فكرة بسيطة، شأنها شأن كل الأفكار التي كانت نقاط انطلاق ورقي للبشرية وبالرغم من بساطتها، الا انها تحمل حلاً بسيطاً وفعال للمشكلة الأم لكل قضية في الواقع المصري الحالي وهي قضية البطالة.
الطريف فيها هو الشراكة في إنتاج وصياغة تلك الفكرة الواعدة بين شاب حديث التخرج يعبر بفطنة عن هموم جيله ويحمل حباً لوطنه فاق همومه و أستاذ جامعي يزخر تاريخه بالبراعة والإبداع وغزير المؤلفات والمساهمات الوطنية الناجحة.
عرضا فكرتهما في صفحة على شبكة التواصل الاجتماعي face book وعندما تواصل معهما "مصرواي" فوجئ بكل منهما ينسب الفضل للأخر ويتواري مفسحاً لشريكه المجال لينال هو المديح.
يقول احمد محمد فتحي صاحب الفكرة: أنها تقوم على الاستفادة من التعداد السكاني الذي كان يصوره المسئولين في الماضي أنه عبء ثقيل وتحويله إلى مصدر لتمويل مشروعات.
ويواصل فتحي شرح فكرته: بافتراض وضع برنامج لتوفير فرصة عمل "مليون مواطن" خلال مدى زمني ست سنوات كحد أقصي لكل مشارك، خطوات التنفيذ يدفع كل مساهم مبلغ 20 جنيه شهرياً فى مقابل حصوله على فرصة عمل خلال ستة سنوات بحد أقصى، أما من يحصل على عمل فيستمر في دفع المطلوب منه حتى انتهاء المدة الكلية 6سنوات.
ولهذا يكون دخل المشروع = 20 مليون جنيه شهرياً و240 مليون سنوياً، حيث يستخدم هذا المبلغ فى إنشاء مشاريع أو مصنع كثيفة العمالة قادر على استيعاب 50 ألف مواطن فقط من المليون (ولو أمكن 100 ألف شاب ولو بجمع التبرعات من رجال الأعمال الوطنيين لمضاعفة دخل المشروع).
أما من حصلوا على فرصة العمل فيقوموا (وقد أصبح لديهم دخل ثابت) بدور الداعم الداخلي للمشروع عبر الالتزام بدفع 100 جنيه شهريا حتى انقضاء السنوات الست فقط، فتصل مساهمات من حصلوا على وظيفة لمبلغ خمس ملايين جنيه شهرياً ( 50,000 موظف × 100 جنيه شهرياً ) مضافاً إليها الاشتراك الشهري للمساهمين الباقين بقائمة الانتظار والبالغ 19 مليون جنيه شهري (950,000 مساهم × 20جنيه = 19000,000جنيه) ليصل دخل المشروع خلال العام الأول 288 مليون جنيه محققاً زيادة لرأس المال بمقدار 48 مليون جنيه.
يستخدم الدخل لتوظيف عدد آخر من الشباب في السنة ويراعى زيادته على أن يقوم من يستفيد بدفع الالتزام المستحق عليه (100 جنيه شهرياً حتى نهاية الست سنوات) لزيادة دخل المشروع بصورة تصاعدية وقد يمكن للقائمين عليه الانتهاء من توظيف المليون شاب قبل المدة المحددة.
ويضيف فتحي انه راعى فى المشروع عدة نقاط أهمها:
1 - اختيار أسماء المستفيدين سنوياً عن طريق القرعة العلنية الموجهة (حسب السن - الأقارب - أو أي معايير أخرى يراها المسئولين عن المشروع) مع مراعاة الشفافية التامة والإعلان المباشر.
2 - يشترك فى المشروع من هم ثلاثون عاماً فما دونه حتى يكون عمر أكبر المستفيدين في نهايته 36 سنة، ولا يقل عمر المشارك في المشروع عن 15 عاماً، هذه الفئة العمرية (من 15 إلى 30) هى الفئة الغالبة في الشعب المصري.
3 - التبرع مفتوح وعلنى لمن يرغب التبرع لشباب مصر التواق للعمل أو المنظمات الدولية التي قد ترغب في ذلك أو حتى الدول.
4 - فضل إنشاء مصانع جديدة للصناعات الناقصة والتي تستوردها مصر وهى كثيرة، كما يفضل إنشاء صناعات قابلة للتصدير.
وأضاف فتحي انه يمكن عمل ذلك بالتعاون مع أصحاب هذه الصناعات أنفسهم وتقديم تسهيلات لهم و يكون المواطنون أو الدولة شريكاً لهم في المشروع.ويتم تخصيص جزء من أرباح المشروعات التي تنشأ لصالح مشروع التشغيل نفسه مما يزيد من التمويل المتاح لإنشاء مشاريع جديدة.
وأكد انه سيكون من السهل جداً على الحكومة الحالية أن تقوم بهذا المشروع عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، ويتم الإعلان أن الأولوية للمشتركين الأوائل فى المشروع باعتبارهم المؤسسين، يمكن تكراره أكثر من مرة فى أكثر من مجال (التوظيف - التسكين - قروض لمشروعات صغيرة).
