خرجت الكلمة اللاتينية intelligentia إلى حيز الوجود على لسان الفيلسوف الروماني شيشرون، الذي ابتكرها، لتعني حرفيا معنى الكلمة اليوناينة nous ولكن الكلمة اللاتينية كانت الأكثر شيوعا في اللغات الأوروبية الحديثة بنفس والشكل.. فهي في اللغتين، الإنجليزية والفرنسية intelligence - وتعني لغويا فيهما: الذهن - intellect والعقل mind - والفهم understanding - والحكمة sagacity، وقد ترجم هذا المصطلح إلى العربية في بداية اهتمام علماء النفس العرب بهذا العلم في صورته العلمية الحديثة بكلمة (ذكاء).
الملكات
هذا.. وقد حدث تطور كبير في مفاهيم الذكاء على مدى سنوات طويلة استمرت حتى وقتنا الحاضر بين معظم قادة حركة القياس العقلي - ابتداء من العصور الوسطى، حيث كانت نظرية الملكات شائعة، وكان أشهر دعاتها الفيلسوف أوغسطسين والفيلسوف توماس الأكويني.. وترى هذه النظرية أن العقل يتألف من عدد من (القوى) و(الوسائط) المستقلة - كالإرادة (الانتباه) التي تؤدي إلى حدوث الأنشطة: العقلية المختلفة.. وظلت الملكات موضوعا للجدل بين الفلاسفة حول طبيعتها وعددها، ثم اندمجت هذه النظرية في أوائل القرن التاسع عشر مع ما يسمى فراسة الدماغ phrenology.
القدرة الموحدة
ويرجع المفهوم الحديث للذكاء إلى الفيلسوف الإنجليزي هربرت سبنسر، فقد قام بمتابعة أرسطو والمدرسة الأسكتلندية في الفلسفة - واعترف بوجود جانبين للحياة العقلية، هما: الجانب المعرفي والجانب الوجداني - وتتضمن الناحية المعرفية: العمليات التحليلية من جهة والعمليات التركيبية من جهة أخرى، أما وظيفتها الأساسية فهي مساعدة الإنسان على التكيف مع بيئته المتغيرة بطريقة أكثر فعالية.
فما هو معنى الذكاء
هكذا تطورت مفاهيم الذكاء وتطورت مقاييسه - ومع ذلك لا تزال هناك مشكلة تعريف المصطلح.. ما هو الذكاء؟ وشاع هذا الاعتقاد، وترتب على ذلك مقولة تفيد أن مفهوم الذكاء بمعناه العلمي لا يوجد اتفاق على تعريفه، ويذكر النقاد هذه الواقعة التي لا تخلو من الطرافة - فقد قامت مجلة «علم النفس التربوي» الأمريكية منذ أكثر من خمسين عاما بإجراء استفتاء شهير، وجهت فيه المجلة سؤالا إلى عدد كبير من قادة حركة القياس العقلي في ذلك الوقت تطلب فيه : تحديد معنى «الذكاء» - وكانت النتيجة أن تلقى محرر المجلة عددا من الإجابات المختلفة بقدر عدد العلماء الذين اشتركوا في الاستفتاء، وعند مراجعة معظم الإجابات المختلفة التي وردت لهذا الاستفتاء تبين أنها لم تكن تقصد إلى تعريف «الذكاء» بالمعنى المنطقي الدقيق - وإنما كانت مجرد محاولات لتفسير «الشيء» - وليست محاولات لتحديد معنى «الكلمة» - وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه «التعريفات» - تتضمن مصطلحات أو حدودا دون تعريف.
أهم التعريفات الإجرائية للذكاء
حيث لم تتوافر فيها شروط التعريف المعتمدة، من إمكانية الاتصال الجيد - والشمول والعمومية والتعبير عن عالم الواقع referent، وأقرب هذه التعريفات الإجرائية للذكاء operational defintion ذلك الذي اقترحه العالم «بورنج» سنة 1923 - والذي أصبح أكثرها شيوعا بعد ذلك - حيث يقول: «إن الذكاء كإمكانية قابلة للقياس يجب تعريفه منذ البداية بأنه إمكانية الأداء الجيد في اختبار الذكاء» - وقد جرى اختصار هذه العبارة في القول المشهور: «إن الذكاء هو ما تقيسه اختبارات الذكاء» - ولا بد بالطبع من أن تتوافر في هذه الاختبارات الشروط الأساسية وبخاصة شرط الصدق.
