تأليف/ رضا الهجرسى
الخلع : الثالث
خلعوك ......يا سى السيد
__________________
جلس قاضينا على المنصة فرحا مستبشرا ..لنجاحة بالتوفيق بين الأزواج.. فى معظم قضايا الخلع التى عرضت علية ..ونظر الى
الحاجب مبتسما ..
القاضى: عندنا كام قضية خلع النهاردة ..يا بنى .
الحاجب: عندنا أربعة ..يا باشا ..
القاضى: هه ..ربنا يقدرنا .ونوفق بينهم ..أندة يا بنى ع القضية الأولى
الحاجب
ينادى بصوت عالى ) .محكمة ..القضية الأولى ..المرفوعةمن السيدة..محفوظة على عبد الرحمن لخلع.. السيد..
السيد ياسين السيد عبد الجواد ..
القاضى: الاسم دة مش غريب على ودانى ..السيد ياسين ...
السيد عبد الجواد ..
لفت نظر قاضينا فى أخر القاعة ..شاب وسيم تخطى العشرين من عمرة ..وهو يساعد سيدة تخطت الخمسين من عمرها وهى سمينة الجسم بشكل ملحوظ ..على الوقوف ويحاول أن يشجعها....
والسيدة ترتدى يشمك على وجهها ..من التى كانت ترتدية... سيدات الثلاثينات ..وهى ترفض التوجة الى المنصة ويشدها الشاب مشجعا اياها ..وعندما وقفت أمام القاضى ..
القاضى : أرفعى يا ست محفوظة اليشمك عشان اتأكد من شخصيتك ..
محفوظة: يا لهوى ..مقدرش يا خويا ..دة كان قطعنى ..وبالقليلة ..كان
طلقنى فيها ..قال أقلع اليشمك ..قال ..
القاضى: مين دة يا ستى ..اللى حيقطعك ..ويطلقك..
محفوظة: سى السيد ..يا خويا ..
القاضى: سى السيد اللى أنتى جاية تخلعية ..خايفة يطلقك ..
ما يطلقك.. ويريحنا ..
محفوظة: بعد الشر يا خويا ..فال اللة ولا فالك ..
القاضى: أنتى حتجننيى يا ولية أنتى ..ما تكلم ..يا استاذ ..أنت مش
المحامى بتاعها برضة ..فين التوكيل اللى معاك ..
فهمى: لا يا سيادة القاضى .أنا مش محامى ..أنا أبنها البكرى ..فهمى ..
ولسة سيادتك فى السنة النهائية ..فى كلية الحقوق..
القاضى: أسمك فهمى ..دة كدة كملت...و فين سى السيد..
يقف رجل تخطى الخمسين.وسيم.رشيق..يهتم بملابسة بطريقةواضحة
سيد: موجود يا باشا وتحت أمر معاليك ..
ينظر الية القاضى بأعجاب ..
القاضى: فهمنى الأول ..أية تركيبة الأسماء ..الغريبة دى...
أنت أسمك ..السيد وأبوك ياسين ..وجدك السيد عبدالجواد
وأبنك أسمة فهمى ..يعنى أنت مؤمن قوى بسى السيد ..
يا حاج.. ما راحت أيام سى السيد..ومهيش راجعة تانى..
سيد: لا يا باشا ..أنا فعلا ..أبن ياسين ..وحفيد سى السيد..
القاضى : فعلا أنت حفيد سى السيد عبد الجواد ..
سيد: أأكد لمعاليك ..أنى حفيدة ..
القاضى: ومالك نافش ريشك كدة ..دة أنت بتتخلع.. ياسى السيد ..
دة زمان جدك ..بيتقلى فى تربتة م الغيظ والقهر ..المهم ..
أنتى يا ست محفوظة عايزة ..تخلعى سى السيد لية..
هو مقصر معاكى كزوج ..بيعاملك وحش .
.مبيصرفش عليكى وعلى ولادة ..بيضربك ..
محفوظة: يا لهوى سى السيد ..يعمل كدة ..دة مفيش قلب أحن
من قلب سى السيد.. علية وعلى ولادى..وعمرة ما
قصر معايا..يا لهوى قول كلام غير دة يا خويا ..
دة سى السيد يتحط ع الجرح يطيب ..دة زى النسمة..
القاضى: اللة وأكبر ..بعد الكلام الحلو دة كلة ..عايزة تخلعية لية
محفوظة: عشان ميجوزش علية يا خويا ..الواد فهمى مفهنى كدة
القاضى: أنت بتكدب من دلوقتى ولسة متخرجتش ..طب أستنى ..
