.7 على مقياس ريختر بأقل من ساعة.
ما دفع الأعضاء المشاركين للاستغراب من سرعة إنشأها, التعليقات الطريفة على عدم الشعور بالزلزال بدأت بقول أحد الأعضاء "بالنسبه للمحافظات اللي محصلش فيها زلزال إن شاء الله هيتعاد بالليل الساعه 9"، وكأنه فيلم تليفزيوني، وآخر ربط الزلزال بالعقيد الليبي الذي يواجه ثورة مسلحة للإطاحة به قائلا "أعلن القذافي منذ قليل مسؤوليته عن الزلزال ويتوعد مصر بالمزيد" كرد على دعم مصر للثورة الشعبية في شرق ليبيا.
أغنية حمادة هلال عن شهداء ثورة مصر والتي كان مطلعها يقول "شهداء 25 يناير .. ماتوا في أحداث يناير" كان لها نصيب من الصفحة إذ كتب عضو "زلزال 1 إبريل .. حصل في شهر إبريل"، وليس وحده هلال من كان محور تندر أهل الصفحة، بل تذكر أحدهم البيانات المضللة التي كان ينشرها التليفزيون المصري الحكومي عن الثورة في مطلعها وحينما كان الرئيس المخلوع حسني مبارك في السلطة.
إذ كتب أحدهم "التلفزيون المصري ينفي وقوع أي هزات أرضية، ويهيب بالسادة المواطنين عدم نشر هذه الإشاعات المغرضة", آخر حاكى شعارات الثورة قائلا "الجمعة المقبلة مظاهرة مليونية لإعادة الزلزال"، ورد عليه عضو آخر بأن التليفزيون المصري أرجع سبب الزلزال إلى أن"المتظاهرين في التحرير كانوا بيتنططوا (يقفزون)".
لكن آخر حمل مسؤولية الزلزال لجماعة الإخوان المسلمين وللجماعات السلفية الدينية قائلا "ماحدث ماهو إلا تهديد وإنذار لكل من تسول له نفسه الإساءة للجماعتين فللجماعتين تأثير كبير وثقل على أرض الواقع حيث أنه وفي وقت واحد وبترتيب مسبق قام اعضاء الجماعتين بضرب الأرض بقدم واحدة فنتج عن ذلك هزة أرضية".
الرئيس مبارك ظهر في تعليقات الأعضاء كذلك، فكتب أحدهم "الشعب يسأل لماذا لم يصل الزلزال إلى شرم الشيخ؟ وهل هناك أياد خفية في الموضوع؟" في إشارة لمحل الإقامة الجبرية لمبارك في المدينة الساحلية بشبه جزيرة سيناء، وسخر آخر من صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق والذي كان أحد أبرز رجال مبارك قائلا "صفوت الشريف يؤكد: مصر ليست اليابان".
في استرجاع لتصريح للشريف قال فيه قبل الثورة إن مصر ليست تونس ومبارك ليس مثل زين العابدين بن علي، عضو آخر استمر في ربط الزلزال بالنظام المنهار قائلا "نقلا عن الجزيرة الحزب الوطني و بقايا النظام يستعينوا بالزلزال لهز ثقة الشعب بالحكومة الجديدة".
وتفرعت من الصفحة صفحات أخرى أقل عددا في الأعضاء لكن مع تحديد أكثر في عنوان الصفحة مثل "الشعب يريد إعادة الزلزال"، و"احنا بتوع الزلزال"، و"الزلزال مايزال في بيتي"، و"الراجل اللي واقف ورا الزلزال" على غرار "الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان"، و"الزلزال كان كدبة إبريل من الجيش".