حزب النور.. ومنهج الظلم والظلام!
لا خلاف عند من شم رائحة العلم الشرعي أن التحزب والفرقة في الدين ليست من دين الله في شىء، بل إن النهي عن ذلك وتحريمه هو أصل من أصول الإسلام؛ قال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا) وقال تعالى: (وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)، قال السعدي -رحمه الله- في تفسيره: "وفي هذا تحذير للمسلمين من تشتتهم وتفرقهم فرقا كل فريق يتعصب لما معه من حق وباطل" اهـ. وهذا التعصب هو من أظهر علامات أصحاب هذه الأحزاب، فهم حقا كما وصفهم الله عز وجل وهو أعلم بمن خلق: (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)، يفرحون بما هم عليه، حقاً أو باطلاً، يدعون إليه، ويوالون ويعادون عليه، من معهم هو على الحق، وأما من خالفهم ولم يدخل تحت عبائتهم، ولو كان من أشد الناس تديناً، وتمسكاً بالسنة، واتباعاً للسلف الصالح: فهو المنحرف، الضال المضل، الذي يجب محاربته والقضاء عليه، وعلى دعوته، إن كان له دعوة.
وأقرب مثال واقعي عملي على ذلك ما سمعته اليومين الماضيين ممن لم أستنكره أنا وحدي، بل استنكره كل مسلم ذو عقل سليم، وكل صاحب خلق قويم، من قيام قيادات "حزب النور" بمنطقة "عين شمس" بمدينة "القاهرة" من ممارسات لا يمكن أن توصف بسوى "البلطجة"، فحينما يقوم هؤلاء بتهديد القائمين على إدارة أحد المساجد الكبيرة بالمنطقة باستخدام القوة والعنف (والبلطجية والسلاح -هكذا قالوا باللفظ-) إذا تم فتح معهد لتدريس العلوم الشرعية بالجمعية الملحقة بالمسجد، لا لشيء سوى أن هذا المعهد ليس تحت عبائتهم، ولا يوافق منهجهم، فحينما يكون الأمر كذلك ألا يوصف هذا المنهج بالبلطجة والظلم والظلام؟
مع العلم أن هذا المعهد قائم على المنهج السلفي الصافي الصحيح، من دعوة المسلمين إلى اتباع الكتاب والسنة كما فهمهما صحابة النبي صلى الله عليه وسلم (عملياً لا نظرياً)، وتدريس كتب السلف في الأصول والفروع، ونبذ الفرقة والخلاف بين المسلمين، وقد أقبل الشباب المحب للعلم الصحيح، وللمنهج السلفي الصافي، كباراً وصغاراً، وقد افتقدوا مثل هذه المعاهد في مصر منذ سنين، أقبلوا على التسجيل بالمعهد من كل حدب وصوب في مصر وربما من خارجها، وما ذلك إلا لشهرة القائمين عليه بالعلم والمنهج الصحيحين.
وقد ادعى هؤلاء أنهم يريدون مناظرة القائمين على المعهد ثم كان ما طلبوا ثم لم تكن هناك مناظرة ولا شىء يمت للعلم بصلة، وإنما هو إلقاء التهم الباطلة، والمهاترات والقيل والقال... الخ، ولم يطرح هؤلاء مسألة علمية واحدة للمناقشة.
وهذه بعض الألفاظ التي تلفظ بها هؤلاء كما تلفظوا بها:
قالوا عن القائمين على المعهد: "أهل ضلال ولن نسكت حتى نطردهم ولو أتينا بالبلطجية!"
قال كبيرهم (ومرشح حزب النور): "على جثتي لو أقيم هذا المعهد"
وقال أحدهم: "نأتي بمئة بلطجي"، وقيل أنه قال: "بأسلحتهم"
قالوا لإمام المسجد (وهو إمام يتبع الأوقاف يدعو إلى السنة وإلى اتباع السلف الصالح): "نقطع رجلك من المسجد ولن تتطأ المسجد بعد هذا"
قالوا لأحد طلبة العلم بالمسجد والمعروف بسلامة منهجه ودعوته للسنة واتباع السلف الصالح: "نطردك من المكان ولن تتقدم مرة أخرى للإمامة"
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
(منقول) للعجب