ما بين البداية المثالية والنهاية المتفجرة كثير من »التلبك« الفني - حسن شحاتة يهزم سعدان بطريقة »الضرب في العمق!
كتب إبراهيم المنيسي:
كانت اللدغة الأولي قاتلة، كما توقعناها هنا قبل يوم من المباراة الكبري. ولو استغل زملاء الصقر ما لاح لهم من فرص ثمينة خلال الدقائق العشر الأولي التي اعقبت اللدغة الأولي من البلدوزر عمرو زكي، لأمكن لمنتخب مصر الحصول علي تأشيرة التأهل إلي كأس العالم من دون فاصلة. لكن اللدغة الأولي المصرية فتحت الطريق للمعلم حسن شحاتة للتفوق التكتيكي في المباراة، غير أن تفكير المدير الفني لمنتخب مصر في حشد أكبر عدد من العناصر الهجومية أصاب الفريق بنوع من التلبك الفني، إذ كان أكثر من لاعب يشغل نفس المركز الواحد في الثلث الهجومي بهدف المتزايد والبحث عن تسجيل هدف الانقاذ، وهو ما لم يتحقق إلا في الثواني الأخيرة.
وما بين البداية الحالمة والنهاية المتفجرة بالفرحة، كانت المنازلة التكتيكية فيما بين حسن شحاتة ورابح سعدان مثيرة في أفكارها وأوراقها وتصوراتها، حتي وإن جاءت أدوات التنفيذ من اللاعبين بالفريقين متأثرة بفعل التوتر الشديد والضغط العصبي الرهيب الذي جعل لاعبين كبارا بالمنتخب المصري يقعون في أخطاء تمرير بدائية وصلت في مجموعها إلي ٩٣ تمريرة فقط في الشوط الثاني وهو ما أفقد حسن شحاتة فرصة تنفيذ مخططه بالقضاء علي سعدان الذي تلقي الهزيمة الأولي له من منتخب مصر خلال العقد الأخير.
فاجأ حسن شحاتة منافسه سعدان بمثلث هجومي ضاغط اعتمد فيه علي سرعة وتحركات عرضية فيما بين محمد أبوتريكة ومحمد زيدان طرفي قاعدة المثلث الذي مثل عمرو زكي رأسه المتقدم، وهو ما عرض رفيق حليش الليبرو لاعب ناشيونال مادير البرتغالي لحرج متواصل خاصة في ربع الساعة الأولي مع زميليه مجيد بوقرة قلب دفاع جلاسكو رينجرز الذي شارك بعد شفائه مع زميله المساك عنتر يحيي لاعب بوخوم الألماني.
برغم اختلاف أهداف وفرص الفريقين في المباراة إلا أن كلا من شحاتة وسعدان اهتم بتأمين دفاعه جيدا وركز المدير الفني لمنتخب مصر علي تحريك هاني سعيد الليبرو ليكون أمام قلب الدفاع عبدالظاهر السقا وأحمد فتحي في المواقف الهجومية بحيث يزيد سعيد من الكثافة العددية في خط الوسط خلف لاعبي الارتكاز محمد حمص وأحمد حسن، وكان الأخير في حالة دفاعية جيدة امتاز فيها بالضغط والاصرار علي الاستحواذ وتعطيل تحرك المنافس. كما أجاد هاني سعيد التنسيق مع عبدالظاهر السقا وأحمد فتحي في تقدم كل منهما سواء للاستفادة من قدرات السقا علي ضربات الرأس التي كان يمكنه حسم المباراة من احداها.
وفي المقابل ولان منتخب مصر كان يهدف للضرب في العمق فقد تحمل حليش وبوقرة ويحيي ومن أمامهم خالد لموشيه أبرز لاعبي فريقه ونجم وفاق سطيف مع زميله في قلب الوسط يزيد منصوري لاعب لوريان الفرنسي عبء المستمر من لاعبي مصر.
الضرب في العمق كان هدف شحاتة الرئيسي لكنه وبعد البداية المثالية والنموذجية التي وجدها الجهاز الفني لمنتخب مصر ربما بأفضل مما تمني في توقيته المبكر وقبل مرور الدقيقة الثانية من البداية، وجد الكثير من التلبك الفني في الثلث الهجومي برغم ارتداد لموشيه ومنصوري للمعاونة في وسط ملعب الأخضر، كما تراجع كريم مطمور الظهير الأيمن الذي أزعجه كثيرا تحرك وتفوق سيد معوض الذي كان مع السقا والحضري الأقرب للاحتفاظ بمستواه. فيما ابتعد معظم لاعبي مصر عن مستوياتهم العالية بفعل التوتر الشديد والضغط العصبي المتزايد واضطر سعدان لاخراج مطمور لاعب مونشنجلادباخ الألماني وأشرك بدلا منه ياسين بزاز لاعب ستراسبورج الفرنسي.
