المحاضرة الثالثة
تعتمد الألفة على عاملين :
الأول هو الملاحظة الجيدة بمعنى الاحظ كيف يتحدث الشخص المقابل وما هو النمط الذى يستخدمه ومن خلال معرفة هذا استطيع أن اغير طريقتى معه
العامل الثانى هو المرونة ونقصد بها تغيير السلوك طبقاً للشخص المقابل دون أن يشعر بذلك
البرامج العالية وأهميتها فى الهندسة النفسية
البرامج العالية تعتمد على تفضيلات الشخص المختلفة فى التعامل مع الأخر فعلى سبيل المثال هناك شخص استراتيجيته الإبتعاد عن المشاكل وشخص آخر إستراتيجيته الإقتراب من الحلول ونسمى هذه الطريقة طريقة الإقتراب والإبتعاد . نأخذ مثال من التاريخ الأسلامى : قال عمرو بن العاص لمعاوية ( إننى ما دخلت فى مشكلة إلا وخرجت منها ) فقال له معاويه يوماً ( إننى لم أدخل فى مشكلة قط ) نرى من هذا الموقف أن إستراتيجية معاوية عدم الدخول فى مشاكل إبتداءاً أى الإبتعاد عن المشاكل أمّا إسترتيجية عمرو بن العاص هى القدرة على إيجاد خلول أو الإقتراب من الحلول .
هناك إستراتيجية أخرى تخص البرامج العالية أو برنامج عالى آخر هو ما نسميه بإستراتيجية الإجمالى والتفصيل فنرى بعض الأشخاص يُفضلون الكلام عن المجمل أو العموم وهناك من يُفضل أن يتكلم فى التفاصيل ولنأخذ مثالاً للتوضيح : لو ذكرنا كلمة سيارة أمام عدة شخوص كموضوع للنقاش فسنرى شخص يتكلم عن وسائل النقل وينتقل منها إلى السفر والسياحة وهكذا وسنرى شخص أخر يتكلم عن التفاصيل مثل أنواع السيارات وأسعارها وموديلاتها والغيارات الموجودة بالسيارة فالأول يتكلم لأعلى والثانى ينزل لأسفل فكلاً منهم له إستراتيجية فى تناول المواضيع . إذا أردت إذن أن تصل للشخص المقابل عليك أن تحدد إستراتيجية البرامج العالية التى يستخدمها ويتحقق ذلك بالنسبة لهذه الإستراتيجية ( إستراتيجية الإجمالى والتفصيل ) من خلال أمرين : الأول قوة الملاحظة بمعنى معرفة هل يحب الشخص المقابل الإجمالى أم التفصيل والأمر الثانى أن يكون لديك القدرة على أن تُجمل وتُفصل بحيث يُمكنك السيطرة على الموضوع .
هناك أسلوب أخر فى البرامج العاليه وهو ما نسميه بإسلوب المرآة الكاملة والمرآة المُتقاطعة وإسلوب المرآه على وجهيه أن تجعل نفسك مرآة للشخص ولنأخذ مثالاً على ذلك : هب أنك تجلس أمام شخص يتكلم معك وهذا الشخص يرتدى نظارة وهو يرفه نظارته لأعلى من وقت لأخر وهب أنك لا ترتدى نظارة فيمكنك أن تقوم بحركة مقابلة لحركته هذه كأن يكون لديك قلم تضغط عليه عنما يقوم هذا الشخص برفع نظارته وهذا نسميه بالمرآم المُتقاطعة بمعنى أن تفعل حركة مغايرة تقابل حركة يقوم بها الشخص المقابل والمرآة الكاملة أن تفعل نفس الحركة التى يقوم بها الشخص المقابل.
أسلوب آخر من أساليب البرامج العالية هو ما نسميه بإسلوب المجاراة والقيادة ومعنى هذا أن تجارى الشخص فى سلوكه أو طريقته ثم تقوده إلى سلوكك أنت أو طريقتك دون أن يشعر هو بذلك ولنأخذ مثالاً على ذلك هب أنك تريد أن تتكلم مع شخص جالس ومسترخى لكى تُحقق الألفة معه عليك أن تجلس وتسترخى مثله ( مجاراه لسلوكه ) ومن ثم تبدأ بالقيام تدريجياً ( القيادة ) وستجده ينصاع لك لا إرادياً ومن ثم ستتحقق الألفة بهذا الرباط القوى غير المرئى . مثال آخر ، أنت تريد مثلاً أن تتكلم مع شخص وهو عالى الصوت لن يكون ثمة حوار ناجح أو ألفة إذا أنت تكلمت معه بصوت خفيض عليك إذن أن ترفع من صوتك ولكن أقل منه بقليل ( المجاراة ) ومن ثم تبدأ فى أن تخفض من صوتك وبالتالى ستراه يتبعك ( القيادة ) وبهذا الأسلوب سيتحقق رباط الألفة .
