الخلع عليك هو المكتوب..يا ولدى
تأليف / رضا الهجرسى
الخلع الخامس
خلع ..فى التاسع
___________
جلس قاضينا على مكتبة ويدخل علية الكاتب ويلقى بتحية الصباح
ويضع ملف مفتوح أمامة.. يدخل خلفة عم خليل فراش المكتب حاملا صينية عليها فنجان قهوة وكوب من الماء ..يضعهم أمامة ..
خليل : صباح الخير يا فندم ..قهوة سيادتك المظبوطة ..
القاضى:تسلم أيدك ..يا عم خليل ..
الكاتب: دى سيادتك ..قضية خلع النهاردة ..ودى حسب طلب السيدة
الخالعة ..أنها تكون جلسة سرية ..
القاضى: أأة..أنا بخاف قوى من الجلسات السرية ..بسمع فيها كلام
وبلاوى ..تغم النفس ..كل واحد منهم يفضل يتهم التانى
بحاجات تأرف ..ومتعرفش مين فيهم ..الصادق ومين
الكداب ..جاهزين برة ..
الكاتب: جاهزين سيادتك ..على ما تخلص قهوة سعادتك ..
القاضى : خمس دقايق ..ودخلهم ..
يفتح الباب فجأة ..وتدخل أمرأة بطنها منتفخة أمامها بشكل
كبير.وهى فتاة فى العشرين من عمرها.متوسطة الجمال..
تتحرك بصعوبة وتتأوة فى ألم وهى ثريا.. طالبة الخلع..
تسندها من يدها اليمنى أمرأة تخطت الخمسين ..ذات صحة
مفرطة ..وهى أم ثريا ..
ومن يدها اليسرى فتاة ..فى الخامسة عشر ..وهى كوثر أخت
ثريا ..والثلاثة ..يرتدون ملابس حمراء ..بشكل فاقع ..
وتوجه الموكب الأحمر ..الى الفوتية ..وتمددت علية ثريا وهى
ما زالت تتأوة ..وقاضينا ينظر اليهم بذهول تام ..دون أن يحرك
ساكنا ..حاول الكاتب أخراجهم ..ولكن أوقفة قاضينا ..بأشارة..
من يدة ..وبعد أن تمددت ثريا على الفوتية ..توجهت أم ثريا الى
قاضينا ..وجلست أمامة على مكتبة وهى تلهث ..وبعد أن التقطت
أنفاسها ..تنظر الى قاضينا وهو ما زال فاغرا فمة فى ذهول..
أم ثريا: مش برضة يا خويا ..القاضى اللى بيخلع ..
القاضى: ههه..أة ..أة ..أنا يا خويا ..القاضى اللى ..بيخلع ..
أم ثريا: طب أخلعهلنا يسترك ..قبل القرن ما يطش ..
القاضى : قرن مين اللى يطش ..
أم ثريا : سلامة الشوف يا خويا..قرن بنتى...ثريا ..
أنت مش شايفها قدامك بتنازع ..والقرن خلاص حيطش..
القاضى: أيوة يا ست أم ثريا..بس هنا محكمة ..مش مستشفى ولادة.
أم ثريا: أيوة يا خويا ..ما أحنا عارفين ..وعشان كدة ..جينالك ..
تخلعة ..وبعدين تولد ..يسترك بسرعة ..عشان نوديها ....
المستشفى قبل ..
القاضى : عارف ..قبل القرن ما يطش ..أيوة يا ست أم ثريا بس ..
كان المفروض ..تجبيها بعد القرن ما يطش وتولد ...
وتسترد عافيتها ..وبعدين تيجى ..تخلعة ..
أم ثريا : لا ..أبوس أيدك ..لازم يتخلع ..قبل ما تولد ..والواد ييجى
القاضى: لا بأة ..لازم تفهمينى الحكاية ..وبسرعة قبل القرن ما يطش
فى مكتبى ..وتبقى حوسة ..ما يعلم بيها الا ربنا ..
أم ثريا : أأقولك يا خويا ..بأة جوزى اللة يرحمة ويبشبش الطوبة اللى
تحت دماغة ..
تصرخ ثريا
القاضى : اللة يرحمة يا ستى ..أختصرى اللة يخليكى ..قبل ما يطش
أم ثريا: متخافش كدة يا خويا ..ويبقى قلبك رهيف ..دة كل نسوان العيلة والدة على أيدى..المهم جوزى ساب لنا ..أنا والبنتين دول بيت من دورين ..والبدروم اللى تحت بنأجرة ..دخل علينا السمسارومعاة المنيل القاضى :أكيد..المنيل دة .يبقى جوزها..المطلوب خلعة..
أم ثريا: اللة ينور عليك..أن جيت للحق..الواد دخل دخلة تشرح القلب
الحزين..لابس أحمر فى أحمر..وجزمتة حمرة ..وشرابة أحمر
و شعرة صبغة أحمر ..حتى فانلتة اللى تحت قميصة حمرا..
وماسك علم أحمر فى أيدة ..