أما تتخرج و تبقى محامى وبعدين أكدب ..
فهمى: أعمل أية بس يا باشا ..معيشنى أنا وخواتى فى جو التلاتينات
أمى دى مشفتش الشارع من سنين ..أخواتى البنات لازم يلبسوا يشمك وهما رايحين مدارسهم ..أتفقنا أنا وخواتى البنات نخلعة ..
عشان نعيش ذى أصحابنا ونجيب كمبيوتر ونخش ع النت
بأة ونشوف الدنيا ..
القاضى: يعنى يا ست محفوظة أنتى مش فاهمة يعنى أية خلع ..
وأنت يا فهمى أنت وخواتك اللى عايزين تخلعوا أبوكوا
عشان أخواتك يخلعوا اليشمك.وأنت تدخل ع النت..ما تشوف
النت برة يا اخى.. وخواتك يخلعوا وهما رايحين المدرسة
فهمى: ما هو دة اللى بيحصل .. سيادتك ..
سيد: يا أبن الكلب ..يعنى بتخمونى ..أنت وخواتك ..طب صبرك علية
القاضى: خف شوية على ولادك يا عم سيد أحنا فى الألفية التالتة ..
وسى السيد راحت وراحت أيامة ..وانتى يا ست محفوظة
لازم تعرفى أن الخلع ذى الطلاق ..بس الفرق أن أنتى ..
اللى بتطلقية ..مش هو اللى بيطلقك ..أنتى عايزة تطلقية..
محفوظة: يا لهوى ..لا عشت ولا كنت ..لما أعمل كدة ..سمحنى
يا سى السيد العيال ضحكوا علية يا خويا وقالولى أنك..ناوى
تجوز عليا ..وأن الخلع مش حيخليك تعرف تتجوز عليا
سيد فى عنجهية
سيد: طيب ..طيب ..يالا أتنازلى ..وأنت يا فهمى ..حسابنا فى البيت.
محفوظة: طبعا يا خويا متنازلة ..الا مرة تطلق راجلها وأبوعيالها .
.بطلودة وأسمعودة ..دة أحنا فى زمن العجايب يا ولاد ..
يشير القاضى للكاتب ..
القاضى: أكتب يا بنى تنازل الست محفوظة ومضيها علية ..
محفوظة: أنا ببصم ..يا خويا ..
بعد أن تبصم تغادر القاعة هى وأبنها ..ويجلس سيد فى مكانة
وينظر القاضى لة بأستغراب ..ويطلب من الحاجب أن ينادى
على القضية ..
الحاجب: القضية التانية ..المرفوعة من السيدة ..دلال محمود العطار
لخلع السيد..السيد ياسين عبدالجواد..
القاضى: عشان كدة قعدت ..
تتجة الى المنصة.. سيدة تخطت الأربعين من عمرها ..رشيقة . .ترتدى..حجاب ..تظهر على ملامحها علامات الذكاء ..ومعها
رجل تخطى الخمسين من عمرة ..يناول القاضى ورقة ..
مصطفى: مصطفى درويش المحامى .حاضر مع السيدة دلال..
القاضى: قرب عندى هنا ..يا سى السيد ..عشان كدة فضلت قاعد..
يقترب سيد وقد بدى علية الأحراج والأرتباك
سيد: أعمل أية بس معاليك ..النسوان أتجننت ..واللة ما عارف ..
أأقول لمعاليك أية ..
القاضى: لا تقول ولا تعيد ..اللة يكسفك يا شيخ ..أيوة يا ست دلال
عايز أسمعك ..بعد أذن المحامى بتاعك ..عايزة تخلعى
سى السيد لية ..أنتى كمان ..أنتى باين عليكى ست ذكية
دلال: أنا سيادتك معايا ..بكالوريوس تجارة ..والمرحوم جوزى
الأولانى ..ورث محل العطارة من بعد موت أبوة ..وبعد
موتة ..أضطريت أأقف ..فية ..وكان قريب من محلة..
ومسكنى فى الروحة والجية ...
باحبك يا أبيض ..توبنا الى اللة ..حنوا ع المتيم الغلبان.
القاضى: حنوا ع المتيم الغلبان ..دى جديدة يا سيد..
سيد: ما هو لازم نجدد برضة.. معاليك ..
القاضى: لا جديدة ..وبعدين يا ست دلال ..
دلال: أأقولك الحق سيادتك .قلبى رق لة .وأشترطت علية... أن جوازنا يفضل فى السر عشان أهل جوزى ..وأم عيالة وعيالة ميعرفوش..وكان شرطى التانى ..أنة ميجوزش علية ..