أسلوب أخر من أساليب البرامج العالية هو أسلوب الإتحاد والإنفصال بمعنى أن تتخيل الخبرة بطريقة مباشرة وطريقة غير مباشرة ولنضرب مثالاً : هب أنك تريد أن تتخيل أنك تركب سيارة يُمكنك أن تتخيل هذه التجربة بطريقتين ، الأولى أن تتخيل الخبرة بطريقة مباشرة بمعنى أن ترى تتخيل نفسك وأنت تقود سيارة والطريقة الثانية أن تتخيل نفسك وأنت جالس أمام فيديو وترى نفسك فى هذا الفيديو وأنت تقود سيارة . أسلوب الإتحاد والإنفصال يمكننا من تطبيق ما نسميه بإستراتيجية المواقع الثلاثة بمعنى أنك ترى الخبرة أو تعالج موضوع أو مشكلة مع شخص بدون أن ترى هذا الشخص أو حتى أن تذكر المشكلة نفسها وذلك يتأتى من خلال ثلاثة مواقع سنذكرها بعد هذا التوضيح : أفترضنا أن لديك مشكلة مع شخص ما فكر فى هذه المشكلة وأنت جالس أمام هذا الشخص ويبدو عليك الإنزعاج والقلق من طريقة صديقك وبعد هذا أعطى درجة من 1 : 10 لمدى إنزعاجك . ثانياً : تخيل نفسك وأنت تنظر من على كتف صديقك أو وأنت واقف خلفه وتلاحظ نفسك وحوارك مع صديقك وإنزعاجك منه ستلاحظ أنك تعطى الأمر أكبر مما يستحق من إنزعاج ثم أعطى لمدى إنزعاجك درجة من المؤكد أن هذه الدرجة ستكون أقل من الدرجة التعى أعطيتها لنفسك فى المرة الأولى ، الطريقة الثالثة تخيل نفسك وأنت شخص ثالث محايد وترى الحوار هذا الذى يزعجك ويسبب لك المشكلة بينك وبين صديقك ستكتشف فى هذا الجدال أشياء لم تكن تراها مكن قبل . من خلا هذا المثال نرى أننا حصلنا على المعلومة من خلال ثلاث مواقع هى كالتالى : الموقع الأول : وأنت تنظر إلى صاحبك ( الموضوع من وجهة نظرك أنت )
الموقع الثانى وأنت تنظر إلى نفسك من وجهة نظر صاحبك .
الموقع الثالث وهو موقع الراقبة والمحايدة من طرف ثالث مُحايد.
هذه الطريقة ستُفيدك فى تحسين العلاقة مع هذا الشخص
موضوع آخر فيما يخص البرامج العالية هو ما نسميه بالإنسجام والإنسجام ليس المقصود به الألفة التى تكلمنا عليها وإنما موضوع آخر فالإنسجام الذى نعنيه هنا عو توحد أهداف الشخص داخله وعد الإنسجام هو تشتت أهدافه ولنضرب مثالاً للتوضيح : تخيل انك تريد أن تشاهد التلفاز وبمجرد أن تجلس أمامه ربما تلاحظ رغبة داخلك فى فعل شئ بل أشياء أخرى قد تصل كحد أقصى إلى 9 أشياؤ ربما ترغب فى أن تلعب كرة أو تقرأ جريدة أو تداعب أطفالك أو أو ، إذا كانت هذه الأجزاء داخلك متطابقة بينها شئ مشترك ( مشاهد التليفزيون – تشرب مشروب – تأكل مسليات هكذ ) يمكن القول أنك فى حالة إنسجام وإذا لم تكن كذلك نسمى ذلك عد إنسجام . وهناك فرق بين عدم الإنسجام وإنفصام الشخصية ففى حالة عدم الإنسجام فإن كل جزء بداخلك يعرف ماذا يريد الجزء الأخر أما فى حالة إنفصام الشخصية فإن كل جزء لا يعرف ماذا يريد الجزء الأخر ، كما أن حالة عدم الإنسجام ليست حالة مرضية فى حين أن إنفصام الشخصية هو حالة مرضية .
موضوع أخر فيما يخص الهندسة النفسية هو ما نسميه بالإرساء ، والإرساء مأخوذ من المرساة وهى الأداة التى تُمسك السفينة
والإرساء فى البرامج العالية معناه إستحضار الذكريات الإيجابية بإشارات قد تكون حسية أو صورية أو صوتية ، ونأخذ مثال للتوضيح تذكر حالة لديك إيجابية كنت فيها سعيدأ وواثق من نفسك ومُنسرح الصدر وعندما يصلك الشعور الذى كنت تحسه أو تشعر به فى هذا الحالة ويصل إلى ذروتك قم بعمل إشارة حسية كأن تضغط أصبع السبابة على الإبهام لمدة بضع ثوانى ثم كرر هذه الحالة عدة مرات وبعد ذلك تناسى هذا الموضوع وأنشغل بموضوع أخر مثل أن تتحدث مع صديق ثم أثناء حوارك قم بعمل هذه الإشارة بمجرد أن تفعل هذه الإشارة ستجد أن المشاعر الإيجابية للموقف الذى كنت تتذكره وقمت بعمل رابط له وهو هذه الإشارة الحسية ستجد أن هذه المشاعر أتتك بطريقة أتوماتيكية حيث أرتيطت تلك المشاعر بهذه الإشارة وهى هذه الضغطة . يمكننا إستخدام الإرساء فى تطبيقات كثيرة.
