كيف تكون انطباعا ممتازا ومبهراً ؟
كلنا يسعى دائماً إلى تكوين انطباعات إيجابية عنا لدى الآخرين ممن نقابلهم لأول مرة سواء في العلاقات الاجتماعية أو في العمل..... وكلنا يسعى إلى اكتساب صفات حسنة وصورة ممتازة بل ومبهرة عندهم....
كلنا نحب أن نبدو في أفضل صورة لدى الآخرين... وكي تكون انطباعاً إيجابياً عنك من اللحظة الأولى لتعاملك مع أي شخص أنت بحاجة إلى جهد تبذله في العلاقات الاجتماعية كي تقدم نفسك جيداً للناس... ولابد أن تعرف ما هي الأساسيات التي تعتمد عليها كي تكون في أفضل صورة لديهم..... ولابد أن يكون لديك استعداد مسبق كي تعرف ما هي أساسيات التعامل وكيفية تنفيذها...
السطور القادمة تساعدك على تكوين انطباعات ممتازة ومبهرة ودائمة لدى الآخرين...
الانطباع الأول
ما هو الانطباع الأول؟
هو ببساطة الرأي المكون عنك من الآخرين، ويتكون من اللحظة الأولى من لقائك بأشخاص تتعرف عليهم لأول مرة ويشمل الانطباع كل شيء عنك(تصرفاتك- ميولك- ذوقك- فكرك- طباعك-ثقافتك....الخ) وكل شيء آخر عنك قابل للاستيعاب.
و90% من الانطباع تتكون من أول 20 ثانية من الاتصال بالأشخاص الذين تتعرف عليهم لأول مرة، فاحترس لأن للانطباع المكون عنك أشد التأثير على تصرفات الآخرين تجاهك وتعاملهم معك في المستقبل، فلو كان الانطباع الذي كونه عنك الآخرون ايجابياً فمن المتوقع انك ستكتسب علاقات ممتازة سواء على مستوى العمل أو المستوى الاجتماعي، وعلى العكس من هذا فالانطباع السلبي يقطع الاتصال من قبل أن يبدأ، ويكون فكرة سلبية عنك لدى من يتعامل معك وهذا ما يجب عليك تجنبه تماماً حتى تعطى دائماً فكرة ممتازة وايجابية عنك لدى الآخرين.
3 عناصر أساسية
كيف تبنى انطباعات أولى مبهرة لدى الآخرين؟
يوجد ثلاثة عناصر أساسية لابد من اكتسابها كي تترك انطباعاً ممتازاً وايجابياً لدى الآخرين من اللحظات الأولى من تعرفك عليهم وهذه العناصر هي:
1. المعرفة النظرية: بأن يكون لديك معرفة مسبقة بما يناسب الاتصال الشخصي الناجح بالآخرين،وما الذي يجعل الآخرون يكونون فكرة ايجابية عنك،وأن يكون لديك معرفة بكيفية اكتساب انطباعات ايجابية ممتازة وسيأتي ذكر هذه التفاصيل لاحقاً.
2. الخبرة العملية: من خلال التعامل المستمر مع الآخرين والاتصال بهم يمكنك أن تعرف ما المناسب وما غير المناسب لتكوين فكرة ممتازة عنك ويمكن ملاحظة السلوكيات والتصرفات التي تساعد على تكوين فكرة ممتازة عنك أو العكس.
3. الاستعداد: ويقصد به الاستعداد لتلقى المعرفة النظرية اللازمة لتكوين انطباع مبهر لدى من تتعامل معه، والاستعداد لتنفيذ ما تتعلمه عن كيفية تكوين هذه الانطباعات، ويعنى أيضا بذل الجهد للتعلم أولا ثم بذل الجهد ثانياً.