القاضى: علم أحمر ..دة علم روسيا دة والا أية ..
أم ثريا : لايا خويا ..دة علم الأهلى ..سلامة عقلك ..
القاضى: عقلى..سيبك من عقلى دلوقتى..اللى حيطش هو كمان ..كملى.
أم ثريا: ما حاكم ..جوزى ..اللة يرحمة كان ..كبير مشجعى الأهلى فى
المنطقة كلها ..ومربى البنتين ..على حب اللون الأحمر ..
القاضى:أةةةة..عشان كدة لابسين ..أحمر فى أحمر..كملى..
أم ثريا: اللة ينور عليك ..قبل ما يموت جابنى أنا والبنين وحلفنا ...
ع المصحف ..ما دخل زملكاوى البيت ..ولا جوز بناتى ..
الا بعد ما أتأكد أنة أهلاوى متأصل أبا عن جد..
القاضى: وأية اللى حصل يا ستى ..الراجل جاى لكم وهو..لابس
أحمر فى أحمر ..وماسك علم أحمر ..فين المشكلة..
أم ثريا : أسكت..مش أنكشف وطلع ..زملكاوى مأصل ..
القاضى: وعرفتوا ..أزاى ..
أم ثريا: ما الأول كان مفهمنا ..أنة يتيم ومقطوع من شجرة ..قلنا
بدال أهلاوى .يبقى أحنا عيلتة وناسة ..من عشر تيام جت
تسأل علية ست كبيرة ..وأتضح أنها أمة ..وكان مخبى عليها
أنة أتجوز ..
القاضى: ولية خبى على أمة ..
أم ثريا: ما هو أنا قعدت.أدحلبها فى الكلام لحد ما جبت قرارة وعرفنا
أنة كداب.وضحك علينا.وأنة زملكاوي متأصل أبا عن جد..وأن
أبوة كان كبير الزملكاوية فى الدقهلية كلها .وأنة بأة الكبير بعد
موت أبوة ..شفت المصيبة ..
القاضى: دى مصيبة فعلا ..طب يا ستى ما تدولة ..فرصة ..جايز يغير
يغير مع الزمن ..ويبقى ..أهلاوى ..العشرة بتغير برضة..
أم ثريا : ما هو ولاد الحلال.أدخلوا.وقالوا نفس الكلام.ورضينا بكلامهم
أنا والبت ...
القاضى : طب الحمدللة ..لية بأة ..غيرتوا رأيكوا .وعايزين تخلعوة ..
ومش تخلعوة وبس ..دة قبل القرن ما يطش كمان..
أم ثريا: ما هو دة يثبت لك..أن الزملكاوية مالهمش كلمة..يعنى شوف
أحنا يا أهلاوية ..فوتنالة ..كدبة وغشة وقبلنا نعاشرة وهو
زملكاوى.. وحطينا على قلبنا حجر صوان ..أنا وبنتى ..
شفت أصالة الأهلاوية ..وقلبهم الكبير..
يرد عليها فى أستهزاء
القاضى: لا طبعا مشفتش.. يا أهلاوية ..يا أصيلة ..وبعدين..خلصى..
أم ثريا: بعد التضحية الكبيرة دى ..يقوم الزملكاوى الخسيس ..يصمم
يسمى أبنة ...شيكابالا..شفت قلة أصل أكتر من كدة ..
وهنا تصرخ ثريا صراخا عاليا ..وتصرخ أختها ..
الأخت: ألحقينى يامة ..القرن طش ..
تجرى الأم ويجرى قاضينا نحو ثريا ..فتمسكة من شعرة وهى
فى صراخ متواصل ..ويدخل عم خليل وينقذ قاضينا من بين
يدى ثريا الممسكة بة بشدة ..وتصرخ أم ثريا فى وجة قاضينا
أم ثريا : ألحقونا ..ببطانية ولا ملاية ..نستر بيها البت وهى بتولد..
ينظر قاضينا الى خليل وهو يلهث بشدة ..
القاضى : ألحقنا يا خليل..ببطانية ولا ملاية نستر بيها البت ..
يجرى خليل مغادرا ..وتصرخ أم ثريا فى وجهه .
أم ثريا: حد يسخن لنا مية ..عايزين حلة مية سخنة بسرعة اللة يسترك
يجرى قاضينا ويفتح الباب ويصرخ ..
القاضى: يا عم خليل ..حلة مية سخنة معاك ..اللة يسترك ..
يدخل خليل حاملا ملاية فى يدة ويغطى بها ثريا ويخرج مسرعا
ويجلس القاضى مذهولا على مكتبة وهو ما زال يلهث ويعود
خليل وهو يحمل حلة مياة ساخنة.تصرخ فيهم أم ثريافى غضب
أم ثريا: أنتوا ..قاعدين لية ..أتفضلوا على برة ..
