من اعظم الهبات التي يهبها الله سبحانه و تعالى لاي انسان ان يجعله قادرا على ان يتعلم ان يصبح هادئا و مستكينا خاصة اذا كانت حياته ممتلئة بالضغوطات العصبية و المشاكل اليومية و المنغصات الحياتية. عندما تمتلئ حياتك بالضغوط العصبية و النفسية و لا تكون قادرا على مواجهتها او التخلص منها سيتسبب لك هذا في الكثير من المشاكل الصحية سواء على المستوى البدني او المعنوي. القدرة على التراخي و الهدوء تتباين من شخص لأخر و تعتمد في المقام الاول على تعريف هذا الشخص لمعنى التراخي و الهدوء.و على خلاف المفهوم الصحيح فكثير من الناس يعتقد ان التراخي و الهدوء هو القيام بفعل اللا شيء و الدخول في الصندوق الخاص به وحيدا منفردا و هذا بالطبع اعتقاد خاطئ و ربما يصعب عليك الوصول للهدف المنشود من التراخي و ربما ايضا يزيد من ضغوطك العصبية و اثارها البدني الغير جيد على الامد البعيد. اذا اردت ان تتعلم فن الاسترخاء و الهدوء ما عليك إلا ان تتعامل مع الاشخاص الذي لديهم القدرة على الاسترخاء بشكل كامل و لديهم القدرة ايضا على عدم التفكير العميق في مشاكلهم و ازماتهم. و يأتي على راس القائمة بالطبع الاطفال فإذا ما قمنا بعمل مقارنة بين طريقة تعامل الاطفال مع مشاكلهم و طريقة تعامل البالغين مع مشاكلهم فسنجد ان الاطفال يتفوقون و ببراعة في ابتكار الطرق المختلفة التي من خلالها يمكنهم التغلب على كل ما يتعرضون له مشكلات. ربما ترى انت ان هذه الطرق ساذجة و بسيطة و اتت من منطلق ان الاطفال مشاكلهم بسيطة فلذلك حلولها ايضا بسيطة و لا تحتاج الى مجهود و لكن انظر في المقابل ان عندما يتعرض الطفل لأي مشكلة لا تكون امامه خيارات او بدائل ليتخلص من المشكلة فيضطر الى ابتكار اساليب جديدة من خلالها يمكنه التغلب على مشكلته اما انت فأمامك الكثير و الكثير من الطرق التي من خلالها يمكنك التخلص من مشاكلك و ضغوطاتك الا انك تتشبث بطريق واحد فقط و على الاغلب يكون هو الطريق الاكثر انسدادا مما يصعب عليك الحل و يزيد من همومك النفسية و العصبية. المفتاح الثاني لكي تسهل حياتك و تجعلها بسيطة هو ان تقوم بأداء الاعمال التي تحتاجها فقط و ليس كل الاعمال و كل المهام الموكلة لكل الاشخاص المتواجدين في محيطك سواء في البيت او في العمل. سجل في نقاط سهلة و بسيطة ما يجب ان تفعله يوميا بصورة جميلة و مبتكرة سواء على شكل كتابي او رسومي او حتى غنائي. و يجب قبل كل هذا ان تتوكل على الله و تؤمن بان ما قدره لك الله فيه الخير الكثير