أمثلة لتطبيقات الإرساء
علاج حالات الخوف من خشبة المسرح أو مواجهة الناس وذلك بإرساء حالة من الحالات التى كنا فيها على ثقة كبيرة بالنفس ونكررها عدة مرات ونربطها بإشارة مثل إشارة ضغط اًصبعى السبابة والإبهام نكرر حالة الإرساء إلى أن تستقر فى العقل الباطن ثم عند الوقوف أمام الناس نقوم بعمل الإشارة المرتبطة بمشاعر الثقة بالنفس التى قمنا بعما إرساء لها داخل العقل الباطن وسنلاحظ تغير السلوك إلى حالة ثقة بالنفس عند مواجهة الناس أو الوقوف على خشبة المسرح.
هناك تطبيق من تطبيقات الإرساء يمكن أن نستخدمه لدى الأطفال وهو ما نسميه بدائرة الإمتياز ، ومعناه أن أطلب من الطفل الوقوف فى دائرة يتخيلها ولتكن على سجادة وأطلب منه أن يتذكر مشاعر إيجابية وأكررها لديه عدة مرات بأن أدعوه للخروج من الدائرة ثم الدخول إليها وتذكر نفس تلك المشاعر الإيجابية وبعد يومين أوثلاثة أطلب منه أن يدخل الدائرة ولا أطلب منه أن يتذكرهذه المشاعر لأنه سيتذكرها من تلقاء نفسه أقول له تخيل الدائرة التى على السجادة أنك تحملها فى جيبك وكلما شعرت بعدم ثقة إزاء موقف ما مثل الخوف من التحدث إلى المعلم أخرج تلك السجادة والمرسوم عليها دائرة الإمتياز ثم قف عليها ستتبدل مشاعره إلى الأفضل.
موضوع أخر فى البرامج العاليه سنتكلم عنه هو ما نسميه بالترسيخ وهو يستخدم أسلوبى الإرساء والإتحاد والإنفصال وقد ذكرناهم سالفاً. ويختلف الترسيخ عن الإرساء فى أنه لا يعتمد على تذكر مشاعر إيجابيه مر بها الشخص كما هو الحال فى الإرساء ولكن يعتمد على تذكر حالة جيدة غير موجودة فى الشخص وسنشرح مثال لتوضيح مفهوم الرسيخ هذا . نفترض أن شخصاً يريد أن يكون خطيب جيد وهو يخشى مواجهة الناس فى هذه الحالة أطلب منه أن يتخيل خطيب يحبه وهو واقف يخطب أمام الناس ويتخيل نفسه يقيّم هذا الخطيب وكأن الخطيب ممثل وهو مخرج يعدل له الأداء حتى يصبح على أكمل وجه ( هذه الحالة حالة إنفصال ) وبعد ذلك أطلب منه أن يتخيل نفسه وهو يؤدى دور الخطيب هذا ويتخيله نفسه وهو يقوم نفسه حتى يصل إلى أفضل أداء ومن ثم نرسى أفضل أداء تذكره بإشارة ما وهذا ما نسميه بالترسيخ أو مولدات السلوك الجديد ويمارسه الرياضيون والممثلون لتحسين آداءهم.
موضوع آخر من البرامج العالية ما نسميه بتحويل المناط وتحويل المناط معناه تحويل الشى السىء إلى جيد مثل أن نحول سفينة قديمة بدلاً من أن نُكهنها نقوم بطلائها وتنظيفها وتحويلها إلى مطعم هذا الأمر فى الهندسة النفسية المقصود به تحويل المشاعر السلبية إلى مشاعر إيجابية . وتحويل المناط يعتمد على الفصل بين القصد والسلوك فما من سلوك إلا وله قصد ما ولكن فى الهندسة النفسية فإن لكل سلوك قصد إيجابى سواءاً كان السلوك سلبياً أم إيجابياً فالمدخن الذى يدخن يسلك سلوك سلبى من أجل تحقيق قصد هو فى الحقيقة قصد إيجابى وهو الشعور بالإستمتاع فليس حراماً أن يشعر الإنسان بالإستمتاع ولكن السلوك الذى يفعله من أجل المتعة التى ينشدها إما أن يكون سلوك إيجابى أو سلبى .
لدينا هنا ما نسميه بالفرق بين القصد و السلوك فى عملية تحويل المناط وسنسوق مثالاً لتوضيح هذا الأمر : نفترض أنك تُدخن وتريد الإقلاع عن التدخين ولكنك لا تستطيع فى هذه الحالة يمكنك إستخدام إستراتيجية تحويل المناط فى الفصل بين القصد والسلوك وذلك بأن تتخيل أن صديقك هو الذى يُدخن وأنت الناصح له بالإقلاع عن التدخين ، من المؤكد أن عدة أنفس داخل صديقك ( أو داخل نفسك أنت ) لعد مطالب من بين هذه الأنفس نفس ترفض التدخين ونفس تطلبه ، فى هذه الحالة ستُجرى حواراً مع النفس التى تطلب التدخين وتسألها لماذا تُدخن أى ما مفصدك من هذا السلوك ستجيب : المتعه ، عندئذ تذهب للنفس التى لا تريد التدخين ونسميها النفس المُبدعة ونطلب منها إقتراح عدة طرق لتحقيق المتعة عوضاً عن التدخين ، ستقترح عليك هذه النفس عدة إقتراحات على سبيل المثال قراءة جريدة ، شرب شاى ، المشى فى الهواء الطلق وأشياء من هذا القبيل ، وبعدها تذهب للنفس التى تريد أن تُدخن وتقول لها أو تقترح عليها الطرق التى إقترحتها النفس المُبدعة لتحقيق المتعة وتطلب منها إختيار طريقة من هذه الطرق ، بالطيع ستختار طريقة من بينهم ، بعد أن تختار أجتمع بجميع الأنفس التى بداخلك وأقترح عليهم تنفيذ الطريقة التى إختارتها النفس التى تنشد المتعة لتحقيق هذه المتعة بدلاً من التدخين وأنك ستنفذا هذا الأمر اليوم أو غدا أو الأسبوع القادم أو الوقت الذى تحدده ومن ثم ستبدأ فى التنفيذ. هذه الطريقة لا تُجدى مع شخص لا يريد أن يُقلع عن التدخين.