يجرى قاضينا وخليل نحو الباب ويغلقة خليل خلفهم.. وصراخ
ثريا لا ينقطع ..وقاضينا يسير أمام الباب يمينا ويسارا. فى توتر
وأصطدم بشاب يسير هو الأخر أمام الباب ذهابا وأيابا.فى توتر
والشاب تخطى العشرين من عمرة.. ملابسة كلها بيضاء وبخطين
وهو فاروق ..زوج ثريا ..فصرخ فية قاضينا ..
القاضى: أهمد يا أبنى ..خيلتنى ..أنت أية اللى موقفك هنا ..ورايح
جى ..رايح جى ..
فاروق: أنا جوزها حضرتك ..جوز ثريا ..وأبو شيكابالا ..
يضحك قاضينا وهو يضرب كفا بكف
القاضى: الزملكاوى ..المخلوع ..الكداب الغشاش ..
فاروق: هما فهموا سيادتك أية ..أكيد كدبوا على سيادتك ..
القاضى: اللة ..مش يا أبنى أنت ضحكت عليهم وفهمتهم ..أنك أهلاوى
عشان تتجوز البت ..
فاروق: جواز أية سيادتك ..اللى يخلينى أغير ذمتى ..وأتغصب على
نفسى وأقول أنى أهلاوى ..دة لو كانت ملكة جمال العالم ..
متقدرش تهز أنتمائى للزمالك ..ابدا ..ابدا..
القاضى: بعدين بأةةةةةة...أنتوا حتخربطولى دماغى لية ...
فاروق: أسمعنى حضرتك الأول ..وبعدين أحكم ..وأنا راضى بحكمك
أنا كنت موظف فى مدرسة فى أجا ..جنب بلدنا ..جالتى ترقية
بنقل ..للقاهرة ..وأنا معرفش حد فى مصر ..رحت لسمسار..
قريب م المدرسة ..يشوفلى .سكن رخيص ..على قد المرتب
قالى مفيش سكن رخيص ويناسبك غير عند أم ثريا ..وهو
اللى نصحنى أنكر زملكويتى ..وألبس أحمر فى أحمر ..
ونفذت نصيحتة وسكنت ..ومتعرفش حضرتك العذاب ..
والكوابيس اللى شفتها.. عشان قلت أنى أهلاوى ..
فى أستهزاء
القاضى: عذاب ..وكوابيس..
فاروق: أنت فاكرأن زملكاوى أصيل ذى ..سهل علية أنة يقول أنة ..
أهلاوى ..دة أمى وأهلى كلهم قاطعونى ..لما عرفوا خيانتى
للون الأبيض ..وأبويا وجدى ..كانوا بيجولى فى منامى ..
ويتفوا على وشى ..مش هما بس ..
القاضى: فى حد تانى كان بيتف على وشك ..
وهو يبكى
فاروق: شيكابالا ..حضرتك ..شيكابالا ..كانت تفتة تقيلة وتخينة
أنا كنت ..أقوم م النوم ..وشى ملزق من كتر التف..
القاضى: أفهم من كدة أنك كدبت عشان تسكن ..مش عشان تتجوز
فاروق: أتجوز أية حضرتك ..هو أنا حيلتى حاجة ..هى أم ثريا ..
اللى فضلت ترسم علية ..وتبعت لى أكل ..وهدومى .
تتغسل وتكوى ..وفضلت تقولى أنت رجلنا وأخطب لبنتك
وما تخطبش لأبنك ..ومش حتغرم حاجة ..الشقة جاهزة
أن جيت للحق حضرتك أنا حسبتها ..عروسة وشقة ..فى
الزمن الأغبر دة ..فرصة متتعوضش ..رحت متجوزها
وبعدين حصل اللى حصل وأمى عرفت عنوانى وجت
البيت..وخرجت اللى فى عبها كلة..ورجعت البلد غضبانة
علية ..وأهلى قطعونى ..المهم ..قلت أصلح الأمور هنا مع
حماتى ومراتى الأول ..وبعدين أبأة ..أروح لأمى وناسى
أصالحهم ..
القاضى: طب لية عامل مشكلة ..ومصمم .. تسمى الواد.. شيكابالا.
فاروق: عشان حماتى عايزة تسمية ..أبو تريكة ..وأنا الموت عندى
أهون ولا أبنى يبقى أسمة ..أبو تريكة ..
القاضى: يعنى أنت رافض يكون أسم أبنك أبو تريكة ..وحماتك ..
رافضة ..يكون أسم حفيدها ..شيكابالا .
فاروق: تمام حضرتك كدة.
القاضى:.وأنا على فكرة حعتزل القضاء ..قريب قبل ما تجيلى نقطة..
يسمعوا صوت بكاء طفل ..وزغرودة مجلجلة ..من أم ثريا ..
وهى تفتح الباب صارخة..
أم ثريا : وشك حلو يا قاضى ..توم يا قاضى توم ..ولدين ذى البدر..
القاضى: الحمد للة ..ربنا حلها لكوا من عندة ..
واحد تسموة ..أبو تريكة ..
والتانى شيكابالا ..
وأنا حروح ..قبل ما ..أتشل ..
( النهاية )