المحاضرة الأولى
مفهوم الهندسة النفسية باللغة الإنجليزية يعنى
Nero linguistic programming
أى برمجة الحهاز العصبى للإنسان عن طريق اللغة أو البرمجة اللغوية الذهنية وظهر هذا المصطلح فى أمريكا منذ السبعينات.
وتغطى تطبيقات الهندسة النفسية جميع جوانب الحياة حيث يمكن الإستفادة منها فى الطب الهندسة والتعليم وإدارة الأعمال وغير ذلك فى جميع المجالات. هذا فضلا عن الإستفادة منها على المستوى الشخصى فبالهندسة النفسية يغير الإنسان حاله الى الأفضل من الحزن إلى السعادة من الفقر إلى الغنى وفى العلاقات العاطفية والأسرية وفى إكتساب المهارات وتطويرها وهكذا وذلك إتما يتم عن طريق الإدارة الجيدة للذات والتى تحققها أساليب الهندسة النفسية. فتطبيقات هندسة النفس واسعة إذن ومتشعبة تغطى جميع جوانب الحياة.
مفهوم الحدود والسلوك
هل الأشياء محددة أو غير محددة ؟
الإنسان هو الذى يرى الأشياء محددة أو غير محددة ، الأشياء مُحايدة وبيت الشعرالذى قاله المتنبى يمكن أن يوضح ذلك ( وتعظُم فى عين الصغير صغارها.... وتصغر فى عين العظيم العظائم ) فالإنسان الصغير يرى أى مشكلة صغيرة وكأنه لا حل لها والإنسان العظيم يواجه الأهوال والمشاكل برباطة جأش ولا تعظم فى عينه. الأشياء إذن ليست صغيرة أو كبيرة فالإنسان هو الذى يراها صغيرة أو كبيرة . إذن إدراكنا للعالم إدراك ناقص محدود ويرجع ذلك إلى وجود ثلاث مُرشحات أو ما نسميه فلترات ، هذه الفلترات تمنع إدراكنا للعالم بشكل كامل وهذه الفلترات أو المرشحات هى الأحساس ، واللغة ، والمعتقدات والقيم
المرشح الأول الذى يحد من إدراكنا للعالم الخارجى :
الأحساس
إن حواس الإنسان محدودة وهذا السبب يجعل إدراكها للعام إدراك محدود فالعين على سبيل المثال ترى الأشياء البعيدة ولا ترى تدرك ماهيتها ، والأذن مثلا لا تسمع جميع الأصوات من حولنا.
المرشح الثانى الذى يحد من إدراكنا للعالم الخارجى :
اللغة
وللغة ثلاث عيوب تجعل منها مرشح لإدراكنا للعالم الخارجى وهذه العيوب الثلاث هى التعميم والحذف والتشويه ، فالتعميم مثل أن أقول لا يوجد صديق مخلص على وجه الأرض أو لا توجد زوجة صالحة فهذا التعميم لا يخبر الحقيقة بالطبع. والحذف كأن أقول سافر أحمد فالمستمع لا يدرك غير تلك الجملة ولا يدرك لماذا سافر وكيف سافر وإلى أين سافر كل هذه التفاصيل لا تهم السامع وبالتالى لا يتحقق الإدراك الكلى للعالم من حولنا بهذا العيب الثانى وهو التعميم. العيب الثالث هو التشويه مثل أن أقول إن هذا الكتاب جيد وهذا الكتاب ردئ فكلمة ردئ كلمة هشة لا توضح الحقيقة فبأى معيار يحكم شخص ما على شئ ما.
المرشح الثالث الذى يحد من إدراكنا للعالم الخارجى :
المعتقدات والقيم
المعتقد هو الذى نؤمن بصحته وهو يختلف من فئة إلى فئة بل من الممكن أن يختلف من شخص إلى آخر.
القيم هى الأشياء التى نعتبرها مهمة بالنسبة لنا ونطالب الأخرين بها مثل الصدق والأخلاص والإحترام والقيم تختلف من فئة إلى فئة ومن شخص إلى شخص فقيمة العفة مثلا لم تكن ذات قيمة عند قوم لوط وقيمة رعاية الوالدين عند كبر السن لا تعتبر ذات أهمية فى البلاد الأجنبية
المعايير هى المقاييس التى نضعها نصب أعيننا عند فعل ما فمعايير إختيار الزوجة تختلف من شخص إلى أخر هناك من يطلب الجمال وهناك من يطلب المال وهكذا
إذن المعتقدات والقيم والمعايير تحد من إدركنا للعلم الخارجى وتمنع من رؤيته على حقيقته فلكل رؤيته الخاصة .