تُستخدم طريقة تجويل المناط فى تطبيقات أخرى منها تحويل المشاعر السلبية إلى مشاعر إيجابية وسنسوق مثالاً للتوضيح : هب أنك غاضب من شخص قد أهان كرامتك وهذه الإهانة ولدت داخلك شعور بالألم نحو هذا الشخص . الشعور بالألم هذا هو سلوك لتحقيق مطلب إيجابى وهو الثأر لكرامتك ولكنه سلوك سلبى. تخيل أن هذا السلوك لصديقك أو تجرى حواراً مع نفسك وتسألها : لماذا أنت غاضبة أيها النفس وتشعرين بالألم ( سلوك سلبى ) ستجيب تلك النفس الغاضبة : أريد أن أثأر لكرامتى ، ستسألها سؤال آخر وهل الغضب والألم حقق لك الكرامة ، ستجيب لا : قل لها حينئذ سأقترح عليك إذن عدة طرق ( سلوكيات إيجابية ) لتحقيق كرامتك إختارى من بينها وتبدأ فى إقتراح هذه الطرق ، والتى ستبدأ هذه النفس فى تطبيقها حرصا من نفس أخرى داخلك لكى تتخلص من هذه السلوكيات السلبية والشعور بالألم . بالطبع قد لا توافق النفس ولكن بالحوار والتغيير وكثرة المقترحات ستوافق.
المحاضرة الرابعة
المعتقدات والقيم والمعايير
المعتقدات
قبل أن نشرح معنى الإعتقاد ذكر قصة أو حكاية الدواء لبلاسيفو : كان هناك مريض يشكو آلاماً شديدة ، فذهب هذا المريض إلى صيدلى يُدعى إيميل وطلب منه علاج لتسكين آلامه ولم يكن لدى هذا الصيدلى دواء لهذا الرجل ولكن المريض ألحّ عليه لشدة آلامه فقال له إيميل بعد إلحاح وإصرار منه بأنه سيُحضّر له دواء وطلب من هذا المريض أن يأتى بعد ثلاث ساعات فقام الصيدلى بتجهيز دواء عبارة عن أقراص من السُكر مُغلّفة كهيئة أقراص الدواء ولمّا جاء المريض أعطاه الصيدلى إيميل أقراص السكر هذه على إعتبار أنه الدواء المُناسب له وأخذها المريض وبعد أن أخذها بدأ يشعر بتحسُن ومن ثم ذهبت آلامه . هذا الدواء الوهمى عُرف بعد ذلك بإسم لبلاسيفو والذى يستجيب له 30% من المرضى الذين يأخذونه وأن 50% من المرضى فى حالة الألم يستجيبون له إستجابتهم للأدوية الحقيقية وذلك من أثر الإعتقاد .
المعتقدات هى الأشياء التى نؤمن بصحتها ، والمعتقدات تقود الإنسان إلى تحقيقها أى إلى تحقيق الشئ الذى تعتقد بصحته فلو أنك أعتقدت أنه يمكنك أن تكون رياضى ناجح ولديك ما يؤهلك لتحقيق معتقدك فستكون كما تعتقد ، وهناك قاعدة بالنسبة للبرمجة اللغوية فيما يخُص الإعتقاد وهى : إذا كنت تعتقد أنك تستطيع أن تفعل شئ أو أنك لا تستطيع أن تفعل شئ فإنك على صواب فى الحالتين بمعنى أنه كما ذكرنا أن إعتقادك فى شئ يقودك إلى تحقيقة .
القيم
القيم هى الأشياء المهمة أو التى نعتبرها مهمة ونطلب الأخرين بتحقيقها مثل الصدق والأمانة والعفة .
المعايير
هى الأشياء التى نعتبرها تفضيلات شخصية كالطعام الذى نأكلة ونوع الملابس التى نرتديها وغيرها من الأشياء التى نفضلها عن غيرها .
المعتقدات والقيم والمعايير لها تأثير كبير فى حياة الإنسان وسلوكه حيث أن الأنسان يتصرف حسب مُعتقداته فلو أعتقد مجموعة من الناس أن منزلاً ما مسكوناً بالأشباخ فلن يستطيع أحد أن يدخله . ونذكر مثال أخر يوضح تأثير المعتقدات على من يعتقدها وهذا المثال خاص بالضفادع فالضفادع لا ترى الحشرات إلا وهى متحركة ولو أن ضفدع كان بجوار مجموعة من الحشرات الميتة أو الساكنة ما أكل منها شئ حتى ولو كان هذا الضفدع جائع لأن الضفدع يعتقد أن الحشرات غير موجوده كونه لا يراها إلا فى حالة حركتها.
