حسبنا الله ونعم الوكيل
.. اللهم انتقم من المجرمين والمهملين.. هذه هي نتيجة تصريحات الوهم عن التطوير في السكة الحديد..
جعلنا المسئولون ننام في العسل إلي أن وقعت الكارثة.. كانت هذه
الكلمات التي رددها أهالي ضحايا قطاري العياط اللذين اصطدما أمس
الأول عند قرية جرزا وراح ضحيتهما 18 قتيلاً و39 مصاباً وفقاً لآخر
إحصائية ونجا الآلاف من الغلابة.. ليتواصل المسلسل الدامي للسكة الحديد
ونشاهد حلقة أخري من التسيب والإهمال والاستهتار بالأرواح.
في مشرحة زينهم اختلطت دماء الضحايا بدموع ذويهم وتحولت
المنطقة إلي مأتم وسرادق عزاء كبير.. وأصيب الناجون من الركاب بحالة
هستيرية من هول الكارثة لأنهم رأوا الموت بأعينهم.. وكادوا يفقدون حياتهم
وهم يكدحون لتحصيل أرزاقهم.
وضربت الفوضي جميع خطوط السكك
الحديدية وأصيبت بالشلل التام وتوقفت الحركة
أكثر من 12 ساعة متواصلة.. واستغرق رفع حطام
القطارين أكثر من 8 ساعات.
قرر محمد منصور وزير النقل
إحالة مسئولي السكة الحديد للتحقيق
لبيان مدي التقصير والإهمال والمسئول عنه. وقرر
صرف 20 ألف جنيه تعويضاً لأسرة كل متوفي و5 آلاف
للمصاب. أمر المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام بسرعة
إنجاز التحقيقات لتحديد المسئولية الجنائية وفحص الأجهزة
والسيمافورات وأبراج المراقبة والوسائل الفنية. وكان
الوزير أول من غادر موقع الحادث.
وكشفت تحقيقات النيابة أن عامل
برج المراقبة ترك عمله قبل انتهائه
بساعتين واستقل القطار الأمامي ولقي مصرعه
في الحادث.. وتحفظت النيابة علي الصندوقين الأسودين
للقطارين المنكوبين. وأكدت مصادر فنية ل"الجمهورية"
أن الحادث وقع بسبب الخطأ البشري والإهمال.