كومبيوتر جديد يمكن للشرطة من خلاله معرفة مكان و زمان الجريمة قبل حدوثها !
أصبحت الشرطة في مدينة سانتا كروز بكاليفورنيا تملك آلة قادرة على توقع حدوث الجريمة في المستقبل.
و الشرطة هنا لا تستخدم ساحرا أو مبصرا، بل كمبيوترا متطورا قادراً على أن يتوقع، وبنسبة لا بأس بها، متى وأين سيحدث أي شيء مخالف للقوانين.
وبهذا فان البرنامج الخاص للكمبيوتر يتوقع في الأيام المختلفة امكان حدوث عمل جرائمي أو جنائي في أماكن مختلفة ، وبعد ذلك تعمل الشرطة على إرسال دوريات مراقبة للمكان المقصود.
وكما أفادت صحيفة نيويورك تايمز، فان أفراد شرطة مدينة سانتا كروز باشروا بتجريب الكمبيوتر المذكور خلال الشهر الماضي.
وهم يستخدمونه في أغلب الأحيان لتوقع الجرائم المرتبطة بسرقة الممتلكات مثل المنازل أو السيارات. ووفق ما يفيد زاخا فريندا المحلل المتخصص بشؤون الجرائم في قسم الشرطة المذكور، فان تقنية المعلومات هذه قد ساعدت حتى الآن بتجنب عدد من الجنايات، وكذلك باعتقال خمسة أشخاص.
جدير بالذكر أن تقنية توقع الجرائم بشكل مبرمج تُستخدم أيضا بشكل تجريبي في دوائر مختلفة للشرطة في مدن أميركية أخرى، مثل شيكاغو على سبيل المثال.
لكن في سانتا كروز يتم تجريب نظام أكثر تطورا من غيره ، فبرنامجهم يعتمد على النماذج الخاصة بتوقع الهزات المرتبطة بالزلازل ، ويربط المعطيات الإحصائية من الأعوام السابقة ليتوقع الأماكن والأوقات التي جرت فيها أعلى نسبة من الجنايات.
لكن برغم ذلك، فان البرنامج يتغير كل يوم بناء على المعلومات الجديدة الخاصة بالنشاط الجنائي والإجرامي التي يتم إدخالها إلى نظام الكمبيوتر ، ووفق ما تفيد "نيويورك تايمز"، فان البرامج الأخرى المماثلة لا تتحدث بشكل آني، وب فانها تقدم معلومات نابعة من الماضي فقط.
وتشير الصحيفة إلى أن البرامج المعتمدة في سانتا كروز تنمو بشكل طبيعي من خلال البرامج التي تستخدمها الشركات التجارية مثل سلسلة "وول-مارت"، التي تتوقع العادات الشرائية للزبائن.
وقبل فترة قريبة على سبيل المثال، اعتقلت الشرطة في موقف للسيارات في وسط المدينة امرأتين كانتا تنظران داخل إحدى السيارات ، فقد تبين لها بأن واحدة منهن مطلوبة والأخرى كانت تملك بحوزتها مخدرات.
وكانت الشرطة اعتمدت في معلوماتها هذه على برنامج الكمبيوتر المذكور، الذي توقع فعلا امكان حدوث عمل جرمي معين على شكل سرقة أشياء من سيارة، وفي هذا المكان تحديدا.
وسيكتشف رجال الشرطة بعد نصف عام من الآن ما إذا كان البرنامج المذكور سينجح فعلا، حيث سيعملون على تقييم فعاليته ومدى تأثيره ، وحتى الآن، فان النتائج تبدو مشجعة للغاية.