والإعتقاد يشمل أنواع متعددة مثل الإيمان بالممكن والمستحيل أى إعتقاده أن هذا الشئ يُمكن تحقيقه أو لا يُمكن ، وأيضاً الإيمان بالقدرة والعجز أى إعتقاده أنه يستطيع أن يفعل أمر ما أو لا يفعل ، ثم الإيمان بالسبب والمُسبب بمعنى إعتقاده أن هذا السبب يؤدى إلى تلك النتيجة أو أن هذه النتيجة بسبب كذا . وسلوك الإنسان يعتمد على الإعتقاد .
مستويات الإعتقاد
للإعتقاد أو الإيمان ستة مستويات : أولها الإيمان الروحى وهو أعلى مستويات الإيمان ، وثانيها الإيمان بالهوية والإنتماء كهويته العربية المسلمة أو إنتمائه للوطن ، وثالثها الإيمان بالقيم والمعتقدات وهى تشمل مستويات الممكن والمستحيل والقدرة والعجز والسبب والمُسبب ، ورابعها الإيمان بالقدرة والمهارت أى قدرته على أن يكون مُحترف لشئ ما ، وخامسها السلوك أى الإمكانيات الموجودة لدى الشخص لتحقيق مهارة ما ، وسادسها البيئة التى تُمكنه من فعل شئ ما .
والقانون الذى يحكم مستويات الإيمان هذه هو أن أى تغيير يحدث فى هذه المستويات الستة يؤثر على ما فوقه ولا يؤثر على ما تحته فمثلاً أى تغير أو خلل فى القدرات والمهارات يؤثر فى السلوك والبيئة ولكنه لا يؤثر على القيم والمعتقدات أو الإيمان الروحى أو الإيمان بالهوية ولذلك فإن أى تغير فى الإيمان العميق وهو المستوى الروحى يؤثر على باقى المستويات .
القيم والمعايير يُمكن إستنباطها ويمكن ترتيبها ويمكن تغييرها ، فهناك طرق لإستنباطها وهناك سُلّم لترتيبها وهناك دلائل تشير إلى مقياس تحققها من عدمه .
والهيكل القيمى ليس ثابتاً على الإطلاق ولكن يمكن تغييره تبعاً للظروف ولنأخذ مثالاً قم أنت بتسجيل عدد من القيم من الأهم إلى الذى يليه فى الأهمية ستجد أن لديك هرم قيمى قمته القيمة الرئيسية لديك ثم تليها التى تليها فى الأهمية . أحتفظ بهذه الورقة فى مكان ما وأنسها لفترة من الزمن وليكن عامين مثلاً وبعد هذين العامين سجّل ورقة أخرى وقارنها بالورقة الأولى ستجد أن هذه القيم قد تغيرت وتبدلت أماكنها فى الهرم القيمى ، ولنأخذ مثالاً على ذلك الشخص الذى يعيش فى قبيلة تكون عنده قيمة الإنتماء أو الهوية فى مكان متقده فى الهرم القيمى فإذا ذهب هذا الشخص للدراسة فى الخارج فى أوروبا مثلاً فإن هذه القيمة ستقل لديه بعد فترة من الزمن لأنه لم تعد توجد محفزات لهذه القيمة . إذن القيم تتغير بتغير الزمان والمكان كما أن قيم كل شخص تختلف عن الشخص الأخر ولذلك فإن الناس يختلفون فى تقدير القيم المختلفة فلو سألت عدة أشخاص عن قيمتى الصدق والصداقة أيهما يكون أكثر إلتزاماً بها كقيمة هامة لديه ستجد إجابات مختلفة فستجد من يضحى بالصدق من أجل الحفاظ على الصداقة وستجد من يفعل العكس .
المعتقدات المُعوّقة
المعتقدات المُعوّقة هى التى تمنع الإنسان من أن يتقدم أو يحقق هدف فمثلاً لو أن شخصاً ما يعتقد أنه لا يمكنه أن يتعلم الكمبيوتر بأى حال من الأحوال بل لا يستطيع عمل ذلك فلن يتعلم الكمبيوتر ، فإعتقادته بعدم إستطاعته على تعلم الكمبيوتر أعاقه ومنعه عن تعلم الكمبيوتر . إن تحقيق كثير من النجاح والتقدم يعتمد على تغيير معتقد الإنسان ولا نقصد المعتقد الدينى وإنما المعتقد الذى يمنعه من أن يحقق هدف ما أى تغيير معتقدات الإنسان فى القدرة والعجز وهناك دورات متخصصة فى هذا الأمر . وفى تربية الأبناء لابد من الحذر كل الحذر من أن نزرع داخلهم القيم المعوقة مثل أن نقول له عندما يقترب من الكمبيوتر وهو فى سن صغيرة إنك لا تفهم فيه فهذه الطريقة تزرع فى نفوسهم معتقدات سلبية وخاطئة قد تكون سبباً فى عدم تعلمه الكمبيوتر على الإطلاق ، وإذا كان لدى الطفل مهتقدات خاطئة فلابد من تغييرها إلى معتقدات إيجابية .