وعلى أم العيال تانى... وصلتنى أخبار مؤكدة ..أنة أجوز علية ..فصممت ع الطلاق
وهو رفض وأنكر ..فقلت أخلعة ..وأرجع أقف فى محل ..
جوزى اللى كان ضفرة برقابتة ..وعمرة ما وعد وخلف
فى وعدة ..وكان راجل بحق وحقيق ..مش منظر ع الفاضى
سيد: عيب قوى اللى بتقولية دة..يا دلال ..أنتى عارفة أنى راجل ومن
ضهر راجل ..وجدى سى السيد كلمتة ذى السيف ..
دلال: من ضهر راجل ..يا خى أتلهى على عينك ..هو أبوك ياسين
النسونجى ..اللى كان بيريل على أى مرة لابسة يشمك ..
وبملاية لف...تسمية راجل..ولا جدك.أبو وشين..اللي فى البيت
سى السيد الأسد ..وبرة هلاس وخمورجى ..مش دول ..
الرجالة اللى جاى من ضهرهم ..
القاضى: كفاية كدة يا ست دلال ..أنتى كسفتينى أنا وكل الرجالة.. . . . ولو مصممة ع الخلع ..أنا حخلعهولك ..
دلال: طبعا مصممة يا حضرة القاضى ..لأنة نزل من عينى خلاص ..
القاضى: الحكم بالخلع الجلسة الجاية ..وأعتبرية أتخلع..وأتفضلوا
خلونا نشوف القاضيتين اللى باقيين..
يلاحظ القاضى أن سيد لم يغادر القاعة ..وينظر الى الحاجب
الحاجب: القضية التالتة المرفوعة من السيدة ..أمينة على الشبكشى
لخلع ...
يقاطعة القاضى..
القاضى: أكيد لخلع السيد ياسين السيد عبد الجواد ..
الحاجب: اللة وأكبر سعادتك ..وسيادتك عرفت أزاى ..
القاضى: ما هى باينة يا بنى ..بدال قعد ..تعالى يا سى السيد تعالى
متكسفش ..ما هو اليوم يومك النهاردة ..
سيد: واللة معاليك ..أنا وشى منك فى الأرض ..
القاضى: واللة أنت اللى حطيت وش الرجالة كلها فى الأرض ..
تقترب فتاة فى العشرين من عمرها ..جميلة ممشوقة القوام
تلبس الحجاب ..تتحرك بحيوية ونشاط بنات الحوارى..
القاضى: قربى يا ست ..أمينة ..كدة بقى الأسامى ..كملت ..
أحكيلى بأة عايزة تخلعى ..سى السيد لية ..
أمينة : يا ختى بلا نيلة ..قال سى السيد قال ..الراجل يا خويا ..
دخل علينا بالحنجل والمنجل ..وكل مخ أبويا وأمى ..
وكل ما أروح عندة الوكالة أجيب بضاعة لمحل أبويا .
يحلف ميت يمين ما ياخد تمنها.. ويفضل يقولى ..
القاضى: عارفها دى ...دى بضاعة أتلفها الهوى..
أمينة: اللة.دة كلكوا .تفين فى بق بعض بأة ..ما أنتوا صنف واحد ..
الحاجب: أحترمى نفسك يا ولية ..وأنتى بتكلمى سيادة القاضى
وألا حيحبسك ..
القاضى وقد أحمر وجهه خجلا ..
القاضى: جبت لنا الكلام يا سى السيد ..الصنف المرة دى مش هو
يا سيد ..المهم يا ستى أنتي عايزة تخلعية لية ..
أمينة: أعذرنى يا خويا أنا جاهلة وفهمى على قدى ..ومدب كدة
فى الكلام ..أوعى تكون زعلت منى ومتخلعوش..دة ضحك
علينا وفهمنى أن أنا أول بختة..قلت يا بت حتورثى أنتى
وعيالك الوكالة وأهو راجل عجوز فاضل لة كام سنة ويودع..
وعيش أنا وعيالى فى العزدة كلة بعد ما يودع ..يقوم ولاد الحلال
يعرفوا أبويا ..أنة متجوز أتنين قبلى ..وعندة عيال يسدوا عين
الشمس ..يبقى يتخلع ولا ميتخلعش..أحكم أنت يا قاضى..
سيد: أموت وعرف ولاد الحلال دول ..اللى جرسنونى وفضحونى
القاضى يشير للسيد أن يقترب منة ويكلمة همسا فى أذنية
القاضى: أنا حخلعك ..لمصلحتك ومصلحة أم عيالك وعيالك
وبطل رمرمة ..وأنتبة لعيالك ..وأخرج بأة من عباية جدك ..
