فى اليوم السابع لميلاد النبى (صلى الله عليه وسلم) أمر جده بجزور , فنحرت , وأقام حفلا دعا إليه كبار رجالات قريش ؛ احتفاء بهذا الوليد الكريم , وانتظرت آمنة المرضعات اللائى كن يأتين من البادية إلى مكة ليأخذن الأطفال إلى ديارهن لإرضاعهم بأجر , وكانت عادة أشراف مكة ألا ترضع ألام أطفالها ؛ مفضلين أن تكون المرضعة من البادية لتأخذ الطفل معها ؛ حيث يعيش فى جو ملائم لنموه , من سماء صافية , وشمس مشرقة , وهواء نقى , وكانت هناك قبائل مشهورة بهذا العمل مثل بنى سعد وكان محمد (صلى الله عليه وسلم) من نصيب واحدة منهن تدعى حليمة السعدية لم تكن تدرى حين أخذته أنها أسعد المرضعات جميعا ؛ فقد حلت عليها الخيرات , وتوالت عليها البركات , بفضل هذا الطفل الرضيع , فسمنت أغنامها العجاف , وزادت ألبانها , وبارك الله لها فى كل ما عندها .
مكث محمد (صلى الله عليه وسلم) عند حليمة عامين , وهو موضع عطفها ورعايتها , ثم عادت به إلى أمه , وألحت عليها أن تدعه يعود معها ليبقى مدة أخرى , فوافقت آمنة , وعادت به حليمة إلى خيام أهلها .