وفي التعريف بنفسه قال صاحب الفكرة لمصراوي: اسمي أحمد محمد فتحي إبراهيم مرسي حاصل علي ليسانس آداب في اللغة الإنجليزية عام 2005، وعن الفكرة قال: الفكرة الأساسية لمشروع المليون واتتني قبل أحداث 25 يناير بأسابيع قليلة ولكن ما شجعني علي صياغتها في فكرة قابلة للتنفيذ هو أحداث الثورة الرائعة، فلجأت للدكتور محمد عبد العظيم لأنه بالنسبة لي هو المثل والقدوة يشجع الإبداع والابتكار بقوة لأنه هو نفسه مبدع وله عدد من المؤلفات المنشورة في مختلف المجالات.
ويكمل فتحي عندما شرحت لدكتور محمد فكرتي شجعني وقال أن الراحل طلعت حرب كان قد نفذ فكرة شبيه في مشروع القرش لتكوين مصانع وطنية وبدأ بمصانع الطرابيش لبساطة تكلفتها ، ثم عقدنا عدة جلسات عمل طورنا فيها الفكرة وأضفنا لها تفاصيل كثيرة تنتظر العرض علي أية جهة بالدولة تبدي اهتمام.
وكشف فتحي أنه تلقي عروضاً من عدد من الأحزاب تحت التأسيس وقال رفضت تبنيهم للفكرة رغم أسلوبهم المغري في العرض بسبب استشعاري أنهم يسعون للترويج لأنفسهم أكثر من الصالح العام .
وأضاف كل ما أتمناه أن تلقي فكرتي اهتماماً ممن يهدفون لمصلحة مصر أولا لتتبني المشروع جمعية أو منظمة حقوقية محترمة أو أي هيئة غير هادفة للربح شريطة ان يكون بإشراف حكومي لأنني أخشي من ان يستغل أحدهم الفكرة ليحولها لما يشبه توظيف الأموال أو النصب لا قدر الله.
وعن نوعية المشاريع القابلة للتطبيق قال فتحي لهذا الأمر خبرائه خاصة وأن وزير المالية الحالي د. سمير رضوان له أبحاث في المشاريع كثيفة العمالة بعكس المشاريع كثيفة الطاقة التي ابتلعت الدعم في مصر قبل الثورة ومصر مليئة بخبراء الاقتصاد ..وأشار فتحي أن الفكرة مرنة قابلة للتطبيق علي فرص العمل وتملك الشقق السكنية وغيرها.
أما د محمد عبد العظيم الأستاذ بجامعة الأزهر و الشريك في طرح الفكرة فقال: الفكرة الأساسية فكرة أحمد فتحي وأنا كان دوري بلورتها وصياغتها كصاحب خلفية أكاديمية، مضيفاً نحن الآن نعكف علي صياغة الإطار القانوني لها لكيفية تنفيذ الفكرة بالإضافة لبحثنا عن رجال أعمال وطنيين يتبنوا الفكرة بعد أن تعدت طموحاتنا إنجاح فكرة التوظيف لنحلم بإثراء الصناعة الوطنية ، فمثلاً عُرض أمامي بالمصادفة محاولة لاستيراد النجيل الصناعي أو ما يعرف بـ " الترتان Tartan turf" .
وعرفت أن تركيا في مقدمة الدول المصنعة والمصدرة له رغم أنهم يصنعونه للأسف من القمامة (البلاستيك المعاد تدويره) وبمجرد تواصل المستورد مع المصنعين بتركيا عبر بريد الكتروني أرسلوا عينات عبر شحن جوي ووجدت أن السعر المعروض أقل 50 بالمائة عن السعر المعلن لديهم في تركيا، كل هذا للترويج لمنتجهم لأنها صناعة ناجحة ومربحة جداً وكثيفة العمالة (توفر فرص عمل غزيرة ) ففكرت لماذا لا نفكر لاحقاً في إقامة مثل هذه المصانع.
وعن الجهات التي يحلم أصحاب الفكرة بتبنيها لفكرته أجاب د. محمد عبد العظيم الفكرة معروضة علي الطريق لأي من يتبناها لصالح الوطن وشبابه صانعي الثورة التي لم يستطع جيلنا تحقيقها .. فنحن لا نبحث عن مجد ذاتي لكننا شعرنا أننا أصحاب وطن عاد لنا بعد غياب فهل يكثر علينا أن نحلم برقيّه.. ونأمل أن تتبني الحكومة المصرية الفكرة.. ونحن مستعدين لأي شئ لتنفيذ الفكرة.
وأكد عبد العظيم أن الفكرة ذات تفاصيل كثيرة و قابلة للتطوير قائلاً: قمنا في تطوير لاحق للفكرة بتطويرها لإمكانية أن يشترك 3 أفراد من أسرة واحدة مقابل أن يحصل أحدهم علي الوظيفة أما الآخران فيكونا مساهمان يحصلا علي نسبة المساهم من الأرباح وهناك تكملة للفكرة تتمثل في الآليات التنفيذية فمثلاً آخر مساهم في المشتركين أرباحه تزيد لأنه صبر وانتظر لتمام المدة.
الموضوع منقول
http://www.masrawy.com/News/Writers/.../5/milion.aspx