وأعرف أن الزمن أتغير ..
وعايزك تصارحنى ..الخلع الرابع.. تبعك برضة ..
سيد: لا معاليك ..خلاص ..هما التلاتة دول وبس ..
القاضى: الحمدللة ..يعنى حنشوف وجوة جديدة ..أكتب يا بنى
الحكم الجلسة الجاية ..ومتخافيش يا ست أمينة..
سى السيد مخلوع ...مخلوع ..أندة يا بنى ع القضية
الرابعة والأخيرة ..
يغادر السيد قاعة المحكمة
الحاجب: القضية الرابعة ..المرفوعة من السيدة جليلة مسعود الدهل
لخلع ..
يتوقف الحاجب
القاضى: أية يا بنى وقفت لية ..
الحاجب : أصل مش معقولة سيادتك ..هو برضة ..
السيد ياسين السيد عبد الجواد ..
القاضى: أتأكد يا بنى ..
الحاجب: دة المكتوب ..فى ملف القضية ..
القاضى: طب ألحقة ..بسرعة وهاتة.
تتقدم فى أتجاة المنصة امرأة ملفوفة العود تتحرك بميوعة
تلبس يشمك على وجهها وملاءة لف ..التى كانت تلبسها
بنات البلد الى وقت قريب ..
يدخل بعدها سيد ويسحبة الحاجب من يدة الى المنصة
سيد: خير معاليك ..
القاضى : أنت يا راجل.. مش قلت لى ..أنهم تلاتة بس ..
سيد: أيوة معاليك ..
يشير القاضى الى جليلة ..
القاضى: امال مين دى .
سيد: معرفش معاليك ..
ترفع جليلة اليشمك من على وجهها ..وتنزع الملاءة ..وتظهر
ملابسها وهى بدلة رقص شرقية..وترقص أمام القاضى ..
جليلة: هه ..عرفتنى دلوقتى يا سى السيد..
يحمر وجة سيد خجلا ويطأطأ رأسة..
القاضى: هه ..عرفتها دلوقتى..يا سى السيد..قولى دى الرابعة
سيد: الرابعة معاليك ...
جليلة: هو يقدر ينكر ..دة أنا كنت دبيت صوابعى فى عنية ..
سيد: لية يا جليلة عملتى كدة ..بعد الحب الكبير اللى كان بينا..
جليلة: حب أية ..يا موكوس أنت ..بأة أنا جليلة اللى كبارات البلد
كلها بيترموا تحت رجلية..حبص لك..يا معفن أنت ..يا بن
ياسين المعفن ..وحفيد أكبر هلاس ونسونجى ..
القاضى: أرجوكى يا ست جليلة تحافظى على ملافظك ..ومتنسيش
أنك فى محكمة ..وقوليلى عايزة تخلعى المعفن ..يوووة
عايزة تخلعى سيد لية ..
جليلة: شوف يا قاضى ..أنا حجيبهالك كدة على ..بلاطة ..أنا عملت
اللالى عشان أتجوزة ..وفهمتة أن أنا ست بيت محترمة ..
وعايزة أشغل فلوسى فى تجارتة ..طب الجردل وريل ..
ذى أبوة وجدة ..وتجوزنى ..وهو ميعرفش أنى صاحبة
أكبر كبارية فى شارع الهرم ..وأنا اللى فضحتة عند
نسوانة ..أنة متجوز عليهم ..وبعت لابنة البكرى ..وأديتة
فلوس و أغريتة بالبنات اللى عندى ..لو خلى أمة تخلع أبوة
وزى ما بيقولوا ..العرق يمد لسابع جد ..
الواد طلع أعفن من أبوة .. وسحب أمة على عماها ..
وأنا اللى بلغت مراتة التانية والتالتة ..أنة مجوز عليهم ..
سيد: طب والحب اللى كان بينا ..
جليلة: حب أية يا مخبل أنت ..
القاضى: طب فهمينى أنا يا ست جليلة ..أنتى عملتى كل دة لية..
فى غل وحقد ردت علية جليلة..
جليلة: دة تار بايت من سنين طويلة ..
القاضى: تار بايت من سنين ..أنت عملتلها أية يا سيد ..
جليلة: لا مش الخرع دة اللى عمل..
دة جدة سى السيد الكبير..اللى خد جدتى جليلة لحم ..
ورماها عضم وسابها... وراح لزبيدة العالمة.. . حلفت على قبرها ..أخد بتارها ..من الدهل دة..
( نهاية الخلع الثالث)