لا أحد كان يتوقع سيناريو الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة بهذا الشكل ، فالكل كان يعتقد بأن شفيق و موسى سيكونان في منطقة الظل ، بحيث لن يتمكنا ، من إحراز العدد من الأصوات الذي يخول لهما الدخول في غمار الإعادة .
لقد قامت ثورة 25 يناير ، لتزيح النظام الذي رسخ له حسني مبارك و رجاله ، لقد قامت الثورة ضد مبارك و رجاله أمثال الفريق أحمد شفيق ، و عمرو موسى ، لكن نتائج الانتخابات و دخول شفيق الإعادة مع الدكتور محمد مرسي ، كانت الصفعة التي لم يقدر على تقبلها إلا القلة ، إلى درجة أن عددا الناخبين صرح بعدم التصويت خلال المرحلة الثانية .
عدم الإدلاء بالصوت في الإعادة معناه بالمطلق إضعاف تيار أمام تيار آخر ، و فسح المجال أمام الأسوأ ، إذ افترضنا أن الخياران سيئان ، فالقاعدة الفقهية الشهيرة تقول العمل بأخف الضررين ، و هو ما لا يمكن أن يتحقق في حال التخلي عن الصوت .
إن واقع الحال يفرض على القوى الثورية ، أن تتحالف مع بعضها أمام تيار استغل التفرقة ، و انتقل الى مرحلة يعلنه فيها قوته ، و كما قال أحد النشطاء السياسين ، خلافي مع شفيق خلاف دم .. و خلافي مع الإخوان خلاف سياسي لذلك أمنح صوتي لمرسي .