يا اخ عبد الكريم
من سنين و احنا بنقول الشعوب العربيه هى من ستثور و هى من سيحقق النصر و هى من ستحرر فلسطين و القدس و ليسوا الحكام و من سنين و نحن نتكلم عن الحلم العربى
انا ابوى الله يرحمه من سنه 1990 عندما عندنا الى مصر مع العائدين من الكويت قال لى يا بنتى هذه مش مصر اللى انا اعرفها دى نار تحت رماد البلد دى حتولع و الناس دول مش حيفضلوا كده كتير
طبعا من ساعتها و انا بافتكر كلامه و لا يمكن ان يتوقع احد اللى حصل
الفتيل اشتغل فى تونس و مصر و يتبع فى اليمن و ليبيا و سوريا كل بلد حسب طبيعته كل شعب فاهم طبيعه بلده و لهذا بأذن الله تعالى شبابهم الواعى سوف ينتصر و منصورين و لازم ربنا يحملنا شويه من المسئوليه عن اللى وصل له حالنا فى الدول العربيه لاننا صمتنا كتير و عندنا مثل فى مصر يقول (يا فرعون مين فرعنك؟ قال ما لقتش حد يردنى) نتحمل المسئوليه و يا رب تكون كفاره و يعفو عنا و يتقبل شهدائنا مع الابرار و ان شاء الله كلنا سننعم بربيع عربى قريبا
و تحيا مصر و كل شعوب العرب
كل التحيه اختي بديعة
طبعاً انا اتمنى ان يكون كلامك هو الصحيح لكنه مخالف لقوانين الطبيعة السياسية في الوطن العربي فهناك ارتباط وثيق بين الزعامة وبين التاريخ والاسره وهذا ليس رايي فقط بل راي ابن خلدون نفسه اذا ما اعتبرنا بان الاسلام هو ثورة على ما قبله فان ابو بكر الصديق ابن الرجل الاعمى والعشيرة الضعيفة كان هو الاستثناء الوحيد وكلنا يعلم حقيقة قربة من الرسول صلى الله علية وسلم فحتى والده كان اكثر الناس استغراباً عندما علم خبر تولي ابنه الخلافة
هل تعلمي بان حافظ الاسد قد رمى برفيق دربة ومن قام بالحركة التصحيحة التي جاءت به الى سدة الرئاسة الى السجن ولمدة 22 عام حتى مات فيه وهنا لاحظي الاقصاء حتى الموت من قبل المعارضين وهو من جعل رئيس وزراءة الزعبي يقوم بالانتحار لانه عارض مبدأ التوريث
في مصر فلولا المد القومي العربي المتأثر بالمد القومي الغربي ولولا ضياع فلسطين وفشل النظام الملكي في استرجاعها لما كان لعبد الناصر التواجد في الساحة السياسية
لقد كانت ثورة مستورده ولبست اثواب لم يكن لشعب المصري دور في حياكتها
الكل ثائر وساخط على رجل الامن المصري وابتعاده عن سلوك رجال الامن في الغرب فهل المواطن المصري يماثل في سلوكة سلوك المواطن هناك
الاعلام قد اظهر لنا الفرق بيننا وبينهم كما اظهر الفرق بين حياة الغني والفقير لكنه لم يظهر كم قصر الفقير في حق نفسه وكم تهاون في تدريب عقله وفكره
قبل عام من الان استمعنا الى رغبات اصحاب المليارات في عدم توريث ابناءهم والبعض منهم لا يرد توريث اكثر من الثلث لابناءة وهنا اتساءل لو فكر حكامنا وقاموا بتشجيع من حولهم على القيام بمثل ما قام وقال به غيرهم في الغرب فهل كنا سنفكر في اية ثورة
اعتقد بان الازمة المالية لم يعرفها اغنياءنا ولم يسمعوا بها بل زادت ثرواتهم وتراكمت اموالهم فعمت اعينهم عن رؤية الحقائق فكل ما كان يريده الشعب المصري هو بعض العدالة في التوزيع ورؤية بعض التضحيات من اولي الامر
ماذا لو قام احمد عز بتبني احدى العشوائيات وقام بصرف عليها وتنظيمها فهل كنا سنراه في السجن ام كنا سنراه محمولاً فوق الاعناق
المال هو ارخص ما نملك دائماً فهناك الصحة وهناك السمعة وهناك راحة الضمير
مرة اخرى مصر تبحث عن الشرعية في الحكم وهي لا تجد نفسها في ديمقراطية تستأجر كتبها وهي في حيرة بين مصريتها وعروبتها وبين حضارتها القديمة ولغتها العربية الوليده بين اسلامها وبين اهراماتها
ابن الفلاح نسي نفسه وبات فرعوناً وقبل ان يغادر باب قصره كان هناك ملايين الفراعنه الصغار من يبحثون لهم عن دور ومكان