الحزن والحداد جسدا حالة من الغضب المكتوم لدى المواطنين فى كافة محافظات مصر من الإسكندرية وحتى أسوان، وهى ليست بسبب الخسارة التى لحقت بالمنتخب القومى بقدر ما لحق بالمصريين أنفسهم من إهانة على أيدى المشجعين الجزائريين المتعصبين.
فى الأقصر ظلت أمهات المصريين العاملين فى الجزائر تدعو بخسارة المنتخب القومى خوفا على أبنائهم من اعتداءات الجزائريين فى حالة فوز المنتخب المصرى عليهم. وهو ما حملته كلمات لـ سعاد عبد الراضى خليل (69 عاما) قبل المباراة بدقائق: "يارب تفوز الجزائر علشان ولادى الاثنين وزمايلهم المحتجزين بالجزائر ما يتعرضوش لخطر.. يا رب استرها معاهم"، لتنهمر فى حالة من البكاء على ابنيها محمد وفتحى الديب اللذان يعملان بالجزائر منذ 6 أشهر وكان من المفترض عودتهم الاثنين المقبل.
وأضافت سعاد: "بعد المباراة اتصلوا بى وقالولى الجزائريين حرقوا أمتعتنا وجوازات سفرنا، ولم يحميهم إلا تدخل الشرطة والجيش الجزائرى، وتم نقلهم إلى أحد معسكرات الجيش فى منطقة جبلية ثم انقطعت اتصالاتهم".
وأوضحت الحاجة سعاد أثناء دعائها للمنتخب الجزائرى بالفوز أنها فى قلق دائم على أبنائها، خاصة إذا فاز المنتخب المصرى على المنتخب الجزائرى، وقالت ربما أن يقتل الجزائريون أبناءها من الغيظ والحقد، مناشدة الرئيس مبارك بالتدخل لحماية أبناء مصر فى الجزائر.
فى الإسماعيلية حالة من الحزن والغضب سادت شوارع المحافظة، يصفها أحمد الجميل، مدرس، فى قوله: "خسارتنا أصابتنا بالإحباط، كنا ننتظر الفرحة، ولكن قدر الله وما شاء فعل"، هذا الشعور نفسه كان لدى سيد سليم طالب قائلا: "على رغم المجهود الذى بذله المنتخب إلا أن سوء حظنا حال دون فوزنا"، فيما أشار حسن عجمى إلى أن الفرحة ضاعت بسبب الإجهاد والضغط العصبى الذى أصاب اللاعبين.
فى القليوبية أصيبت جماهير الكرة بصدمة تزامنت مع إطلاق الحكم صافرته معلنا نهاية المباراة، التزم عقبها الجمهور بحالة من الصمت يعلوها الهدوء والحزن.
وفى مطروح طويت الجماهير المجتمعة عقب المباراة الأعلام، وتبدلت حالة الاستعداد بالفوز إلى وجوم وحزن تفرق على أثره المواطنون من على المقاهى عائدين إلى منازلهم محملين بمرارة الهزيمة.
وفى جنوب سيناء ترك بعض المشاهدين المقاهى قبل انتهاء المباراة بربع ساعة، بينما خلت الشوارع من الأعلام المرفوعة وتوقف قائدو السيارات عن استخدام" "الكلكسات"، وهو ما برره محمد حسين بقوله "كانت مفاجأة لنا، الهدف غير متوقع من الجزائر".
ويقول محمد حنفى "تركت الكوفى شوب قبل انتهاء المباراة حزينا جداً لخروجنا من المونديال، رغم أن فريقنا كان الأفضل".
وفى أسيوط حمل طلاب جامعة أسيوط والمواطنين نعشا وساروا به فى الشوارع فى حزن شديد بعد أن طلسم حزنهم كل ملامح الفرح التى عاشوها قبل ثلاثة أيام.
كما قامت العديد من السيدات بارتداء الملابس السوداء والبكاء فى نحيب حسرة على خسارة المنتخب.
وشهدت السويس ردود فعل عنيفة حيث ألقى المشجعون زجاجات المياه الغازية على شاشات العرض، اعتراضا على النتيجة، كما غادر بعضهم المباراة قبل انتهائها، فى حين انتشرت حالات الإغماء بين بعض المشجعين، خاصة الفتيات بعد انتهاء المباراة مباشرة.
وتباينت ردود الفعل على أداء المنتخب، حيث أبدا البعض استياءه من أداء اللاعبين خاصة أبو تريكة فى حين عقب بعض المشجعين أن المنتخب أدى دوره على أكمل وجه، وأنهم فخورون بأداة وأن مصر والجزائر أشقاء، ورغم حالة التوتر إلا أن فوز مصر أو الجزائر هو نصر للعرب وليس للدولة التى حققته، فى الوقت الذى انتشرت قوات الأمن بالشوارع لتأمين حركة المواطنين والحفاظ على سلامتهم وتجنبا لوقوع أى حادث أو أى أعمال شغب، خاصة بعد حاله الصدمة التى أصابت الجماهير.
وفى المنوفية سادت حالة من الحزن والأسى على المواطنين، وانتشرت قوات الأمن فى الشوارع بإشراف اللواء حمدى الديب، مدير أمن المنوفية، وذلك لضبط الشارع وتسهيل حركة السير، ورغم الهزيمة إلا أن أعلام مصر مازالت ترفرف بشوارع المنوفية وانصرف المواطنون إلى منازلهم بعد الخسارة المريرة.