دفعت سيدة حياتها ثمنا لوصفة شعبية تحتوي على مادة الخميرة المستخدمة في صناعة الخبز ارادت من خلالها التخلص من جنينها مستخدمة اياها كحقنة مما ادى الى تعفن الجنين وموت الام جراء اصابتها بتسمم نجم عن تعطل في وظائف جسدها الحيوية .
ولولا عناية الله سبحانه وتعالى لقضت سيدة اخرى جراء تناولها وصفة شعبية مكونة من خليط غامض مرّ كالعلقم بقصد التخلص من الجنين كانت اعدته احدى اللواتي يمتهّن الطب الشعبي مقابل ستين دينارا لعبوة تحتوي على حوالي لترين من هذه الوصفة الغريبة كما تقول السيدة التي فضلت عدم ذكر اسمها .
وغير الخميرة والوصفات الشعبية المختلفة يلجأ البعض الى الصيدليات بقصد شراء دواء مخصص بالاصل لعلاج المعدة وهو ( السايتوتيك ) في الوقت الذي استغل فيه هؤلاء مضامين التحذيرات الجانبية المرفقة على نشرته الطبية والتي تمنع الحوامل او اللواتي ينوين الحمل من استخدامه لانه يؤدي الى الاجهاض .
ووفقا لقول صاحب احد محال بيع العطارة والعطور اشرف ضبان لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) فانه لا يقوم بوصف اي خلطة شعبية من شأنها العمل على اجهاض الجنين حتى لو كان مطلعا عليها من المراجع الشعبية ومهما كانت آمنة وذلك لاعتبارات دينية واخلاقية محذرا من قيام بعض العطارين بايهام النساء بوجود خلطات سرية لكنها قد تحتوي على مواد غامضة او كيماوية وتشكل مصدرا لتهديد حياة الجنين والام معا .
احد الاطباء المتخصصين في الامراض النسائية والتوليد يقول ان محاولات التخلص من الاجنة لا يقتصر عند بعض النساء على اللجوء الى الخميرة التي يتم اخذها على شكل حقن بل ان الوصفات الشعبية التي تستهدف ذلك كثيرة ومنها القرفة والزنجبيل والبقدونس مؤكدا ان هذه الوصفات ليس لها اي اساس علمي وان الادوية التي يشاع انها تساعد على الاجهاض لم تصنع لهذا الغرض بل لعلاج المعدة الا انها قد تصرف بدون وصفة طبية وهي منتشرة بشكل كبير في الصيدليات .
ويحذر في هذا السياق من اللجوء الى اي وصفة تستهدف قتل الاجنة مؤكدا انه لا توجد حلول سحرية او اعتباطية للتعامل مع مسألة لها علاقة بشكل مباشر بحياة الجنين وان تناول الوصفات الشعبية او الادوية على عاتق الاشخاص قد لا تؤدي الى اسقاط الجنين بل قد يولد مشوها او معاقا .
وغالبا ما تؤدي هذه الوسائل كما ينوه الى حدوث التهابات حادة او نزف او تسمم في بطانة الرحم لافتا النظر الى ان اسباب اللجوء الى الوصفات الشعبية مختلفة,فمنها ما يتعلق بالوضع الاقتصادي المتواضع لبعض الاسر ومنها ما يرتبط بمحاولات التخلص من الاجنة غير الشرعية .
وبحسب ابي مؤيد صاحب احد محال العطارة فان الخميرة اذا تم اخذها عن طريق الفم لا تؤذي ولكن اذا اخذت على شكل تحاميل فانها ستؤدي الى انتاج نوع من البكتريا الضارة التي تؤثر بشكل او بآخر على صحة الجنين او حياته .
ويقول انه وبحكم خبرته فان كثيرا من السيدات يلجأن الى محله ويطلبن وصفات هدفها التخلص من الاجنة غير انهن يتحججن بانهن يعانين من احتباس في الدورة الشهرية , فيطلبن الوصفات الشعبية التي تساعد على انزالها مؤكدا انه لا يوصف أي وصفة مؤذية او تسبب مضاعفات .
ووفقا للصيدلانية ابرار ابو الشوارب فان دواء ( السايتوتيك ) الذي يستخدم في علاج قرحة الاثني عشر والقرحة المعدية موضح على النشرة المرفقة به بانه لا يجوز استخدامه من قبل الحوامل او النساء اللواتي ينوين الحمل وذلك لان هذا العقار يزيد من توتر عضلات الرحم وانقباضاته اثناء الحمل وقد يؤدي الى اجهاض جزئي او كامل ما دفع البعض الى استغلال هذا التحذير واستخدام هذا المنتج في محاولات الاجهاض سواء اكان الحمل شرعيا او غير شرعي , ولكن يكثر الاقبال عليه في الحالة الثانية كما توضح .