موضوع أخر فيما يخص البرمجة اللغوية هو ما نسميه بخط الزمن ، وخط الزمن عبارة عن حادثة متكررة يقوم بها الإنسان مثل الإستيقاظ من النوم وخط الزمن هذا له لون وكأن يكون أبيض أو رمادى أو أسود كما أن له سُمك كأن يكون رفيع أوسميك . خط الزمن قد يسير فى إتجاهين الأول من الخلف إلى الإمام أى من الماضى إلى الحاضر والإنسان فى هذا الإتجاه من خط الزمن يكون داخل الزمن وهناك إتجاه يسير من اليسار إلى اليمين وهو يكون خلال الزمن وفيه يرى الإنسان ماضيه وحاضره ويكون أكثر وعياً بمستقبله فالنوع الأول يسيطر على الإنسان والثانى يُسيطر عليه الإنسان . ويمكن إستخدام خط الزمن فى العلاج النفسى ونسوق مثالاً على هذا هو مثال البنت الصغيرة التى توفت والدتها فأصبحت حزينة وسيطر عليها الحزن وتملكها وشعرت أن الحياه قد توقفت وأصبحت فى حالة مستمرة من الحزن ، فسألهاطبيب عدة أسئلة أستنبط من خلالها خط الزمن لدى الفتاه فعرف أن الخط يتشعب طوله فى الماضى ( حيث بدأ منذ وفاة أمها منذ فترة طويلة من الزمن ) وهو قصر فى المستقبل ( حيث لا أحلام ولا آمال والمستقبل يكاد يكون مظلم أمام الفتاه ) فقال ذلك الطبيب للفتاه أصبغى هذا الخط باللون الأبيض وضعى عليه بعض الورود والأزهار فأنت لا زلت شابة والمستقبل أمامك فلا تستسلمى لهذا الحزن فهو لن يُعيد إليك أمك ، فانظرى إلى المستقبل بثقة وأمان بدلاً من تنظرى إلى الماضى بحزنٍ وسواد . وعن طريق هذا التخيل أستطاعت البنت أن تغير من حياتها الكئيبة إلى حياة مُشرقة فيها أمل فى المستقبل وصار خط الزمن بالنسبة للبنت خط أبيض ملئ بالورود والأزهار .
موضوع آخر يخص البرمجة اللغوية هو اللغة . واللغة عنصر أساسى فى حياة الإنسان فتصورات الإنسان وقيمه ومعتقداته أساسها اللغة فالإنسان يتعلم ويكتسب مهاراته ومعلوماته عن طريق اللغة ساء كانت مسموعة : الكلام الذى يسمعه أو مكتوبة : الكلام الذى يقرأه .
واللغة هى ما يُعبر به الإنسان عن ما فى ذهنه ( العلم ) بطريقة صوتيه ( الكلام ) أو صورية ( الكتابة ) عن ما هو موجود خارج ذهنه ( المعلوم ) . فأنت عندما تقول زهرة فإن هذه الكلمة عبارة عن أصوات بحروف تدل على المعلوم أو الموجود حقيقة فى الخارج . لفظ الزهرة يدل على ما فى الذهن وهو العلم والعلم يدل على المعلوم وهو حقيقة الزهرة فى الخارج . كذلك يُمكن أن تكون كلمة زهرة مكتوبة على الورق برموز ( حروف ) إذن هى عبارة عن صورة أو رسم ( الكتابة ) يُدرك بحاسة البصر ويشير إلى ما هو معلوم فى الخارج . الكتابة إذن تدل على العلم الذى فى الذهن والذى بدوره يدل على المعلوم وهو الموجود خارج الذهن .
ومراتب الشئ فى الوجود أربعة أشياء كما يقول الإمام الغزالى فى أصول الفقه ( إن الشئ له فى الوجود أربع رُتب : حقسقة فى نفسه وثبوت مثاله فى الذهن ويُعبر عنه بالعلم التصورى أو التخيلى والثالث تأليف أصوات بحروف تدل عليه وهى الألفاظ الدالة على المثال الذى فى النفس والرابع تأليف ركوب تُدرك بحاسة البصر داله على اللفظ وهى الكتابة .
واللغة تنطوى على شئ من الغموض سببه عيوب اللغة الثلاثة التى ذكرناها فى الدرس الأول وسنعيدها لمزيد من الإفادة ولكن بعد هذا المثال فلو قال لك شخص ما أنه رأى زهرة فأنت فى الحقيقة لا تعرف كافى المعلومات عن هذه الزهرة : ما لونها ، كيف هى رائحتها ، كم عدد أوراقها ؟ كما أنه بدوره لن ينقل لك المعلومة كاملة التى يخبرك بها لعدم قدرته على ذلك حيث لن يتذكر أكثر من 70 % على أكثر تقدير من وصفه لشئ ما لك . إذن فهناك معلومات ناقصة لدى الطرفين المتكلم والمستمع . المستمع لا تصله المعلومه كاملة والمتكلم لا يمكنه أن يعبر عن ما فى نفسه تعبيراً كاملاً فعند رؤيتك لحادثة ما وأردت أن تصف تلك الحادثة لشخص بكلام لن يكون كلامك كافياً أبداً للتعبير الكامل عما بداخلك والسبب فى ذلك كما ذكرنا يرجع للعيوب الثلاثة للغة والتى سنفصل لها فى السطور القادمة.