لم يجد السقا صعوبة حقيقية في ايقاف خطورة مهاجمي الجزائر برغم اهتزاز أداء خط وسط مصر دفاعيا في بعض فترات الشوط الثاني وهو ما فتح الطريق أمام كريم زياني مهاجم فولسبورج الألماني وعبدالقادر غزال للانطلاق وتهديد مرمي عصام الحضري الذي استبسل بيقظة رائعة في انقاذ مرمي مصر من ثلاث فرص خطيرة.
الضرب في العمق لاستغلال ثغرة واضحة فيما بين قلبي الدفاع الجزائري والليبرو وافتقادهم التجانس والتنظيم الجيد خاصة في »الترحيل«، والتغطية العكسية من ظهيري الجانبين بالتنسيق والربط مع قلبي الدفاع كانت الاستراتيجية التي اهتم فيها حسن شحاتة في التغلب علي رابح سعدان وهو ما استغله عماد متعب برأسية قاتلة وكاد بركات أن ينقذ الموقف تماما في وقت قاتل. وسمحت هذه الثغرة الجزائرية الواسعة لابوتريكة وزيدان وزكي بالتحرك فيها جيدا في ربع الساعة الأولي، لكن ابتعاد مهاجمي مصر عن منطقة الجزاء الجزائرية والاكتفاء ببذل مجهود كبير خارجها جعل حارس مرمي جمعية أوليمبي الشلف الوناس جواوي يطمئن في معظم الفترات إلا في المرات التي تدخل فيها ونال انذارا مؤثرا لتعطيله اللعب وسيغيب عن المباراة الفاصلة مع زميله المؤثر خالد لموشيه وكلاهما مؤثر في أداء المنتخب الأخضر.
ما بين البداية النموذجية مصريا في توقيتها والنهاية المتفجرة بالفرحة لهذه المباراة كانت حالة التلبك الفني مفهومة الأسباب إذ أن مثل هذه المباريات لا ينتظر فيها أداء كرة جميلة بفعل العصبي الرهيب والتوتر الشديد وكانت واضحة علي وجوه وأعصاب لاعبي مصر.
ويبقي التأكيد علي أن حالة التركيز التي كان عليها لاعبو مصر في هذه المباراة مطلوب استمرارها والحفاظ عليها دون افراط في فرحة هدف متعب وانقاذ الفرصة والاحتكام لفاصلة.
لم يحسم شيء بعد والفرصة أمام الفراعنة في السودان لنيل تأشيرة المونديال عن استحقاق شريطة الحفاظ علي التركيز الشديد واستغلال الفرص واحترام المنافس.
كانت اللدغة الأولي قاتلة، كما توقعناها هنا قبل يوم من المباراة الكبري. ولو استغل زملاء الصقر ما لاح لهم من فرص ثمينة خلال الدقائق العشر الأولي التي اعقبت اللدغة الأولي من البلدوزر عمرو زكي، لأمكن لمنتخب مصر الحصول علي تأشيرة التأهل إلي كأس العالم من دون فاصلة. لكن اللدغة الأولي المصرية فتحت الطريق للمعلم حسن شحاتة للتفوق التكتيكي في المباراة، غير أن تفكير المدير الفني لمنتخب مصر في حشد أكبر عدد من العناصر الهجومية أصاب الفريق بنوع من التلبك الفني، إذ كان أكثر من لاعب يشغل نفس المركز الواحد في الثلث الهجومي بهدف المتزايد والبحث عن تسجيل هدف الانقاذ، وهو ما لم يتحقق إلا في الثواني الأخيرة.
وما بين البداية الحالمة والنهاية المتفجرة بالفرحة، كانت المنازلة التكتيكية فيما بين حسن شحاتة ورابح سعدان مثيرة في أفكارها وأوراقها وتصوراتها، حتي وإن جاءت أدوات التنفيذ من اللاعبين بالفريقين متأثرة بفعل التوتر الشديد والضغط العصبي الرهيب الذي جعل لاعبين كبارا بالمنتخب المصري يقعون في أخطاء تمرير بدائية وصلت في مجموعها إلي ٩٣ تمريرة فقط في الشوط الثاني وهو ما أفقد حسن شحاتة فرصة تنفيذ مخططه بالقضاء علي سعدان الذي تلقي الهزيمة الأولي له من منتخب مصر خلال العقد الأخير.
فاجأ حسن شحاتة منافسه سعدان بمثلث هجومي ضاغط اعتمد فيه علي سرعة وتحركات عرضية فيما بين محمد أبوتريكة ومحمد زيدان طرفي قاعدة المثلث الذي مثل عمرو زكي رأسه المتقدم، وهو ما عرض رفيق حليش الليبرو لاعب ناشيونال مادير البرتغالي لحرج متواصل خاصة في ربع الساعة الأولي مع زميليه مجيد بوقرة قلب دفاع جلاسكو رينجرز الذي شارك بعد شفائه مع زميله المساك عنتر يحيي لاعب بوخوم الألماني.
