إحدى عشر لغزاً يجيب عليهم الإمام الشافعي بكل حكمة وذكاء
من كتاب من وصايا الرسول اقرأوا هذه القصة:
يحكى ان بعض فطاحل العلماء فى العراق كانوا يحقدون على الامام الشافعى (رضى الله عنه) ويكيدون له .. وقد كان متفوقا عليهم فى العلم والحكمة ، وكان متربعا على قلوب أكثر طلاب العلم الذين يحرصون على مجلسه ويقتنعون برأيه وعلمه .. ولهذا اتفق هؤلاء العلماء الحاقدون على الامام الشافعى فيما بينهم على تحضير بعض الاسئلة المعقدة وفى اسلوب الالغاز حتى يختبروا بها ذكاء الشافعى ومقدار تطلعه وإدراكه أمام الخليفة الرشيد الذى كان يحب الشافعى ويثنى عليه كثيرا..
وبعد ان وضعوا الاسئلة أخبروا الخليفة الذى حضر المناظرة واستمع الى الاسئلة التى أجاب عليها الامام الشافعى (رضى الله عنه) بكل فطنة وفصاحة .. والتى كانت على النحو التالى:
س1 ما قولك فى رجل ذبح شاة فى منزله ثم خرج لحاجة وعاد ، فقال لأهله: كلوا انتم الشاة فقد حرمت علىٌ .. فقال أهله: ونحن حرمت
علينا كذلك؟
ج1 إن هذا الرجل كان مشركا فذبح الشاة على اسم الانصاب وخرج من منزله لبعض المهمات ، فهداه الله تعالى إلى الاسلام وأسلم فحرمت عليه الشاة ..
وعندما علم أهله باسلامه أسلموا هم أيضا فحرمت عليهم الشاة كذلك..
س2 ما قولك فى رجل هرب له غلام فقال: هو حر ان أكلت طعاما حتى أجده .. فكيف المخرج له عما قال؟
ج2 يهب الغلام لبعض أولاده ثم يأكل ، ثم بعد ذلك يسترد ما وهب..
س3 شرب مسلمان عاقلان حران الخمر .. يحد لأحدهما ولا يحد للآخر؟
ج3 إن أحدهما كان بالغا والآخر كان صبيا..
س4 لقيت امراتان غلامين .. فقالتا: مرحبا بابنينا وزوجينا وابنى زوجينا؟
ج4 إن الغلامين كانا ابنى المرأتين فتزوجت كل واحدة منهما بإبن
صاحبتها .. فكان الغلامان ابنيهما وزوجيهما وابنى زوجيهما..
س5 أخذ رجل قدح ماء يشرب فشرب نصفه حلالاً ، فحرم عليه بقية ما فى القدح؟
ج5 إن الرجل شرب نصف القدح ورعف (تساقط الدم الفاسد من انفه) فى الماء الباقى من القدح فاختلط الدم بالماء فصار محرما عليه..
س6 زنى خمسة نفر بامرأة .. فوجب على أولهم القتل وثانيهم الرجم وثالثهم الحد ورابعهم نصف الحد وخامسهم لا شىء عليه؟
ج6 استحل الاول الزنا فصار مرتداً فوجب عليه القتل..
والثانى كان محصناً (متزوجا)..
والثالث كان غير محصن..
والربع كان عبداً..
والخامس كان مجنوناً..
س7 رجل صلٌى ولما سلم عن يمينه طلقت زوجته ، ولما سلم عن يساره بطلت صلاته ، ولما نظر إلى السماء وجب عليه دفع الف درهم؟
ج7 لما سلم الرجل عن يمينه رأى شخصا تزوج هو (اى المصلى) امرأته فى غيبته فلما رآه حضر طلقت زوجته منه..
ولما نظر عن شماله رأى نجاسة فى ثوبه فبطلت صلاته..