7 إرشادات أساسية
وهذه مجموعة من الإرشادات التي تساعدك كي تكتسب انطباعات ممتازة لدى الآخرين من اللحظة الأولى، وهى المعرفة النظرية المهمة كي تكون علاقات ممتازة مع الآخرين، وهى سبعة نقاط أساسية:
الثقة قبل النجاح
1 - ثق بنفسك دائماً:
الشخص الواثق من نفسه دائماً يحصل على انطباعات ايجابية من الآخرين، فطريقة سيره، وطريقة حديثه وملبسه وطريقة تعامله مع الآخرين تعطى إحساسا بمن يتعامل معه انه "شخص واثق من نفسه".
واعلم أن الاعتداد بالذات والثقة بالنفس لا تأتى بعد النجاح بل قبله، والفكرة التي تأخذها أنت عن نفسك هي نفس الفكرة التي تصل للآخرين عنك، لذا لو كنت تعتقد بنفسك انك شخص مثير للاهتمام فستنتقل هذه الفكرة فوراً للآخرين عنك، وكونك ترى في نفسك شخص إيجابي وخدوم وفعال في المجتمع- إذا كنت فعلاً كذلك- ستنتقل أيضا بدورها للمتعامين معك، أما لو كنت ترى نفسك سلبياً ومملاً وكئيباً"مثلاً" فستنتقل هذه الأفكار إلى المتعاملين معك فاحذر من هذه الأفكار السلبية. وكن دائماً واثقاً بنفسك وسرعان ما يثق بك جميع المتعاملين معك، ولن يثق بك أحد لو لم تكن أنت واثقاً بنفسك.
مظهرك يعبر عنك
2 - مظهرك مهم:
اهتمامك بملابسك، والألوان التي تختارها لهذه الملابس لها دور مهم في رسم صورتك لدى الآخرين من اللحظة الأولى فكل لون له دلالة يكتسبها الشخص الذي يرتدى لون بعينه.
أيضاً اهتمامك بنظافة ملابسك ومظهرها العام وتناسق ألوانها، واهتمامك بأظافرك وشعرك وكل شيء آخر له علاقة بمظهرك بمثابة رسالة تقول فيها للناس كيف تفكر عن نفسك وتعاملهم.
وليس المهم ثمن أو جودة الملابس ولكن الأهم الاعتناء والاهتمام وحسن المظهر بدون استثناءات ولا كسل في اختيار ما تلبس اليوم مثلاُ،فليس معنى أن ليس أمامك مقابلة مهمة اليوم أن تهمل في ملبسك.وهنا مقولة معروفة هي: أظهر جيدا = أشعر جيداً.
حركات الثقة
3 - لغة الجسد(الاتصال غير المنطوق):
لتكن هيئتك والحركات التي تصدر عنك معبرة عن شخصيتك،وطريقة حديثك لها دور كبير في التعبير عنك وعن شخصيتك فهناك دراسات أوضحت أن 93% من تأثيرك على الآخرين تأتى من أسلوبك في الحديث(55% من حركات الجسد،38% من الصوت)، ودرجة الصوت، وطريقة الكلام نفسه، سواء منخفض أم مرتفع أم متوسط بين الاثنين.أما بقية المائة بالمائة"7%" تأتى من خلال مضمون هذا الكلام المنطوق.
فلغة الحركة والصوت مهمة جداً لتوحي للآخرين بالثقة والمصداقية،ودائماً أثناء حديثك ارفع رأسك كالمنتصر بلا غرور أو تعالى ولكن لتظهر المصداقية والثقة والحماس. وتخلى عن كل حركات الملامسة الذاتية كأن تعقد ساعديك أمام صدرك، أو أن تلامس وجهك بدون داعي أثناء الحديث أو عدل رباط العنق باستمرار للرجل أو غطاء الرأس للمرأة وهذا لإعطاء انطباع بالثقة والانفتاح والمرونة والاهتمام.
