أكد خبراء ومديرو تقنية معلومات أن معرض أسبوع التقنية "جيتكس 2009" أصبح مقياسا حساساً لقياس اتجاهات صناعة المعلومات والاتصالات، ورصد التغييرات التي تحكم تطوّر القطاع في المستقبل، مشيرين إلى أن حديث الركود والتشاؤم الذي كان محور دورة العام الماضي من المعرض، أفسح طريقه أمام حديث التعافي والتفاؤل، الذي شكل محور دورة العام الجاري.
ووفقا لما ورد بجريدة "الإمارات اليوم" ، أكد الخبراء أن الرسالة التي يبعث بها "معرض جيتكس 2009" هذا العام لأسواق صناعة تقنية المعلومات، هي أن هذه الصناعة ليست قادرة على الخروج من الأزمة فحسب، وإنما قيادة بقية قطاعات الاقتصاد خلفها باتجاه التعافي.
وتفصيلاً، قال عمر شهاب مدير برامج الأبحاث في شركة "إنترناشيونال داتا كوربوريشن" المتخصصة في أبحاث أسواق تقنية المعلومات:" إن الإنفاق العالمي على تقنية المعلومات بلغ العام الماضي 12.5 تريليون درهم "3.4 تريليونات دولار"، في حين بلغ الإنفاق في منطقة الشرق الأوسط نحو 165 مليار درهم "45 مليار دولار".
وأضاف شهاب أن أسواق تقنية المعلومات في منطقة الشرق الأوسط كانت الأقل تأثراً بالأزمة الاقتصادية العالمية، ففي حين وصلت نسبة الانخفاض إلى 8 % على مستوى العالم، سجلت أسواق الشرق الأوسط نمواً بنسبة 4.5 %، ولم تتجاوز نسبة الانخفاض في الإنفاق على تقنية المعلومات 4 %، حيث هبط الإنفاق من 45 مليار دولار إلى 43 مليار دولار.
وبيّن شهاب أن الأزمة الاقتصادية أتاحت فرصاً عدة أمام قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، مشيراً إلى أن البنوك المركزية حول العالم وضعت شروطاً وضوابط عدة لعمل القطاع المصرفي، الذي كان مركز زلزال الأزمة، ما يعني أن على البنوك زيادة مخصصات ميزانية تقنية المعلومات للالتزام بتلك الشروط.
من جانبه، قال بهجت الدرويش خبير الاتصالات في شركة "بوز أند كو" العالمية للاستشارات :" إن هناك ارتباطاً قوياً بين معدل النمو في الإنفاق على تقنية المعلومات ومعدل النمو في الناتج المحلي لأية دولة".
واوضح الدرويش أن دراسة حديثة أجرتها الشركة أظهرت أن ارتفاعاً بنسبة 10 % في عدد الخطوط الثابتة للهاتف يؤدي إلي زيادة في إجمالي الناتج المحلي بنسبة 2.8 %، كما أن زيادة عدد اشتراكات خدمة النطاق السريع للإنترنت بنسبة 10 % في عام من الأعوام، تؤدي إلى زيادة في إنتاجية العاملين بنسبة 5.1 % خلال السنوات الخمس .
وأضاف أن زيادة عدد اشتراكات النطاق السريع للإنترنت في الولايات المتحدة، أدى إلى توفير 2.4 مليون وظيفة، وإضافة ما قيمته 134 مليار دولار من النشاط الاقتصادي.
وقال الدرويش :" إن أسواق الاتصالات العام الجاري حققت إيرادات تفوق 1.4 تريليون دولار، كما وصل حجم سوق نقل البيانات عبر الهاتف المحمول وخطوط الهاتف الثابت إلى 411 مليار دولار بزيادة نسبتها 12 %، مقارنة مع العام الماضي".
وبيّن الدرويش :" إن التقرير الأخير لـ(الاتحاد الدولي للاتصالات)، حول مدى تأثر قطاع تقنية المعلومات والاتصالات بالأزمة، والصادر في أكتوبر الماضي، أشار إلى أن أية دولة لن تستطيع المنافسة في القرن الـ 21 من دون فتح بوابات نقل البيانات".
وأوضح الدرويش أن الأزمة على الرغم من كل عيوبها، فإنها فتحت عيون حكومات العالم على قـدرة قطاع تقنية المعلومات على زيادة الإنتاجية، ودعم الابتكار، وتوفير الوظائف، وتكوين قوة عاملة ماهرة، وتمكين الشركات والمنظمات من تقديم خدمات جديدة، وزيادة القدرة التنافسية للاقتصاد.
وأكد الدرويش أن تحفيز استثمارات القطاع الخاص في الدول النامية لبناء شبكات الجيل المقبل، يتطلب من الحكومات سلسلة من الإجراءات تتضمن إزالة الغموض في البيئة التشريعية الناظمة لقطاع الاتصالات، وإصلاح النظم الضريبية، وإيجاد حلول فعالة لمشكلة أطياف الترددات، وتسريع التحول إلى التلفزيون الرقمي.
وحذّر من أن التخلف عن القيام بهذه الإصلاحات، يعني تزايد الفجوة الرقمية بين الشرق والغرب.
http://world2computer.blogspot.com/