اتزال صحيفة الشروق الجزائرية من جهة وبعض البرامج التليفزيونية المصرية من جهة أخرى عمليات الشحن الشعبي، ولاسيما ما نشرته صحيفة الشروق اليوم من توجيه استغاثات من نساء جزائريات بالقاهرة بأنهن تعرضن للهجوم وماوصفته الصحيفة التي تولت كبر الكثير من المبالغات بأن بعض الجزائريات تعرضن لمحاولة اغتصاب.
ومن هنا فإننا نطال الشرطة المصرية بالإعلان عن تخصيص رقم هاتف مجاني للجزائريين المقيمين في مصر والتدل بسرعة للتعامل مع شكاواهم درءا لهذه الفتن التي بدأت تمس الأعراض، وهو أمر غير مقبول لأن مصر ليست البوسنة والهيرسك وعيب كبير أن يجري الترويج لهذا الكلام.
على السلطات في البلدين أن تأخذ الأمور بالجدية اللازمة لأن استمرا هذه الأزمة بهذه الحدة ينذر بعواقب وخيمة ويعطي الفرصة لتصرفات لا يمكن أن يقبلها العقلاء من الجانبين.
هذا وقد أعلنت الحكومة الجزائرية إنشاء خلية أزمة لمتابعة أوضاع الجالية الجزائرية بمصر في وقت أكد فيه جمال مبارك نجل الرئيس حسني مبارك أن بلاده لن تتهاون مع الأحداث التي تعرض لها المصريون في الجزائر.
ويأتي ذلك على خلفية الاتهامات المتبادلة بين الجزائر ومصر بعد الأزمة التي خلفتها مباراتان لكرة القدم بين منتخبي البلدين الأسبوع الماضي بالقاهرة وأم درمان بالسودان.
وقال وزير التضامن الجزائري جمال ولد عباس الأحد إن الخلية تنتظر أي معلومات للتدخل فورا والتكفل بالجزائريين في مصر.
وأشار في تصريح صحفي إلى أنه التقى بطلبة جزائريين عادوا للتو من مصر اشتكوا له أوضاعهم السيئة هناك وبأنهم كانوا مختبئين في شققهم.
وتوجه مصر اتهامات مماثلة للجزائر وتؤكد أن المصالح المصرية في الجزائر تعرضت للهجوم، وفي هذا الصدد قال جمال مبارك نجل الرئيس المصري إن حكومة بلاده لن تتهاون مع ما تعرضت إليه الجالية والمصالح المصرية في الجزائر.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن جمال مبارك، الذي يشغل منصب الأمين العام المساعد للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر، قوله إننا سنستمر في للحصول على التعويضات عن الخسائر التي حدثت للمنشآت المصرية في الجزائر.
وأضاف أن مصر ستطالب الجزائر بحماية المصريين الموجودين هناك.
وكان مجلس الشعب المصري قد حمل في وقت سابق الحكومة الجزائرية مسؤولية اعتداءات يقال إن الجالية والمصالح المصرية تعرضت إليها في الجزائر.
ومن جهته حمل وزير الداخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني السلطات المصرية مسؤولية الأزمة التي اندلعت بين البلدين متهما القاهرة برفض التعاون مع السلطات الجزائرية لتأمين وتنظيم المباراة قبل الفاصلة التي جرت بين منتخبي البلدين في 14 من الشهر الحالي بالقاهرة.
وقال زرهوني في تصريح للصحفيين إن الطرف المصري لم يتجاوب مع الاقتراح الجزائري، داعيا إلى أخذ العبر مما جرى بالقاهرة للاستفادة منه مستقبلا.
وأوضح أنه على العكس من ذلك سجلت الجزائر تعاونا كاملا من قبل السلطات السودانية.
وتتهم الجزائر السلطات المصرية بتدبير ما وصفته بالمؤامرة ضد البعثة الرياضية والرسمية الجزائرية قبل مباراة القاهرة للإطاحة بالمنتخب الجزائري من التأهل لمونديال 2010 بجنوب أفريقيا خدمة لما وصفته بأجندة داخلية.
وتنفي السلطات المصرية تلك الاتهامات منتقدة في الوقت نفسه ما وصفته بالاعتداءات، التي وقعت ضد مشجعيها في السودان وبحرق مقرات مؤسسات مصرية بالجزائر.
وفي نفس السياق دعا عبد العزيز زياري رئيس المجلس الوطني الشعبي الجزائري (الغرفة الأولى في البرلمان) الأحد إلى عدم الوقوع في ما سماه فخ الاستفزازات المصرية.
وقال زياري في تصريحات صحفية إن الفضائيات المصرية تحاول توجيه المواطن المصري البسيط الغاضب أصلا من أوضاعه المعيشية، نحو الجزائر.
وفي غضون هذه المواقف المتناقضة كشف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس في مؤتمر صحفي عن اتصالات بمصر والجزائر والسودان للإحاطة بما سماها الفتنة الناجمة عن تلك المباراة.
وفي المقابل أدان اتحاد كتاب مصر عمليات الشحن الإعلامي الهادف لزرع الفتنة وإثارة الفرقة بين مصر والجزائر مناشدا في بيان كل الأطراف عدم الخلط في العلاقات العربية بين الثوابت والمتغيرات.