واحرص على إظهار كف يدك أغلب الوقت أثناء الحديث(لأن هذا يوحى لمن تحدثه بالثقة والصدق والصراحة)، وأخيراً تفادى كل الحركات التي تقلل من جاذبية حضورك مثل الإمساك بالقلم أو المحمول أو ضبط الملابس أو فرك اليدين أو وضعهما في الجيوب،وقضم الأظافر، تبليل الشفاه أو ضغطهما، الرسم على أي شيء وكذلك القبضة المغلقة أو تجميد النصف الأعلى.
ابتسم وكن ساحراً
4 - تعبيرات الوجه الايجابية:
وهى بمثابة كنز يقدمك بمهارة للآخرين وبشكل جذاب جداً، وليكن وجهك المبتسم دائماً ممهداً لأقوالك، مظهراً لودك ولإقبالك على الآخرين، وانفتاحك تجاههم، فهذا يجعل الآخرين متفائلين لأقوالك، وهذا يفتح باباً سحرياً للقلب لا تفتحه السلطة ولا المال، فالابتسامة هي سلاح قوى جداً لأعدائك ورسالة حب وود لأصدقائك ولمن تتعرف عليهم للمرة الأولى، ولها دور كبير جداً في ترك انطباعات مبهرة وممتازة لدى الآخرين، والابتسامة هي نافذة الروح ولها علاقة قوية بمدى راحة وصدق واهتمام المتحدث، وتذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم " تبسمك في وجه أخيك صدقة" .
ونريد أن نقول هنا أن الجدية والالتزام لا تعنى التجهم والعبوس فيمكنك أن تأخذ كل أمور حياتك بجدية مع الاحتفاظ ببشاشة الوجه والابتسامة الودود، وحتى أثناء الحديث في التليفون ابتسم فسيشعر محدثك على الطرف الآخر بود الابتسامة في نبرة صوتك، جرب هذا وستكون النتيجة مبهرة، وكذلك أثناء الحديث تليفونياًً حاول أن تكون واقفاً لأن هذا يجعل الصوت أفضل وأوضح.
ولذا حافظ على اتصال بالعين 60 إلى 80 بالمائة من الوقت، وفيما عدا ذلك فلتنظر للجوانب وليس لأعلى لأن هذه الحركة تعطى من تحادثه انطباعاً بالملل والرغبة في إنهاء الحديث، ولا تنظر لأسفل لأن هذا يوحى للمتحدث بالإحباط والضيق.
اسمع نفسك أثناء الحديث
5 - الصوت:
والصوت هنا لا يعنى نبرة الصوت فقط ولكنه يعنى أيضاً العلو والجودة والسرعة، وكي تعطى فرصة جيدة لمن يسمعك أن يسمعك بوضوح وتأثير إيجابي عليه عليك أن تحافظ على كل مكونات الصوت المذكورة، فصوتك لا يجب أن يكون منخفضاً ولا مرتفعاً بل مسموعاً بوضوح لمحدثك، كما يجب أن يكون صوتك واضحاً بمعنى انك تنطق جميع مخارج الحروف جيداً، وعليك أن تفكر جيداً قبل أن تتحدث وان تستطيع سماع صوتك وأنت تتحدث كي يكون صوتك مفهوماً وواضحاً، كما يجب أن يكون صوتك متوسط السرعة لا بطيء ولا سريع ولكن بشكل يسمح لمحدثك من متابعتك جيداً ولا تكن متسرعاً في كلامك.
ومن الأخطاء الشائعة في الحديث استخدام كلمات أجنبية فهذا يعطى الآخرين انطباعاً انهم أقل منك، أو انك أذكى منهم أو افضل تعليماً أو ثقافة، وهذا إحساس سيء جداً، أيضا من الأخطاء الشائعة استخدام ما يطلق عليه الكلمات الميتة مثل(همم-آه-ممم-ها....)وهى كلها حروف لا معنى لها ولكن لابد أن تتفاعل مع محدثك بصورة أخرى بكلمات مفهومة لها قدرة على خلق جو من التفاعل بينكما، أو يمكنك أن تصمت بدل هذه الحروف الميتة وأعط الآخرين ونفسك راحة عقلية للاسترجاع والتفكير فيما يقوله محدثك، والأنجح دائماً في حديثك مع الآخرين الذين تراهم لأول مرة أن تسمع أكثر بكثير مما تتحدث، أترك من أمامك يعبر عن نفسه بحرية واستمع له، وسيأخذ عنك انطباعاً ممتازاً ومبهراً من المقابلة الأولى أنك شخص ظريف ومحبوب.
