اللحظات الأخيرة في الحياة - انتزاع الروح من الجسد
وبعد كل هذه المعاناة التى يعانيها العبد، بعد الآلام التى يراها فى سكرات موته نجده ينتقل بعد ذلك إلى مرحلة أخرى وهى انتزاع الروح وتحررها من قيد الجسد.
فيجلس ملائكة الموت عند رجله ورأسه والناس من حوله ينظرون سكرات الموت ولكنهم لا يرون الملائكة بالطبع وهم عنده وبينهم ولو أنهم يشاهدون ما يحدث أو يعلمون بما يحدث ولا يرونه لفزعوا وانفضوا من حول الميت كما قال الله تبارك وتعالى فى كتابه العزيز :
(فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ *)
الواقعة 85:83
فيجلس ملك الموت عليه السلام عند رأسه والملائكة الموكلة بالموت عند قدمه فتضغط الروح من القدمين فتصعد إلى البطن وتبدأ القدمان بالبرود فلا حراك لها ولا روح فيها بعد اليوم ثم تضغط البطن فتصعد الروح إلى الصدر وتضغطها من الصدر فإذا هى بالنحر وحين ذاك يغلق باب التوبة على العبد كما قال صلى الله عليه وسلم :
تقبل توبة العبد ما لم يغرغر ومعناها أى إذا لم تصل الروح إلى مكان الغرغرة وهو الرقبة أو البلعوم فيخاطبها الملك :
يا أيتها الروح الطيبة أخرجى إلى رضاء ربك
فتخرج تسيل كأنها قطرة العسل التى تنساب
من فم السقاة بأطيب ريح. وأما روح الكافر فيقول لها الملك :
ياأيتها الروح الكافرة أخرجى إلى سخط ربك
فلا ترضى أن تخرج فيسحبها بحربته بقوة فتخرج وتقطع كل ما تتشبث به ولها أخبث ما يكون من الرائحة فإذا خرجت الروح من الجسد تبعها البصر.
فكيف يكون الحال وقتها؟ وكيف النجاة منها بعد انقطاع الأمل وإغلاق باب التوبة؟فتخرج تسيل كأنها قطرة العسل التى تنساب
من فم السقاة بأطيب ريح. وأما روح الكافر فيقول لها الملك :
ياأيتها الروح الكافرة أخرجى إلى سخط ربك
فلا ترضى أن تخرج فيسحبها بحربته بقوة فتخرج وتقطع كل ما تتشبث به ولها أخبث ما يكون من الرائحة فإذا خرجت الروح من الجسد تبعها البصر.
يا حسرة العاصين حينها، ويا وحشة المذنبين وقتها .. ويا قسوة العذاب الواقع فيها وبعدها ألا عقل يفكر؟ ألا قلب يلين؟ ألا نفس تزكى ما يحل بها؟
من قدم الخير اليوم وجد الخير غداً
من أساء اليوم فلا يلومن إلا نفسه.
من أساء اليوم فلا يلومن إلا نفسه.