بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة في مساجد مكة.. ليست كالصلاة في المسجد الحرام..
س: هل ثواب الصلاة في مساجد مكة كالمسجد الحرام؟
ج: هذه المسألة من مسائل الخلاف بين أهل العلم والراجح أنها ليست كالصلاة في المسجد الحرام وأن تضعيف الصلاة إنما هو في المسجد الحرام فقط وهو مسجد الكعبة لما رواه مسلم من حديث ميمونة ــ رضي الله عنها ــ أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: ((صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا مسجد مكة)) أمّا بقية المساجد التي داخل الحرم فإنها لاشك أفضل من المساجد التي هي خارج الحرم ولهذا حين أقام النبي عليه الصلاة والسلام في الحديبية وبعضها من الحل وبعضها من الحرم صار يصلي، صلى الله عليه وسلم، في الحرم.. فالمسجد الحرام إذا أطلق يراد به المسجد نفسه قال الله تبارك وتعالى: (ياأيها اْلَّذينَ أَمنُوا إِنَّما اْلُمشْرِكُون نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُوا اْلَمسجِد اْلْحَرام بَعد عَامِهِمْ هَذا) فلو كان المراد بالمسجد الحرام ما دخل في الأميال لكان لا يجوز للمشركين أن يقربوا الأميال بل يجب عليهم أن يبتعدوا عنها ومعلوم أن لهم أن يقربوا من الأميال ولكن لا يدخلونها وإنما الذي يمتنع عليهم دخول الأميال فقط مع أن نص الآية: (فلا يقربوا المسجد)، فالنهي عن القربان لاشك أنه ليس هو النهي عن دخول المسجد الحرام .. فدل ذلك على أن المسجد الحرام الذي ذكره النبي عليه الصلاة يراد به نفس هذا المسجد ويؤيد ذلك أيضاً قول النبي عليه الصلاة والسلام ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى)) ومعلوم أن الإنسان لو أراد أن يشد الرحال إلى مسجد الشعب مثلاً أو مسجد الجميزة أو غيره لقلنا أن ذلك لا يجوز لأن النبي، صلى الله عليه وسلم، يقول لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد .. ولو أجزنا أن يشد الرحل إلى كل مسجد داخل من الحرم لكان يشد الرحال إلى عشرات المساجد أو مئات المساجد ولكن إذا امتلأ الحرم بالمصلين وصار الناس متصلاً بعضهم ببعض ويصلون في السوق فإن الذي يرجى أن يكون هؤلاء المصلون في السوق لهم أجر من كان داخل المسجد لأن هذا هو استطاعتهم وهم قد شاركوا أهل المسجد في أداء هذه العبادة.
الشيخ ابن عثيمين