عيوب اللغة
عيوب اللغة ثلاثة هى : التعميم والحذف والتشويه ونقصد بعيوب اللغة أى عيوب اللغة المنطوقة وليست اللغة فى حد ذاتها كوسيلة للتخاطب وإنما اللغة المنطوقة التى يتكلم بها الناس ويمكننا أن نطلق على هذه العيوب : عيوب التواصل فى اللغة
العيب الأول : الحذف
من الحذف مثلاً أن نبنى للمجهول كأن نقول قُتل فلان ، من قتله إذن لا نعرف لأن الفاعل مبنى للمجهول . نوع أخر من الحذف نحذف الممفعول به فى جملة بها فعل متعد كأن نقول قتل الرجل ، قتل من ؟ لا نعرف لأن المفعول مجهول لم يذكر . نوع ثالث من الحذف يخص الأسماء الموصولة وأسماء الإشارة كأن أقول سلمت على هذا الرجل ، من هو ؟ الذى كان يقف هناك ، من ؟ لا نعرف أسماء الإشارة والأسماء الموصولة لا تخبر الحقيقة بالدقة والتوضيح وكذلك الضمائر كأن أقول قابلته ، قابلت من ؟ المفعول مجهول . إذن هذا هو العيب الأول من عيوب اللغة .
العيب الثانى : التشويه
والتشويه يشمل عدة أشياء وصيغ أولها الأفعال غير المحددة مثل أن يشكو تلميذ لمدرسه تلميذ أخر بقوله ( يؤذينى ) كلمة يؤذينى فعل غير محدد فهى لا توضح حجم الإيذاء ونوعه . النوع الثانى من التشويه هو إستخدام التجريد بإستخدام المصدر مثل الإحترام ، والنظام والضرورة ، فمثل هذه المفاهيم لا تدركها الحواس الخمس . هذا التجريد يؤدى إلى حذف معانى كثيرة فلى قلت الإحترام شئ ضرورى فأى إحترام أقصد وأى ضرورة أريد ، ويمكن الحصول على معلومات أكثر أى تحسين عملية التخاطب إذا أستعملنا فعل يدل على المصدر وألحقنا به الفاعل والمفعول به والصفة كأن نقول زيداٌ يحترم عمراً. النوع الثالث من التشويه هو المقارنة والتعظيم كقولنا إن هذا الشئ أفضل من هذا ، فعلى أى مقياس حكمنا بهذا أو قولنا إن شئ ما سئ ما الذى جعلنا نقول ذلك فقد يكون سئ بالنسبة لمن يقول ولكن المتلقى لا يراه سئ. النوع الرابع من التشويه هو الأحكام كأن نفول : من البيّن ، من الواضح ، من الضرورى ، مما لا شك فيه ، لماذا نسلم أو نحكم أن هذا بين ضرورى أو لا يمكن الشك فيه . نوع خامس من التشويه هو الضرورة كأن نقول يجب ولا يجب ، ينبغى ولا ينبغى ، ما الذى جعله يجب أو ينبغى أو لا يجب أو لا ينبغى . النوع السادس من التشويه هو الإمكان كقولك أقدر ولا اقدر أستطيع ولا أستطيع ، ما الذى جعلك تظن أنك تقدر أو لا تقدر . النوع السابع من التشويه صيغ المبالغة ، كأن تقول لن يحدث هذا الأمر ، ما الذى دفعك لأن تجزم بأنه لن يحصل . فهذا إذن هو العيب الثانى من عيوب اللغة وهو التشويه .
العيب الثالث : التعميم
يوجد فى اللغة نحو 20 أداة تفيد التعميم والحصر وفى بعض الأحيان قد يكون هناك تعميم من غير إستخدام أداة مثل قولك : أظن أن التليفزيون مضيعة للوقت ، مثل هذا القول ينفى وجود برنامج واحد نافع فى التلفزيون وهذا بالطبع لا يصح ن وكقولك أيضاً كل الأفلام الجديدة رديئة وهذه الجملة بدورها تنفى وجود فيلم واحد جيد من الأفلام الحديثة وذاك لا يصح ، فهذا نوع من التعميم . النوع الثانى من التعميم هو الشرط كأن تقول لصديقك أنت لا تزورنى إذن أنت لا تحبنى فأنت بهذه الطريقة تصدر أحكام بمقدمات ونتائج من عنك ليست مبنية على أصل صحيح لماذا حكمت أن زيارة صديقك لك لأنه لا يحبك فقد يكون منشغل أو عنده ظروف . النوع الثالث من التعميم هو الإقترابات والمقولات من قبيل أسئلة : لماذا وهل وعندما ولا وإذا وهل تعلم وغيرها ، كأن تقول لماذا لم تسأل عنى ؟ ما الذى جعلك تقول أنه لم يسأل عنك فقد يكون سأل وأنت لا تعرف ، أو تقول هل ستنام فى هذه الغرفة ؟ كيف عرفت أنه سينام ؟ . النوع الرابع من التعميم هو السبب والنتيجة كأن تقول إنى سعيد لأنى قرأت الكتاب : كيف حكمت أن سبب سعادتك هو فرأتك للكتاب ، أو كأن تقول أريد مساعدتك ولكنى متعب : إن معنى كلامك أنك لا تريد مساعدته، وفى الحقيقة يجب الحذى من كلمة لكن فهذه الكلمة تهدم ما قبلها فلو قلت لشخص أنك طيب وممتاز وجيد ولكن ، فكلامك ينفى هذه الصفات . النوع الخامس من التعميم هو قراءة الأفكار كأن يقول لك شخص أن أحمد غير سعيد : كيف عرف ذلك مجرد قراءة أفكار .