وتقول ان مراجعين يسألون عن هذا الدواء في اليوم الواحد اكثر من عشرين مرة سواء بشكل مباشر او عبر الرسائل القصيرة من داخل المملكة وخارجها مشيرة الى ان صرفه ليس بالسهولة المتوقعة وهو خاضع للترصيد من قبل المؤسسة العامة للغذاء والدواء حيث تتم مراقبة عمليات صرفه .
وتوضح الصيدلانية الشوارب ان هذا الدواء لا يباع الا بوصفة طبية مختومة من قبل الطبيب المختص مؤكدة انه اذا وقع شك ما بخط الطبيب او بختمه او بحقيقة الوصفة يتم الاتصال بالطبيب المعني للتأكد من الصرف وهوية الشخص الذي صرفت له .
وتتابع بانه يتم الاحتفاظ بالوصفة لغايات الترصيد مشيرة الى ان الخبرة العملية للصيادلة كفيلة بان تجعلهم يفرقون بين من يأتي ليصرف هذا الدواء لعلاج المعدة او لغايات الاجهاض , ويزداد الشك بالاشخاص اذا طلبوا من اصل العلبة التي تحتوي على 28 حبة وتباع بتسعة دنانير و26 قرشا اربع حبات فقط , اذ ان هذه الكمية كافية لاجهاض الجنين واجراء عملية تنظيف للرحم .
وتشير الى انه يتم الاحتفاظ بدواء ( السايتوتيك ) في الصيدليات في مكان مغلق بواسطة مفتاح ولا يصرفه الا صيدلاني خبير .
ورغم التحذيرات من ان الخميرة وبحسب وصفات شعبية قد تؤدي الى الاجهاض كما تقول الشوارب فان حبوب خميرة البيرة التي تباع في الصيدليات لاغراض مختلفة منها فتح الشهية وتسمين الوجه والمساعدة في عملية تقشيره لا يرافقها أي تحذير من انها قد تتسبب باسقاط الجنين وتؤخذ على شكل حبوب عن طريق الفم ويصل سعرها الى سبعة دنانير .
مدير مديرية الدواء في المؤسسة العامة للغذاء والدواء الدكتورة ليلى جرار تقول ان دور المؤسسة في رقابة هذا الدواء (السايتوتيك )بالتحديد كبير جدا وهو من الادوية التي تم اتخاذ قرار بشأنها في اللجنة العليا للدواء والصيدلة اذ يتم الصرف بموجب وصفات طبية , كما يجري ترصيد هذا الدواء شأنه شأن الادوية التي تحوي مواد مخدرة وذلك لاحكام السيطرة على قنوات بيعه وصرفه لمستحقيه ممن يعانون فقط من الآم في المعدة .
وتضيف ان المؤسسة تطلب كل ثلاثة اشهر صرفيات مستودعات الادوية من هذا الدواء وتحديد الصيدليات التي ابتاعته وكيفية بيعها له .
وتوضح ان هذا الدواء يستخدمه بعض اطباء النسائية والتوليد بطريقة علمية في حالات اجهاض الحمل الشرعي ووفقا لما يجيزه الشرع فقط , على ان المؤسسة لا تجيز هذا الدواء لغايات الاجهاض كما تؤكد .
وتبين الدكتورة جرار انه تم الاستعانة بشهادة خبراء من المؤسسة في حالتين قضائيتين استخدم فيها هذا الدواء لغايات الاجهاض ما شكل خطورة على حياة الجنين والام معا منوهة الى احتمال وجود من يقومون ببيع دواء ( السايتوتيك ) بدون وصفات طبية لكن المؤسسة كما تستدرك لم ترصد ذلك كما انه لا يوجد له أي سوق سوداء لان استيراد الدواء يخضع لمعايير عالية الجودة من حيث الرقابة وتتبع قنوات وصوله الى السوق الاردنية .
وتحرم الشريعة الاسلامية الحريصة على الروح البشرية الاجهاض الذي يعد قتلا للنفس سواء قصد عن طريق وصفات شعبية او دواء او خميرة او غيرها وفقا لرئيس قسم الفقه واصوله في كلية الشريعة بجامعة اليرموك الدكتور اسامة الفقير الا في حالات استثنائية باتت معروفة حين تكون المفاضلة واضحة بين حياة الام المتحققة باذن الله وحياة الجنين المهددة منوها الى ان الروح تنفخ في الجنين في اليوم الثاني والاربعين للحمل وليس كما يشاع خلال المئة وعشرين يوما الاولى منه .