إذن فالعناصر التى تحد إدراكنا للعالم الخارجى هى
الحواس
اللغة بعيوبها الثلاثة ( التعميم والحذف والتشويه )
المعتقدات والقيم والمعايير
بعد ما ذكرنا تلك العيوب التى تحد إدراكنا بالعام الخارجى نذكر شئ هام تهتم به الهندسة النفسية وهو ما نسميه بالمُحصلة أى ماذا نجنى من الأشياء التى نعملها المُحصلة هى الهدف النهائى من السلوك ونضرب لذلك مثال الرجل الذى لديه عمل تجارى مثلا فهدفه النهائى هو الربح والشخص الذى يعمل بجد يكون من أجل أن يتزوج يكون هدفه النهائى هو الزواج والإنسان الذى يعبد الله ولا يعصيه هدفه النهائى هو الفوز بالجنة والنجاة من النار وأرى أن هذا الهدف الأخير هو أسمى الأهداف وأنبلها . وكلما كان الهدف واضح أمامك كلما نجحت فى تحقيقه فلابد إذن أن تكون أهدافك واضحة ثابته لكى تنجح فى تحقيقها والشخص الناجح يهمه أن يعرف ما يريد لا أن يعرف ما لا يريد فمثلا الشخص الذى يقول لا أريد أن أبقى عاطلا لم يحدد هدفه إنما ينبغى عليه أن يقول ماذا يريد أن يعمل ومثله الشخص الذى يقول أنه لا يريد أن يبقى عازباً لم يحدد هدفه وإنما يحدد هدفه بتحديد من يريد أن يتزوج . وتحديد الهدف لابد أن يخضع لعدد من الشروط
مواصفات الهدف أو شروط الهدف الجيد
حتى تضع هدف وتنجح فى تحقيقه لابد أن يتصف هذا الهدف بشروط ثمانية وهى :
أولاً : أن يكون الهادف واضح وإيجابى ومحدد فأن تقول أريد أن أتعلم كل شئ فهذا ليس هدف واضح وليس إيجابياً ولن تنجح فى تحقيقه وإنما أريد أن أتعلم الفقه هذا هدف واضح ومن أجل أن تتعلم الفقه ستحتاج إلى علوم أخرى بجانبه ولكنك تعرف أن هدفك الأساسى هو الفقه وأن تعلم العلوم الأخرى تخدم هذا الهدف.
ثانياً : أن تشعر بالمسئولية نحو هذا الهدف بأنك مسئول أن تحقق هذا الهدف أمام نفسك حتى لا تضيع وقتك وتصاب بالإحباط ومن الأفضل أن تضع خطة زمنية من أجل هذا الهدف.
ثالثاً : القياس بمعنى أن تعرف أنك أقتربت من هدفك او لا ، تقيس مدى وصولك لهذا الهدف فى الفترة التى خصصتها له. وكلما كان هدفك ثابت ومعروف من البداية كلما كان وصولك إليه وقدرتك على قياس خطواتك نحوه أسهل.
رابعاً : الوضوح بمعنى أن تعرف متى وكيف ستحقق الهدف .
خامساً : العوائق بمعنى أن تعرف العوائق التى قد تمنعك من تحقيق هدفك وتحاول أن تزيل هذه العوائق.
سادساً : العمل بمعنى أن تسعى نحو تحقيق هذا الهدف فالكلام وحده لن يحقق هدفك.
سابعاً : التوثيق بمعنى أن تكتب ما تريد أن تحققه بالضبط على ورقة وتحتفظ بها وتدون خطواتك فيها.
ثامناً : الإيمان : أن تؤمن بأنك تريد هذا الأمر وأنك بإذن الله ستصل إليه.
مفهوم الأنماط ودوره فى الهندسه النفسيه
النمط هو الطريقة التى يستخدمها الإنسان فى التفكير وهى تكون واحدة من ثلاث : سمعية ، صورية ، حسية
كل نمط من هذه الأنماط الثلاث إما أن يكون خارجى أى مبنى على أحداث واقعية مرت بالإنسان أو داخلى من الذاكرة أى أنشأه الإنسان مثل تصوره للجنة والنار أو ذاتى من إبتكار الإنسان . إذن فلدينا ستة أنماط من التفكير : سمعية وصورية وحسية وكلا منها ينقسم إلى داخلى وخارجى.
هذه الأنماط تُشكل طريقة تفكير الإنسان بمعنى أن إستراتيجية التفكير تستخدم نوع من الأنواع الثلاثه أو تفضيلاته تعتمد على نوع من الأنواع الثلاثه هذه وهذا المثال يوضح : تخيل أنك أحضرت هديه لزوجتك فقالت لك تكفينى كلمة جميلة منك ، نمط تفكير هذه الزوجة هو نمط سمعى ، تخيل العكس أنك أسمعتها كلمات رقيقة فقالت إن الكلمات وحدها لا تعبر عن حبك لها وهى تريد هدية مثلاص ، هذه الزوجة إذن نمط تفكيرها صورى لو طلبت قبلة غذن نمط تفكيرها حسى . معرفة أنماط التفكير لدى الأشخاص يتم من خلال طرح عدة أسئلة عليهم ومن ثم يمكنك بمعرفة نمط تفكيرهم أن تتواصل بشكل فعّال معهم.