هذه العيوب الثلاثة عبارة عن مرشحات بين التفكير العميق والتركيب الصحيح بمعنى أن الأحاسيس الموجودة داخلك تمر بهذه العيوب الثلاثة فلا تصل كما ينبغى إلى السامع أو لا تعبر هذا التعبير الكامل عما بدخلك .
كيف يمكن تحسين الكلام .
يمكن ذلك بتلافى العيوب الثلاثة للغة بأن نتحرى الدقة فى كلامنا وهناك نموذجين يمكن إستخدامهم لتحسين كلامنا والإستفادة من عنصر اللغة فى التواصل وهما نموذج الدقة أو مانسميه بنموذج الأصابع الذهبية ونموذج ملتون وهو مانسميه بنموذج الإستعارات والتشبيهات . النموذج الأول له تطبيقات والثانى له تطبيقات وكلا النموذجين يستحدم فى مواقف خاصة به ، فالنموذج الأول الذى يتحرى الدقة يمكن أن نستخدمه فى المرافعات ( لدى المحامين ) والعقود والبيع والشراء والتفاوض وغيرها من الأمور التى تتطلب دقة فى الكلام والنوع الثانى نستخدمه فى التأثير فى السامع لإيصال فكره له عن الطريق الوصةل إلى عقله الباطن ويمكن إستخدامه فى العلاج النفسى وسنوضح ونشرح هذين الأسلوبين فى السطور القادمة .
النموذج الأول : نموذج الدقة ( الأصابع الذهبية )
وهو يعتمد على إستراتيجية إستخدام الأيدى لتحرى الدقة فى الكلام بمعنى إستخدام كلتا اليدين اليسرى واليمنى كالتالى أولاً ضع كفك اليسرى على ورقة وأرسمها وأكتب على كل أصبع مشكلة من مشاكل اللغة التى ذكرناها من خلال كلمات تشير إلى المشكلة وفى المقابل أرسم اليد اليمنى على ورقة وأكتب أساليب العلاج . فى اليد اليسرى أكتب على الإبهام كلمة تفضيل ، السبابة : أسماء ، الوسطى : أفعال ، الخنصر : ضرورة ، البنصر : تعميم . وبالنسبة لليد اليمنى أكتب على الإبهام من ماذا وضع علامة إستفهام ، السبابة : من – أى – ما ؟ ، الوسطى : كيف ؟ الخنصر : ماذا لو ؟ البنصر : كن جميل ؟ . بعد هذا ضع كفك الأيمن على رسمك وحرك أصبع السبابة مكررأ فى الوقت نفسه كلمة أسم بصوت مسموع متخيلاً أن كلمة أسم مكتوبة على الإصبع وليس على الورقة سيلتصق بالذهن إحساس بالحركة ونطق بكلمة أسم وبالتالى تكون هذه الإصبع السبابة اليسرى مختصى بالأسماء وبعد ذلك ضع اليد اليمنى على رسمها مكررا ما فعلت بما هو مكتوب على هذا الأصبع فى تلك اليد أى أنك تكرر كلمات ما هو – من أى ؟ وهى أسئلة تحدد به الأسماء فلو صادفت أسم مجهول ستسأل عنه فكلما سيأتى ما يشير إلى الأسماء ستتأكد مع التدريب بوضوح هذا الأسم وذلك بتطبيق هذه الإستراتيجية والتى تحتاج إلى وقت . ما فعلته بإصبع السبابة اليمنى واليسرى كرره مع باقى الأصابع .
النموذج الثانى : نموذج ملتون (التشبيه والإستعارة )
هذا النموذج يعتمد على إختصار الكلمات بطريقة أو بأساليب بلاغية تُحفز تفكير السامع فيسهل التأثير فيه والوصول إلى عقله الباطن . ويرجع تسمية هذا الإسلوب الى طبيب نفسى يسمى ملتون أريكسون الذى يستخدم أسلوب الكلام هذا فى شفاء مرضاه النفسيين بالتأثير فى عقلهم الباطن .
فى هذا الأسلوب يمكنك التأثير فى عقل المستمع كأن تقول له قصة رمزية فيها شئ من الغموض مما يجعل المستمع يفتح عيونه لك ويُفكر فيما تحكى له ومن ثم يسهل الوصول إلى عقله الباطن أو اللاوعى وبذا تستطيع أن تبث أفكارك داخله . ألسلوب البلاغى فى القرأن يستخدم مثل هذه الطريقة التى تثير التفكير والتساؤل مما يجعل المستمع مُتأثرأ بكلمات القرأن فمثلاً فى قصة سيدنا يوسف نرى أخوة يوسف يتكلمون معه فى مصر ثم ينتقلون مباشرة إلى الحديث مع أبيهم فى فلسطين هذه الفجوة تثير خيال المستمع وتدعوه للتأمل والتدبر والإذعان وتثير لديه نوع من الإنتباه مما يجعله يغرق فى حالة من التدبر تجعل القرأن يصل إلى عقله الباطن .
لدينا إذن نموذجين من النماذج اللغوية لكلاً منها تطبيقاته كما ذكرنا وهما نموذج الدقة ونموذج الإستعارات والكنايات .