صفة أهـــل الجنــة
يبعث الله الرجال من أهل الجنة على صورة أبيهم آدم جردا.مردا مكحلين في الثالثة والثلاثين من العمر على مسحة وصورة يوسف.وقلب أيوب ولسان محمد عليه الصلاة والسلام.وقد أنعم الله عليهم بتمام الكمال والجمال والشباب لا يموتون ولا ينامون.
جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " "أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر، ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يتفلون، ولا يتمخطون، أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك،
(1) رواه البخاري(6553)فتح الباري ومسلم(8-2827)
(2) تكعكعت : تأخرت
(3) رواه لبخاري(1052-5197)ومسلم17-907)
ومجامرهم الألوة عود الطيب أزواجهم الحور العين، على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء ". متفق عليه.
وفي حديث آخر: " آنيتهم فيها الذهب ورشحهم فيها المسك ولكل واحد زوجتان يرى مخ ساقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب رجل واحد يسبحون الله بكرة وعشيا " (1).
فعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: " إذا دخل أهل الجنة الجنة ينادي مناد إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا " (2).
نعيـــم الجنــة
نعم الجنة كثيرة لا تعد ولا تحصى أخبرنا الحق سبحانه وتعالى عن بعضها من خلال هذه الآيات الكريمة،إذ يقول تعالى : ﴿ يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون *الذين أمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين * أدخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون* يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون* وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون* لكم فيها فاكهة كثيرة منها تاكلون﴾ (3)
ملابس أهل الجنة
أما ثياب أهل الجنة فمن حرير وسندس واستبراق جديدة لا تبلى.
قال تعالى : ﴿ ولباسهم فيها حرير﴾
(1) رواه البخاري(3327-3245) ومسلم (2834-2537) وابن ماجة(4333)
(2) رواه مسلم (22-2837) والترمذي(2525 -2526-3246)
(3) سورة الزخرف الآيات من 68 إلى 73
وقال :﴿ ...ويلبسون ثيابا خضرا من سندس و استبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا﴾ الكهف /31
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:"من يدخل الجنة ينعم و لا ييأس ،لا تبلى ثيابه .ولا يفنى شبابه ، في الجنة ما لاعين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر"رواه مسلم.
الخيل من ياقوت أحمر
عن سليمان بن بُريدة عن أبيه : أن رجلا سأل النبي، (صلى الله عليه وسلم) فقال : يا رسول الله هل في الجنة من خيل؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)" إن الله أدخلك الجنة فلا تشاء أن تحمل فيها على فرس من ياقوتة حمراء يطير بك في الجنة حيث شئت إلا كان" قال:وسأله رجل فقال: يا رسول الله.هل في الجنة من إبل ؟ قال :فلم يقل له ما قال لصاحبه. قال:إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك. (1)
الزرع في الجنة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يوما يحدث وعنده رجل من أهل البادية : "أن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع فقال له: أو لست فيما شئت؟ قال: بلى ولكني أحب أن أزرع، فأسرع وبذر، فتبادر الطرف نباته، واستواؤه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال فيقول الله تعالى"دونك يا بن آدم فانه لا يشبعك شيء" فقال الأعرابي : يا رسول الله لا تجد هذا إلا قرشيا أوأنصاريا فإنهم أصحاب زرع فأما نحن فلسنا أصحاب زرع فضحك الرسول (صلى الله عليه وسلم)" (2)
(1) رواه الترمذي ، انظر صحيح الترغيب والترهيب برقم (3756)
(2) أخرجه البخاري ( 7519 /2348 ) واحمد
حــور العيـن
ومن النعم التي جعلها الله تعالى لأهل الجنة.أنه أنشأ لهم نساء" حور العين" ووصفهم في كتابه العزيز فشبههن باللؤلؤ، والياقوت والمرجان.