ولما نظر الى السماء رأى الهلال وقد ظهر فى السماء وكان عليه دين ألف درهم يستحق سداده فى أول الشهر من ظهور الهلال..
س8 كان إمام يصلى مع اربعة نفر فى مسجد ، فدخل عليهم رجل وصلى عن يمين الامام ، فلما سلم الامام عن يمينه ورأى ذلك الرجل وجب على الامام القتل وعلى الاربعة المصلين الجلد ووجب هدم المسجد الى اساسه؟
ج8 إن الرجل القادم كانت له زوجة وسافر وتركها فى بيت أخيه ، فقتل ذلك الامام هذا الاخ وادعى ان المرأة كانت زوجة المقتول فتزوج منها وشهد على ذلك الاربعة مصلون ، وأن المسجد كان بيتاً للمقتول فجعله الامام مسجدا..
س9 أعطى رجل لأمرأته كيساً مملوءاً مختوماً وطلب اليها ان تفرغ ما فيه بشرط الا تفتحه أو تكسر ختمه أو تحرقه .. وهى إن فعلت شىء من ذلك فهى طالق؟
ج9 إن الكيس كان مملوءاً بالسكر او الملح وما على المرأة إلا أن تضعه فى الماء فيذوب ما فيه..
س10 رأى رجل وامرأة غلامين فى الطريق فقبلاهما ولما سئلا فى ذلك قال الرجل: أبى جدهما وأخى عمهما وزوجتى امرأة ابيهما..
وقالت المرأة: أمى جدتهما وأختى خالتهما؟
ج10 إن الرجل كان أباً للغلامين والمرأة أمهما..
كان رجلان فوق سطح منزل فسقط أحدهما فمات فحرمت على الآخر امرأته؟
ج11 إن الرجل الذى سقط فمات كان مزوجاً ابنته من عبده الذى كان معه فوق السطح .. فلما مات الرجل أصبحت البنت تملك ذلك العبد الذى هو زوجها فحرمت عليه..
إلى هنا لم يستطيع الرشيد الذى كان حاضرا تلك المساجلة إخفاء إعجابه من ذكاء الشافعى وسرعة خاطره وجودة فهمه وحسن إدراكه ، وقال: لله در بنى عبد مناف .. فقد بينت فأحسنت وفسرت فأبلغت وعبرت فأفصحت ..
فقال الشافعى: أطال الله عمر أمير المؤمنين إنى سائل هؤلاء العلماء فى مسألة .. فإن أجابوا فالحمد لله .. وإلا فأرجوا أمير المؤمنين أن يكف عنى شرهم ، فقال الرشيد: لك ذلك وسلهم ما تريد يا شافعى .. فقال الشافعى:
مات رجل عن 600 درهم فلم تنل أخته من هذه التركة إلا درهماً واحداً ، فكيف النظر فى توزيع التركة؟
فنظر العلماء بعضهم إلى بعض طويلاً ولم يستطع أحدهم الاجابة على السؤال وأخذ العرق يتصبب من جباههم ، ولما طال بهم السكوت قال الخليفة: قل لهم الجواب يا شافعى .. فقال الشافعى بعد أن تورط هؤلاء العلماء حين أرادوا أن يفقدوه مكانته عند الخليفة لعلمه وتقواه:
مات هذا الرجل عن ابنتين وأم وزوجة واثنى عشر أخاً وأخت واحدة ..
فأخذت البنتان الثلثين وهو: 400 درهم..
وأخذت الأم السدس وهو: 100 درهم..
وأخذت الزوجة الثمن وهو: 75 درهم..
وأخذ الاثنا عشر أخا 24 درهم..
فبقى درهم واحد أخذته الأخت...
فتبسم الرشيد وقال: أكثر الله فى أهلى منك وأمر له بألفى دينار فتسلمها الشافعى ووزعها على خدم القصر وحاشيته
هذا الموضوع هو من كتاب وصايا الرسول
منقول للفائدة