المحاضرة الثانية
مفهوم الأنماط فى الهندسة النفسية
كما ذكرنا سالفاً أن الأنسان يفكر بنمط من الأنماط الثلاثة الصورية والسمعية والبصرية وهو أيضاً يتكلم بهذه الأنماط ، كل شخص يستخدم الأنماط الثلاثة ولكنه يفضل أو يغلب على كلامه نمط من تلك الأنماط وهذا وما نسميه بلحن القول أو لحن الكلام ويمكن التعرف على شخصية المتكلم من خلال معرفة النمط الذى يستخدمه فى كلامه أى فى لحن قوله وصدق الله العلى إذ قال ( ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفتهم فى لحن القول ) .
الشخص الصورى أى الذى يغلب على حديثه النمط الصورى نراه ينظر لأعلى كما أنه سريع الكلام وكأنه أثناء كلامه يلاحق الصور التى يتخيلها.
الشخص السمعى أبطأ من الشخص البصرى فى الكلام ونراه يهتم برنين الكلمات ووقعها ومخارج الألفاظ.
الشخص الحسى أبطأ من الأثنين ونراه كأنما يُخرج كلماته من جوفه أو من بطنه لأن هذه الكلمات تعبر عن أحاسيسه.
هذه الأنماط الثلاثة يمكن التعرف عليها من خلال كلام الناس أو من خلال كتاباتهم وأشعارهم وهى تظهر فى الكتابات الأدبية أكثر منها فى الكتابات العلمية.
مفهوم الأستراتيجية فى الهندسة النفسية
الأستراتيجية هى تعاقب الصور والاصوات والأحاسيس فى ذهن الشخص عندما يتكلم أو يصف شئ ولكن إنسان طريقته فى تعاقب هذه الأنماط وخذ مثال ذلك لأكثر من شخص يقوم يعملون كوباً من الشاى ، سنلاحظ إختلاف طريقة كلاً منهم فشخص يُحضر السكر أولاً وشخص يبدأ بإحضار الماء وشخص يبدأ بإشعال النار.
المهارات التى نتعلمها فى الحياه كلها تعتمد على هذه الإستراتيجية أى إستراتيجية الأنماط وتعاقبها فإستراتيجية الأنماط تساعد على التدخل فى ذهن الشخص بحيث تتعرف على النمط الذى يتبعه فى تنفيذ هذه المهارة ومن ثم يسهل تنفيذها. المهارة التى يتعلمها الشخص تمر بأربع مراحل : لا مهارة لا وعى – لا مهارة مع وعى – مهارة مع وعى – مهارة بلا وعى : الشخص الذى يقود سيارة عندما كان طفلاً لم يولد بهذه المهارة ولم يكن لديه وعى بها ( لا مهارة لا وعى ) بعد ذلك تعلم من شخص ما هذه المهارة ( لا مهارة مع وعى ) بعد ذلك بدأ يمارس هذه المهارة لفترة من الوقت (مهارة مع وعى ) أصبح يقود السيارة بلا تفكير عندما ترسخت هذه المهارة فى عقله الباطن وكأن هناك معلوات فى العقل الباطن تدفعه إلى هذه المهارة دون حتى أن يفكر بها العقل الوعى فقد ترسخت فى عقله الباطن ( مهارة بلا وعى ) إذا أستطاع الأنسان أن يصل إلى العقل الباطن لشخص ما فسيمكنه التأثير فيه.
أركان النجاح التى تحققها الهندسة النفسية
أولاً : تحديد الحصيلة
فكلما حدد الأنسان ما يريده بالضبط وما ينشده فى حياته كلما كان أكثر نجاحاً.
ثانياً : إرهاف الحواس
تعبير إرهاف الحواس هو تعبير آخر يدل على جمع المعلومات وإرهاف الحواس يتأتى بالتركيز فى ما يستخدمه الشخص المقابل من أنماط فى الكلام أو السلوك أى معرفة النمط الذى يستخدمه الشخص هل هذا النمط حسى أو صورى أو سمعى وكلما أرهفت الحس كلما جمعت معلومات عن الشخص المقابل وحددت نمط تفكيره ومن ثم أمكنك التعامل معه بنجاح .
