بين الحين والآخر يقوم مراسلو الشئون العربية بالصحف والمواقع الإخبارية بدولة الاحتلال الإسرائيلي بالتجول في شوارع القاهرة لنقل صورة حية عن أحوال المصريين للمجتمع الإسرائيلي. وفي هذا الصدد سردت "نير ياهف" مراسلة الشئون العربية بموقع "والاه" الإخباري تفاصيل رحلتها الأخيرة للقاهرة، حيث نصحت الإسرائيليين عند زيارتهم لشوارع القاهرة بالتحدث بالإنجليزية وعدم الإفصاح عن هويتهم الإسرائيلية نظرا للكراهية الشديدة التي يكنها المصريون لكل ما يمت لإسرائيل بصلة. وأوضحت "ياهف" أن هذه النصيحة جاءت على خلفية حديثها مع سائق التاكسي الذي ركبت معه أثناء جولتها في القاهرة، حيث قام بسؤالها عن جنسيتها لكنها لم تعطه إجابة صريحة، وقامت بسؤاله عن اعتقاده من أي بلد تكون، فأجابها أن أي بلد بخلاف إسرائيل فهي طيبة، وعندما نزلت من التاكسي أدركت أنه من الأفضل التحدث بالإنجليزية. أبو ضحكة جنان "أبو ضحكة جنان"، هكذا عرفت "ياهف" رجل الشارع المصري، حيث أشارت إلى أنه أثناء جولتها في شوارع القاهرة كانت تظن أن الإسرائيليين ليسوا على دراية جيدة بالشعب المصري الذي يحرص أيضا على معرفة الشعب الإسرائيلي, ولكن تأكد لها ذلك بعد أن أيدها في هذا الوصف أحد زملائها المصورين. وأوضحت المحررة الإسرائيلية أن المصريين لهم ابتسامة مشهورة، حيث أكدوا لها ذلك في كثير من الأحيان ، فمن يتجول في الواقع بأسواق وشوارع وأزقة القاهرة يجد من الواضح أن هؤلاء على حق فهم ضاحُكين ومبتسمين وأرواحهم طيبة. وعن أصالة الإنسان المصري، أكدت "ياهف" أن المصريين يتصادقون بسهولة، كما قامت بالتقاط الصور الفوتوغرافية لإثبات مدى تآخى وترابط المصريين، وأبرزت "ياهف" أقوال أحد المواطنين المقيمين بالقاهرة ، الذي أوضح أنه حتى زعيم مصر الرئيس مبارك يحب أن يضحك، وعندما سألته المحررة عن الأشياء التي يحبها أيضا بخلاف الضحك فكر بضعة ثواني وأجاب بالطبع "كرة القدم". ليالي الأنس بهذه المقولة " ُأنس وفرفشة" وصفت محررة الشئون العربية بموقع "والاه" القاهرة، وقالت أنها أثناء جولتها دخلت فندق "ماريوت" المطل على النيل، حيث قالت إن بوابة الفندق تذكرها ببوابة هيئة جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" أو بصورة لاتقل أيضا عن المخابرات المصرية، من حيث التأمين المسلح والتفتيش من مشط الرجل إلى الرأس إن صح التعبير. وأوضحت "ياهف" أن اختيارها لفندق "ماريوت" تحديدا "لأنه يطل على شاطئ النيل الخالد، فضلا عن أن سعره 150جنيها مصريا بما 115شيكل وهو سعر معقول جدا على حد قولها. وعن ليالي الأنس في القاهرة قالت ياهف: "وأنا أتناول وجبة العشاء بالفندق لم أحس بالوقت تماما، فكنت استمع إلى موسيقية شرقية لمجوعة من العازفين الذين يشبهون في هيئتهم العازفين الذين كانوا يقفون وراء أم كلثوم أو عبد الوهاب، وبعد ذلك صعد مطرب شعبي ومن وراءه صعدت راقصة ترتدي بدلة رقص ذات ألوان زرقاء زاهية لأداء الرقصات لإسعاد السائحين الأجانب في القاهرة". وأضافت المراسلة: "أما بالنسبة للمقيمين في القاهرة فالاختيار الأنسب للترفيه الليلي هو الجلوس في المقاهي وتدخين الشيشة. وقامت " ياهف " بزيارة قهوة " الفيشاوي " أحد أشهر الأماكن الشعبية في القاهرة الذي كان يجلس عليها الأديب الراحل نجيب محفوظ الذي حصل على جائزة نوبل و التي تفوح من رائحتها عشرات الشيشة ويجلس الشباب من البالغين والبالغات جنبا إلى جنب لشرب الشيشة، مؤكدة أن المصريين لا يعتادون على شرب الكحول في المقاهي وإنما يفضلون شرب القهوة مع الشيشة. زحمة يا دنيا زحمة "زحمة يا دنيا زحمة" هكذا وصفت "ياهف" شوارع القاهرة، حيث أشارت إلى أن المصريين يعشقون قيادة السيارات، وأن من يرد حقا أن يتعرف على المدن المزدحمة بالسيارات عليه أن يزور القاهرة. وأوضحت المراسلة الإسرائيلية أن شوارع القاهرة متكدسة بالأتوبيسات وسيارات الأجرة والسيارات الخاصة ، ورغم ذلك ففي كل عام تسير مئات الآلاف من المركبات الأخرى على الطرق وأصحابها يقودونها بشكل معذب في شوارع الطرق. وبدورها أكدت "ياهف" على حب المصريين للتصفير حيث أبرزت استخدام صفارات الإنذار التي باتت جزء من طاقة للمدينة ، كل يوم بالنهار أو حتى في الساعات المتأخرة من الليل. |