برغم اختلاف أهداف وفرص الفريقين في المباراة إلا أن كلا من شحاتة وسعدان اهتم بتأمين دفاعه جيدا وركز المدير الفني لمنتخب مصر علي تحريك هاني سعيد الليبرو ليكون أمام قلب الدفاع عبدالظاهر السقا وأحمد فتحي في المواقف الهجومية بحيث يزيد سعيد من الكثافة العددية في خط الوسط خلف لاعبي الارتكاز محمد حمص وأحمد حسن، وكان الأخير في حالة دفاعية جيدة امتاز فيها بالضغط والاصرار علي الاستحواذ وتعطيل تحرك المنافس. كما أجاد هاني سعيد التنسيق مع عبدالظاهر السقا وأحمد فتحي في تقدم كل منهما سواء للاستفادة من قدرات السقا علي ضربات الرأس التي كان يمكنه حسم المباراة من احداها.
وفي المقابل ولان منتخب مصر كان يهدف للضرب في العمق فقد تحمل حليش وبوقرة ويحيي ومن أمامهم خالد لموشيه أبرز لاعبي فريقه ونجم وفاق سطيف مع زميله في قلب الوسط يزيد منصوري لاعب لوريان الفرنسي عبء المستمر من لاعبي مصر.
الضرب في العمق كان هدف شحاتة الرئيسي لكنه وبعد البداية المثالية والنموذجية التي وجدها الجهاز الفني لمنتخب مصر ربما بأفضل مما تمني في توقيته المبكر وقبل مرور الدقيقة الثانية من البداية، وجد الكثير من التلبك الفني في الثلث الهجومي برغم ارتداد لموشيه ومنصوري للمعاونة في وسط ملعب الأخضر، كما تراجع كريم مطمور الظهير الأيمن الذي أزعجه كثيرا تحرك وتفوق سيد معوض الذي كان مع السقا والحضري الأقرب للاحتفاظ بمستواه. فيما ابتعد معظم لاعبي مصر عن مستوياتهم العالية بفعل التوتر الشديد والضغط العصبي المتزايد واضطر سعدان لاخراج مطمور لاعب مونشنجلادباخ الألماني وأشرك بدلا منه ياسين بزاز لاعب ستراسبورج الفرنسي.
لم يجد السقا صعوبة حقيقية في ايقاف خطورة مهاجمي الجزائر برغم اهتزاز أداء خط وسط مصر دفاعيا في بعض فترات الشوط الثاني وهو ما فتح الطريق أمام كريم زياني مهاجم فولسبورج الألماني وعبدالقادر غزال للانطلاق وتهديد مرمي عصام الحضري الذي استبسل بيقظة رائعة في انقاذ مرمي مصر من ثلاث فرص خطيرة.
الضرب في العمق لاستغلال ثغرة واضحة فيما بين قلبي الدفاع الجزائري والليبرو وافتقادهم التجانس والتنظيم الجيد خاصة في »الترحيل«، والتغطية العكسية من ظهيري الجانبين بالتنسيق والربط مع قلبي الدفاع كانت الاستراتيجية التي اهتم فيها حسن شحاتة في التغلب علي رابح سعدان وهو ما استغله عماد متعب برأسية قاتلة وكاد بركات أن ينقذ الموقف تماما في وقت قاتل. وسمحت هذه الثغرة الجزائرية الواسعة لابوتريكة وزيدان وزكي بالتحرك فيها جيدا في ربع الساعة الأولي، لكن ابتعاد مهاجمي مصر عن منطقة الجزاء الجزائرية والاكتفاء ببذل مجهود كبير خارجها جعل حارس مرمي جمعية أوليمبي الشلف الوناس جواوي يطمئن في معظم الفترات إلا في المرات التي تدخل فيها ونال انذارا مؤثرا لتعطيله اللعب وسيغيب عن المباراة الفاصلة مع زميله المؤثر خالد لموشيه وكلاهما مؤثر في أداء المنتخب الأخضر.
ما بين البداية النموذجية مصريا في توقيتها والنهاية المتفجرة بالفرحة لهذه المباراة كانت حالة التلبك الفني مفهومة الأسباب إذ أن مثل هذه المباريات لا ينتظر فيها أداء كرة جميلة بفعل العصبي الرهيب والتوتر الشديد وكانت واضحة علي وجوه وأعصاب لاعبي مصر.
ويبقي التأكيد علي أن حالة التركيز التي كان عليها لاعبو مصر في هذه المباراة مطلوب استمرارها والحفاظ عليها دون افراط في فرحة هدف متعب وانقاذ الفرصة والاحتكام لفاصلة.
لم يحسم شيء بعد والفرصة أمام الفراعنة في السودان لنيل تأشيرة المونديال عن استحقاق شريطة الحفاظ علي التركيز الشديد واستغلال الفرص واحترام المنافس.