ثالثاً : المرونة
والمرونة هى القدرة على تغيير أسلوبك فى التعامل مع الشخص المقابل تبعاً لطريقته فى التعامل
إذن أسس النجاح الثلاثة فى التعامل مع الشخص المقابل تتم من خلال أركان ثلاثة وهى : تحديد الحصيلة وإرهاف الحواس والمرونة ولكن كيف أحقق هذه الأشياء؟
يمكن أن أحقق هذه الأشياء من خلال ما يسمى بالمقايسة والمقايسة هى معرفة حال الشخص المقابل من خلال ثلاثة أشياء : التنفس و شكل الشفه السفلى وقسمات الوجه
أولاً : التنفس
هل الشخص المقابل يتنفس بسرعة أم ببطء ؟ هل يظهر تنفسه من أسفل ملابسه ؟ كيف يعلو صدره عند التنفس؟ إن طريقة التنفس تدل على حال الشخص هل هو سعيد أم منزعج أم غضبان أم حزين
ثانياً : شكل الشفه السفلى
إن شكل الشفه السفلى يدل بحال أو بآخر على حالة الشخص المقابل فمثلاً الشخص الحزين أو الغاضب أو باللغة الدارجة ( الزعلان ) يمط الشفه السفلى.
ثالثاً : قسمات الوجه وتعبيراته
قسمات الوجه تُفيدنا كثيراً فى التعرف على حال الشخص المقابل وتعبر تعبيرأ واضحاً أشد الوضوح عن حالته هل هو سعيد أم حزين أم قلق أم يائس ، وقسمات الوجه الوجه نراه من خلال أشياء متعدده فى الوجه مثل خطوط الوجه والعينين و الجبين ما بين العينين وفتحتى الأنف والخطوط التى تقسم الوجه وغيرها .
هذا الثلاث أشياء تمكننى من المقايسة أى معرفة حال الشخص المقابل ولكن الأشياء الثلاثة هذه تخص المقابله وجه لوجه ولكن يمكننى المقايسة أيضاً من خلال نغمة الصوت للشخص المقابل عندما أتحدث معه فى التليفون على سبيل المثال
ملخص هذا : المقايسة تمكننى من التعرف على الشخص المقابل من خلال علامات ثلاث وهى التنفس ، شكل الشفه السفلى وتعبيرات الوجه . لابد من إرهاف الحس للتحقق من هذه العلامات . المقايسة إذن تأتى من خلال إرهاف الحواس ( جمع المعلومات )
المقايسة تُمكننا من تحقيق نتيجة مهمة فى التعامل مع الشخص المقابل وهذه النتيجة هى الألفة .
ما هى الألفة وما هى مستوياتها وكيف نحقق الألفة مع الشخص المقابل؟
ماهى الألفة؟
الألفة هى العلاقة الحميمية بين شخصين وإن فُقدت هذه الألفة بين شخصين فلن يحدث أى شئ بينهما لن يحدث بيع أو شراء أو تعليم أو حوار.
ما هى مستويات الألفة ؟
للألفة 5 مستويات وهى :
المستوى الأول : مستوى التعبيرات
ونراه من خلال طريقة الجلوس وحركة اليدين وحركة العينين والملبس وتعبيرات الوجه والجسم وطريقة التنفس ولتحقيق الألفة على مستوى التعبيرات لابد أن تكون حركتك وهيئتك مشابهة لحركة وهيئة الشخص المقابل مثلاً إذا كان جالس اجلس معه وإذا كان واقف قف معه بل تحرى نفس الجلسة أو الوقفة أو الهيئة التى يكون عليها إذا كان يجلس بجدية أجلس نفس الجلسة الجدية التى يجلسها إذا كان مُنبسطاً فى هيئته أو جلسته فكن كذلك وبهذا تحقق الألفة فى مستواها الأول .
المستوى الثانى : المستوى السمعى
ونرى هذا المستوى فى إرتفاع الصوت وإنخفاضه وسرعته وبطئه ولتحقيق الألفة على هذا المستوى أجعل طريقتك فى الكلام تتشابه إلى حد ما مع الشخص المقابل فلو أن شخص ما يتكلم بصوت هادئ وخفيض لن يكون من الألفة أن أتكلم معه بصوت مرتفع .
المستوى الثالث : المستوى اللغوى
ويُمكن التعرف عليه من خلال نوع الكلمات المستخدمة أو التعرف على نمط الكلمات المستخدمة ، هل تتبع النمط الصورى أم السمعى أم الحسى ولتحقيق هذا المستوى لابد أولاً أن أتعرف على النمط الذى يستخدمه الشخص المقابل وأن يكون لدى المرونة فى إستخدام نفس النمط الذى يتكلم به.
المستوى الرابع : مستوى المعتقدات والقيم والمعايير
ما هى معتقدات الشخص المقابل التى يعتقده وما هى القيم التى يؤمن بها ويتبناها وما هى المعايير التى يريدها .
المستوى الخامس : مستوى البرامج العاليه
وهذا موضوع حديث آخر.