كثيراً ما نهرب عند إثارة هذا الموضوع أو نظهر عنتريتنا الكاذبة فكيف تواجه الفتاة المغتصبة حالها والمجتمع، وكيف يعاملها المجتمع فالجميع يشعرها بذنب لم ترتكبه فالمغتصبة عندما تخبر من حولها بما حدث لها يحدث إما أن يبلغوا الشرطة أو يكتموا الخبر وفي الحالتين تُشدد الرقابة عليها وتُحاسب كما لو كانت هي الجانية، فهي مراقبة في حركاتها وتصرفاتها وكلماتها ومن المحتمل أن تُحرم من التعليم أو مقابلة الأصحاب والمعارف؛ لذلك تلجأ كثير من الفتيات إلى تكتم الخبر خوفاً من إلقاء اللوم عليها وهو ما يحدث في المجتمعات العربية،فدعونا نتعرف على بعض هذه الحالات وما فعله الخوف بهن:
1- الأولى تعرضت للإغتصاب وهي في سن التاسعة من عمرها وقررت التكتم للخوف من أهلها وعاشت حياتها منعزلة وكانت فتاة متفوقة ملتزمة حتى أتى لها أول من دق بابها وقررت الإعتراف له بما حدث فتعاطف معها ولكنه لم يتزوجها وقال لها أنه لا يريد الزواج الآن وتحجج ببعض الظروف الوهمية.أما الثاني فلقد راقبها لمدة عام ثم أحبها وتقدم للزواج منها لأخلاقها الحميدة المعروفة وعندما اعترفت له هرب كالأول بحجة انه كيف يتأكد من صحة كلامها في هذه الأيام التي لم يعد أحد يصدق الآخر، وكيف لها أن تفعل ذلك! فماذا فعلت ؟
2- الثانية تعرضت للإغتصاب في سن السابعة من عمرها وتكتمت الخبر لخوفها من أسرتها حتى مرحلة التعليم الجامعي وتعرفت على أحد الأساتذة الأفاضل في الستين من عمره وروت له ما حدث وما كان منه إلا أن استغل ضعفها وأوهمها أنه كان قديماً في كلية طب وانه يستطيع إيجاد الحل لها حتى استغل سذاجتها واغتصبها للمرة الثانية!
3- الثالثة تعرضت للإغتصاب ثلاث مرات على يد أحد أقاربها في سن التاسعة وتكتمت الخبر حتى كبرت وكانت إنسانة عدوانية كارهة للمجتمع دون معرفة السبب ممن حولها وقررت عدم الزواج أبدا حتى تقدم لها أول عريس فاعترفت له بما حدث فهرب منها لأنه بالطبع لم يصدقها، وتقدم آخر وآخر وآخر حتى قررت عدم الزواج نهائياً لأنها ترفض خداع أي شخص، فكان لها صديقة متعاطفة معها ولها اخ وعندما قرر الزواج منها ابتعدت عنها لخوفها على أخيها !
أرجو إبداء آرائكم في الموضوع لأني أعتقد أنه من أخطر المواضيع التي تتعرض لها كثير من الفتيات يومياً ، ولماذا لا يقبل الرجل الزواج من المغتصبة فماذا فعلت؟ ولماذا تتعامل هكذا داخل المجتمع ولماذا لا يصدقها الجميع، وحتى من يتعاطفون معها يكون ذلك من بعيد - كالفتاة الثالثة- ويمكن أن تقع الفتاة في براثن الخطأ كالحالة الثانية بسبب خوفها.