.
الملكات
هذا.. وقد حدث تطور كبير في مفاهيم الذكاء على مدى سنوات طويلة استمرت حتى وقتنا الحاضر بين معظم قادة حركة القياس العقلي - ابتداء من العصور الوسطى، حيث كانت نظرية الملكات شائعة، وكان أشهر دعاتها الفيلسوف أوغسطسين والفيلسوف توماس الأكويني.. وترى هذه النظرية أن العقل يتألف من عدد من (القوى) و(الوسائط) المستقلة - كالإرادة (الانتباه) التي تؤدي إلى حدوث الأنشطة: العقلية المختلفة.. وظلت الملكات موضوعا للجدل بين الفلاسفة حول طبيعتها وعددها، ثم اندمجت هذه النظرية في أوائل القرن التاسع عشر مع ما يسمى فراسة الدماغ phrenology.
القدرة الموحدة
ويرجع المفهوم الحديث للذكاء إلى الفيلسوف الإنجليزي هربرت سبنسر، فقد قام بمتابعة أرسطو والمدرسة الأسكتلندية في الفلسفة - واعترف بوجود جانبين للحياة العقلية، هما: الجانب المعرفي والجانب الوجداني - وتتضمن الناحية المعرفية: العمليات التحليلية من جهة والعمليات التركيبية من جهة أخرى، أما وظيفتها الأساسية فهي مساعدة الإنسان على التكيف مع بيئته المتغيرة بطريقة أكثر فعالية.
فما هو معنى الذكاء
هكذا تطورت مفاهيم الذكاء وتطورت مقاييسه - ومع ذلك لا تزال هناك مشكلة تعريف المصطلح.. ما هو الذكاء؟ وشاع هذا الاعتقاد، وترتب على ذلك مقولة تفيد أن مفهوم الذكاء بمعناه العلمي لا يوجد اتفاق على تعريفه، ويذكر النقاد هذه الواقعة التي لا تخلو من الطرافة - فقد قامت مجلة «علم النفس التربوي» الأمريكية منذ أكثر من خمسين عاما بإجراء استفتاء شهير، وجهت فيه المجلة سؤالا إلى عدد كبير من قادة حركة القياس العقلي في ذلك الوقت تطلب فيه : تحديد معنى «الذكاء» - وكانت النتيجة أن تلقى محرر المجلة عددا من الإجابات المختلفة بقدر عدد العلماء الذين اشتركوا في الاستفتاء، وعند مراجعة معظم الإجابات المختلفة التي وردت لهذا الاستفتاء تبين أنها لم تكن تقصد إلى تعريف «الذكاء» بالمعنى المنطقي الدقيق - وإنما كانت مجرد محاولات لتفسير «الشيء» - وليست محاولات لتحديد معنى «الكلمة» - وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه «التعريفات» - تتضمن مصطلحات أو حدودا دون تعريف.
أهم التعريفات الإجرائية للذكاء
حيث لم تتوافر فيها شروط التعريف المعتمدة، من إمكانية الاتصال الجيد - والشمول والعمومية والتعبير عن عالم الواقع referent، وأقرب هذه التعريفات الإجرائية للذكاء operational defintion ذلك الذي اقترحه العالم «بورنج» سنة 1923 - والذي أصبح أكثرها شيوعا بعد ذلك - حيث يقول: «إن الذكاء كإمكانية قابلة للقياس يجب تعريفه منذ البداية بأنه إمكانية الأداء الجيد في اختبار الذكاء» - وقد جرى اختصار هذه العبارة في القول المشهور: «إن الذكاء هو ما تقيسه اختبارات الذكاء» - ولا بد بالطبع من أن تتوافر في هذه الاختبارات الشروط الأساسية وبخاصة شرط الصدق.
.