قال تعالى: ﴿وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون﴾الواقعة/25 وقال: ﴿كأنهن الياقوت والمرجان﴾ الرحمن/57
فالحوراء تضيء الدنيا بجمالها وضيائها. فعن أنس ابن مالك رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال :" ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحا.ولأضاءت ما بينهما،ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها" (1)
وإن لأهل الجنة زوجتان كالياقوت في صفائه فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:"إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم على أضواء كوكب ذري في السماء ، ولكل أمريء منهم زوجتان اثنتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم وما في الجنة أعزب" (2)
أما ما جاء عن غناء الحور وجمال صوتهن، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي(صلى الله عليه وسلم) قال:"إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط وأن مما يغنين به : نحن الخيرات الحسان أزواج قوم كرام، ينظرون بقرة أعيان،وإن مما يغنين به: نحن الخالدات فلا نمتنه، نحن الآمنات فلا نخفنه نحن المقيمات فلا نظعنه" (3)
قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع
عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال في أهل الجنة:
(1) رواه البخاري (11/6568) ومسلم النصيف : الخمار
(2) رواه البخاري ومسلم والسياق له (8/146)
(3) صحيح رواه الطبراني في الصغير (2/35)حديث 734 والأوسط(5/149/150)(4917)
" بلى والذي نفس محمد بيده، إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع"(1)
ضيافة أهل الجنة
لقد جاء في الحديث الشريف عن أبي سعيد الخدري عن النبي(صلى الله عليه وسلم) قال : "تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يكفأها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر، نزلا لأهل الجنة ، قال فأتى رجل من اليهود فقال : بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة ؟ قال: بلى ، قال تكون الأرض خبزة واحدة كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال : فنظر إلينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم ضحك حتى بدت نواجذه، قال : ألا أخبرك بإدامهم ؟ قال:بلى ، قال إلام ونون،قالوا :وما هذا ؟ قال: ثور ونون يأكل من زائدة كبدها سبعون ألفا "(2).
وفي حديث آخر عن ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:"كنت قاعدا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فجاءه حبر من أحبار اليهود فقال: السلام عليك يا محمد فدفعته دفعة كاد يصرع منها فقال: لم تدفعني؟ قلت : ألا تقول يا رسول الله ؟ فقال اليهودي :إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله ،فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي، فقال اليهودي:جئت أسألك ،فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :أينفعك شيء إن حدثتك ؟ قال : أسمع بأذني، فنكت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعود معه ،فقال : سل، فقال اليهودي : أين يكون الناس يوم تبذل الأرض غير الأرض والسموات ؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : هم في الظلمة دون الجسر، قال :فمن أول الناس إجازة ؟ قال: فقراء المهاجرين، قال اليهودي:فما تحفتهم حين يدخلون الجنة ؟ قال: زيادة كبد النون، قال فما غذاؤهم ؟.
(1) رواه احمد في مسنده (4/367) والنسائي في القبرة(6/464)حديث(11478)
(2) رواه البخاري (11/6520) ومسلم (30/2792)
قال: ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها، قال: فما شرابهم على إثرها ؟ قال من عين فيها تسمى سلسبيلا فقالت: صدقت " رواه مسلم.
سوق الجنة
عن أنس بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال : " إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم المسك فيزدادون حسنا وجمالا فيرجعون إلى أهلهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا فيقول لهم أهلهم : والله لقد ازددتم حسنا وجمالا ،فيقولون : وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا"(1).
و عن أبي هريرة رضي الله عنه لقي سعيد بن المسيب فقال أبو هريرة:"أسأل الله أن يجمع بيني و بينك في سوق الجنة ، فقال سعيد أو فيها سوق ؟ قال :نعم .
فتأتي سوقا قد حفت به الملائكة، فيه ما لم تنظر العيون إلى مثله ولم تسمع الآذان ولم يخطر على القلوب، فيحمل لنا ما اشتهينا ليس يباع فيه شيء ولا يشترى، وفي ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا فيقبل ذو المنزلة المرتفعة فيلقى من هو من دونه وما فيهم دني: فيروعه ما يرى عليه من اللباس، فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليه ما هو أحسن منه وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها"(2) .