استمع أكثر وتحدث أقل
6 - استخدم كل حواسك:
استمع للآخرين بكل حواسك، وحاول أن تستمع80 % من الوقت وتحدث20 % منه تسال فيهم عما سمعت من محدثك، واستخدم قاعدة(لكل مقام مقال) أي كلم كل شخص بلغته وبالكلمات التي يفهمها، واهتم به بصدق، وسيكون هذا له عظيم الأثر على الآخرين لحاجتهم الشديدة للتقدير ولمن يسمعهم ويهتم بهم.
وأعط الآخرين الثقة بالإطراء على مزاياهم بدون مبالغة، واجب على أسئلتهم بشكل مباشر، وهناك قاعدة طريفة في هذا الجانب أن تقنع نفسك عند تعاملك معه انه أهم شخص عندك، ويمكنك أن تتدرب عليها بأن تعطى الشخص الذي تعامله- مهما كانت مكانته في المجتمع بسيطة- اهتماماً كبيراً نابعاً من كونه إنسان ويستحق التقدير والاهتمام في حد ذاته بغض النظر عن مستواه الاجتماعي أو الاقتصادي، وسيشعر الآخرون بهذا الاهتمام ويبادلونك إياه، بل ستترك تأثيراُ إيجابياً مبهراً في أذهانهم لا يمحى عن ذوقك وإنسانيتك في التعامل مع الآخرين.
ابرز كل مهاراتك ومزاياك
7 - اظهر وتصرف كما تود أن تكون،وليس كما أنت:
ثق تماماً أن الناس تصدق ما تصدقه أنت عن نفسك، فلا تنتظر أحداً ولا منصباً ولا لقباً، بل تصرف وكأنك حصلت على المكانة التي تطمح إليها، بلا غرور ولا تعالى، وابرز مزاياك من الآن واستخدم كل طاقتك وابرز كل إمكانياتك ومهاراتك.
واعمل على إخفاء عناصر الضعف فيك قدر الإمكان حتى تعالجها وتحولها لايجابيات في شخصيتك، فاقتناعك بالمكانة التي تريد أن تصل إليها يجعلك تتعامل وكأنك وصلت إليها كما يجعل الآخرين يصدقونك تماماً وبأنك فعلاً حققت هذه المكانة- قبل وصولك إليها- أو على الأقل تعطى انطباعاً عنك أنك على الطريق الصحيح نحوها.
وجرب(الطريقة المتفائلة) في بداية اليوم كمثال فعندما يسألك أحد عن حالك، اجب بأنك (بخير حال، الحمد لله، رائع). وسيكون لذلك التأثير الذي ينتقل أوتوماتيكياً لبقية أحداث يومك وينتقل لك أنت شخصياً ويكون إحساسك بهذا اليوم انه رائع وفوق الوصف أيضا، كما أن هذا الأثر(معدي) وسينتقل للآخرين من حولك، وسيعتبرونك متفائلاً، ليس هذا فقط بل سيتمنون الوصول إلى هذه الدرجة التي وصلت إليها، وسيعتبرونك أيضا قدوة لهم.
وفى النهاية نشير إلى أن هذه ليس قواعد جامدة للتعامل مع من حولك لأن الالتزام الحرفي بها بكل تفصيلاتها قد يجعلك تتصرف بشكل شبه إلى يتنافى مع الطبيعة الإنسانية، ولكن عليك أن تتصرف بمهارة مع الآخرين مع الالتزام بهذه الإرشادات قدر المستطاع على شرط تنفيذها تدريجياً