منزلة المصلي على رسول الله عند الله
قال صلى الله عليه وسلم:
( أنا حبيب الله والمصلي علي حبيبي فمن أراد أن يكون حبيبًا لله فليكثر من الصلاة عليَّ ).
هذا الحديث الشريف يكشف الغطاء عن حقيقة أحباب الله وأحباب رسوله صلى الله عليه وسلم، فيبين لنا أن الصلاة على النبي هي أكسير السعادة والمحبة من الله عز وجل، ومن رسوله صلى الله عليه وسلم.
فقد وضح هذا الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم، هو حبيب الله الأكبر وأن الذي يليه في هذا المقام هو من يكثر من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، إذ أن الصلاة على رسول الله دليل على محبته الصادقة والإخلاص لذاته الشريفة، والوفاء له صلى الله عليه وسلم، ولو أن الملائكة والإنس والجن قاموا بكتابة ثواب الصلاة على رسول الله ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا لأن صاحبها يرفع إلى مقامات المحبة من الله عز وجل، والمحبة من رسوله صلى الله عليه وسلم.
وليس هناك مقام أجل ولا أعلى من مقامات المحبوبين لله ورسوله قال الله تعالى: ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾، [54، المائدة].
ومن يحبه الله يتولاه بولايته ويكلأه بعزته ويؤثره على كثير من عباده المؤمنين، ثم يشغله به سبحانه وتعالى فيجعل همه ولذته في ذكر الله وطاعته، قال أبو العزائم رضي الله عنه:
أهل المحبة بالمحبوب شغلهــم ذكر وفكر حضور في البدايات
أهل المحبة للمحبوب قد رفعوا لم تلههم عنه أعلام الكرامات
وغاية ما يرتجيه المحبون هو الأنس بمحبوبهم والفوز برضوانه في كل زمان ومكان والسرور بمعيته في جميع الشئون والأحوال حتى يتهنوا بهذه المشاهد العلية في جنة القرب والوصال وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آليه وصحبه وسلم.